لندن (وكالات) أفادت تقارير بريطانية أن موجة الحرارة القاسية التي ضربت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام، قد تكون بداية فقط لارتفاع غير مسبوق في حرارة الطقس مشيرة الى أنه خلال الأعوام القادمة، ستكون درجات الحرارة ما بين 60 إلى 70 درجة مائوية في العديد من الدول كشمال افريقيا و الخليج، أمرا اعتياديا". ورغم التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة حاليا، فإننا قد لا نستطيع تحملها مستقبلا خاصة في مناطق شمال أفريقيا والخليج، بحسب تقرير لموقع شبكة NBC. ويقول أشرف زكي، ممثل هيئة الأرصاد الجوية المصرية، إن آخر ثلاث سنوات كانت الأكثر سخونة في مصر منذ بدء عملية تسجيل الحرارة. وأضاف زكي أن "كل الظواهر المناخية المتطرفة قد زادت بالفعل، إذ ارتفع عدد الموجات الحارة، وازدادت مستويات الرطوبة، وكل هذا يعود لتأثير تغير المناخ". وأظهرت الإحصاءات في مصر ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل أسرع، وحذر زكي من أنه في حال استمرار الاحتباس الحراري بالوتيرة ذاتها ولم تتخذ إجراءات تصحيحية مثل تلك المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ، فإن هذا قد يزيد من حدة الكوارث حول العالم. ويشير محمد عبدربه، مدير مركز الإسكندرية للتأقلم مع التغيرات المناخية، إلى أن "هناك مشكلة أخرى غير ارتفاع منسوب مياه البحر التي يتحدث حولها أغلب الناس، إنها مشكلة تسرب المياه المالحة". ولمكافحة ظاهرة تسرب مياه البحر المالحة إلى الأراضي الزراعية، قام الفلاحون ببناء تربة إضافية لرفع مستوى أراضيهم بالإضافة إلى زراعة محاصيل مقاومة للأملاح مثل الأرز. ويحذر عبدربه من أن ملوحة التربة قد تؤدي إلى خسائر تصل قيمتها لملايين الدولارات. وبحسب الإحصاءات فإن الإسكندرية، ثاني أكبر المدن في مصر، قد تغمر المياه ربع مساحة أراضيها الساحلية إذا ارتفعت مستويات سطح البحر. أما في دول الخليج العربي، فإن مشكلة درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية تعد أخطر من مشكلة ارتفاع مستويات سطح البحر. وحسب تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن درجات الحرارة المستقبلية بمنطقة جنوب غرب آسيا ستتجاوز الحد الذي يسمح بنجاة البشر، في حال فشلت الدول في السيطرة على الانبعاثات. ويقول هارالد هوبام، خبير السياسة العالمية في الطاقة والمناخ بكلية الدراسات الأفريقية والشرقية بلندن، "أعتقد أنه بحلول منتصف هذا القرن، ستكون درجات الحرارة ما بين 60 إلى 70 درجة مئوية في العديد من الدول كالخليج، أمرا اعتياديا". وتعمل دول عربية بالاعتماد على مصادر طاقة متجددة، إذ يطور المغرب حاليا أكبر مزرعة رياح في أفريقيا بينما تبني مصر أكبر محطة طاقة شمسية في العالم.