تونس الشروق: رحل اول امس الروائي السوري حنا مينة عن سن تناهز الرابعة والتسعين عاما اثرى خلالها المكتبة العربية بمجموعة هامة من الروايات والكتب التي لخص فيها انطباعاته وآرائه. يمثل حنّا مينة قامة ادبية رسمت ملامح الرواية العربية باسلوبه المتفرد في الكتابة وعوالمه التي رصد من خلالها عالم البسطاء والمهمشين وخاصة البحر وحياة البحَّارة وإذا استثنينا محمد شكري الذي لم يكن غزير الانتاج قياسا بحنة مينة فيمكن اعتبار حنة هو الروائي الوحيد الذي قدم للادب من الهامش الاجتماعي والتعليمي فهو كاتب عصامي عمل قبل شهرته وتفرغه للكتابة في مهن هامشية من بينها " ميكانيكي دراجات " وبحار وكانت له القدرة على استلهام مناخاته من الحياة التي عاشها والتي كانت مبثوثة في كل اعماله التي فاقت الثلاثين رواية. ولد حنّا مينة سنة 1924 في لواء الاسكندورن ثم انتقل مع عائلته في عمر مبكر الى مدينة اللاذقية التي كانت من مصادر الهامه قبل ان يستقر في دمشق كما عمل لفترة في الصحافة وكان له دور بارز في تاسيس رابطة الادباء السوريين واتحاد الادباء العرب وكان يساريا في فكره متواضعا ومنحازا للفقراء. وكتب حنة مينة مسلسلات إذاعية في بداياته كما حوّلت بعض اعماله الى مسلسلات وافلام سينمائية ومن اشهر اعماله رواية الياطر التي طبعت في معظم الدول العربية والمصابيح الزرق وحكاية بحار والثلج يأتي من النافذة والابنوسة وغيرها. وكان حنّا مينة اوصى منذ سنة 2008 بان لا يرثيه احد بعد وفاته وطلب من اهله توزيع جزء مما يملك على الفقراء والمهمشين الذين كان دائما منتصرا لهم. رحم الله حنة مينة كان قامة ادبية لامعة وشخصية مفعمة بالعطاء الانساني.