عرفت مناطق عديدة ببلادنا أمس فيضانات بعد تساقط كميات كبيرة من الأمطار حيث بلغت في بنزرت 78.6 مليمترا. وغمرت المياه الطرقات والأنهج في عدد من المدن ودخلت المنازل. تونس (الشروق) تهاطلت كميات هامة من الأمطار مصحوبة بالبرد في عدد من المناطق بالعاصمة أضرت بالسيارات والممتلكات مما ادى الى تعطل حركة المرور . ودعت الإدارة العامة للمرور مستعملي الطريق إلى الحذر واتخاذ مسافة الأمان. ووسط توقع خريف وشتاء ممطر تنكب الوزارات المعنية من فلاحة وتجهيز على الاستعداد لموسم الأمطار والفيضانات. سدود واستبشار نحن مقبلون على موسم ممطر ووزارة الفلاحة انطلقت في الاستعدادات منذ بدايةشهر أوت وراسلت المندوبيات الجهوية للإسراع في عملية الاستعداد لموسم الأمطار والفيضانات.» هذا ما أكده مدير إدارة السدود الكبرى بوزارة الفلاحة السيد فائز مسلم، وأشار إلى أن كميات المياه المسجلة بمخزون السدود التونسية 867 مليون متر مكعب، ورغم أن نسبة امتلاء السدود قد ارتفعت مقارنة بنفس الفترة من سنة 2017، والتي تقدر ب 830 مليون متر مكعب، إلا أن الفارق ما زال سلبيا مقارنة بنفس الفترة قبل ثلاث سنوات. حيث عاشت البلاد مواسم متتالية من الجفاف. ومقارنة بمخزون السدود المقدر عادة بمليار و600 مليون متر مكعب. وسجل سد مثل سد نبهانة ارتفاعا في المخزون ليصل في منتصف أوت 4 ملايين متر مكعب. واعتبر محدثنا أن هناك إيرادات هامة من المياه في شهر أوت وصلت الى 73 مليون متر مكعب رغم أن الفترة هي فترة سحوبات للمياه، وتوازي الكمية المتساقطة هذا الشهر امتلاء سد، وقال إن الأمطار الأخيرة جعلت العاملين» في الصوناد» يعملون بأريحية بعد أن كانوا يبحثون عن موارد لتأمين حاجيات التونسيين من المياه. وتبقى الأمطار متى نزلت بشرى خير للجميع. والأمطار الأخيرة جيدة لا سيما بالنسبة إلى غراسات الزياتين والرمان. استعدادات للفيضانات أشار المدير بوزارة الفلاحة فائز مسلم إلى أن الوزارة قد انطلقت في الاستعداد لموسم الامطاروالوقاية من خطر الفيضانات. وراسلت المديرين الجهويين. ودعت إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمةبشريا وماديا من قبل مختلف المصالح الراجعة بالنظر تحسبا لكل الطوارئ التي قد تحدث من تهاطل الأمطار الغزيرة، وفيضانات، وثلوج بكميات هامة، وانزلاقات، الخ، و وانطلق التنسيق مع المصالح الجهوية المتدخلة وعلى راسها اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث. ودعت الوزارة في هذا السياق، إلى اتخاذ جملة من التدابير منها الحرص على استكمال ومتابعةالاشغال الجارية على غرار صيانة السدود والبحيرات الجبلية والسدود التلية في اقرب الآجال.والتفقد المستمر لأجهزة قيس الامطار و متابعة منسوب مياه الاودية.كما دعت إلى الإسراع في تحيين جرد المعدات المخصصة لمجابهة الفيضانات (المضخات، وسائل النقل، الجرافات، ...) والعمل على صيانتها وحسن انتشارها حتى تكون جاهزة للاستعمال الحيني وكلما دعت الحاجة لذلك. وتفقد الحواجز الترابية المقامة على الاودية و اصلاح الاضرارالتي لحقتها سابقا و الحرص على اتمام انجاز برنامج جهر الاودية في الآجال. والاسراع في إصلاح المعدات الثقيلة. وأكدت مصادرنا أنه يتوجب تحديد الامكانيات البشرية الممكن تسخيرها للتدخل والنجدة على مستوى المندوبية وحسب الاختصاص (خلايا مجابهة الفيضانات، تنظيم فرق متابعة فيضانات الاودية، برنامج حصص الاستمرار، الخ...) وعلى مستوى السدود (قائمة اسمية مع ارقام الهاتف لحراس السدود والبحيرات الجبلية). واعتبرت وزارة الفلاحة في منشور لها أن الموضوع مستعجل و»يكتسي أهمية قصوى» وأنه لا بد من الإسراع في إعداد تقرير مفصل في الغرض وموافاة مصالح الديوان (مكتب التخطيط والتوازنات المائية) بنسخة منه في أقرب الآجال. تفاؤل رغم الاضرار «نحن نعيش أزمة مياه وندرة في الموارد، لذا فإن تساقط الأمطار يمثل طالع خير للتونسيين،وللفلاحين.» هذا ما ذكره رئيس نقابة الفلاحين كريم داود الذي أشار إلى أن البلاد تعيش أزمة في الموارد الطبيعية، وخاصة في الموارد المائية وأن كل قطرة تنزل يجب أن نستفيد منها. ولم ينف محدثنا وجود بعض الأضرار في بعض المزروعات مثل الدلاع وبعض الغراسات الأخرى، لاسيما مع تساقط «التبروري» أي الثلج في شكل حجارة، ووجود فيضانات بعدد من المناطق،إضافة إلى تضرر بعض مخزونات التبن والقرط بالنسبة إلى الفلاحين الذين غفلوا عن تغطيةالمحاصيل. لكن عموما هذه الأضرار قليلة أمام حجم انتظارات التونسيين للأمطار. وتعاني السدود التونسية منذ سنوات من عجز يهدد محاصيل الزراعة ومراعي المواشي، كما تعاني المائدة المائية من نقص في منسوب المياه التي تغذيها. وأضاف داود :»لا وجود لفلاح يشتكي،فالأولوية الآن للسدود، نحن ننتظر الأمطار، ونرجو أن تتساقط بعد 15 أوت وتنزل «غسالةالنوادر»، فالخريف هو موسم إعداد المزارعين لأراضيهم، ومياه الخريف بشرى بموسم جيد. كما أن مياه هذه الفترة تهيئ التربة للحراثة في أحسن الظروف».