بِعبق التاريخ الذي صنعه الأبطال في "بوقرنين" و"باب الجديد" تُواجه "الهمهاما" اليوم النادي الإفريقي وهو لقاء واعد بالفرجة والحماس بالنظر إلى التَقاليد الكروية العريقة للجمعيتين ورغبتهما الكبيرة في تحقيق بداية مثالية تُسعد الأنصار وتُنسيهم فضيحة تأخير المباراة بأكثر من أسبوع لغياب ملعب يَأوي نادي حمّام الأنف صاحب البطولات المعروفة والكؤوس المشهورة. وقد فشل فريق الضاحية الجنوبية في تجهيز ميدانه الذي تحوّل إلى لُغز كبير مثله مثل الكثير من ملاعبنا وقاعاتنا الرياضية وبعد أن وجدت الجمعية نفسها في التسلّل تمسّكت بحقها المشروع في اللّعب على أرضية رادس تنفيذا لمنطق الانتماء الجغرافي لولاية بن عروس المُتّهمة ب"التقصير" في دعم أندية الجهة وخاصّة منها "الهمهاما" التي لم تظفر سوى ب"الفُتات". ونالت هيئة الفاضل بن حمزة مُرادها وتحصّلت على الضوء الأخضر لاستقبال الإفريقي في رادس ويخطّط فريق الضاحية الجنوبية اليوم إلى ضرب عصفورين بحجر واحد بما أنه يريد استهلال الموسم الجديد بفوز ثمين على الإفريقي مع تحصيل مداخيل جيّدة من بيع التذاكر وهي "خطّة استراتيجية" أخذها الفاضل عن "مُعلمه" المنجي بحر الذي "أبدع" للأمانة في تحقيق مكاسب مادية مُهمّة في مواجهات "الهمهاما" للترجي والإفريقي. ومن جهته، قدّم جمهور "الهمهاما" درسا بليغا في الوفاء للجمعية بعد أن تَحمّل مرارة السّقوط إلى منطقة الظلّ وأخذ على عاتقه مسؤولية شحذ الهِمم إلى حين الرجوع إلى دائرة الأضواء وفي البال الاتّعاظ من ذلك "الكَابوس" المُزعج وتثبيت الأقدام في رابطة "المُحترفين" بصفة مبكّرة مع استعادة الطّابع المُميز للجمعية التي تحذق التمريرات القصيرة والهجومات السريعة وهو "السلاح" الفتاك الذي قهر به الفريق "الصّغار" و"تمرّد" بفضله على "الكبار" وفيهم "السي .آس. آس" والنجم والترجي والإفريقي الذي اكتوى بنيران "الهمهاما" بطولةً وكأساً. وسيكون الرهان كبيرا على "الكَوارجية" ومدربهم "جيرار بوشار" الخبير بأجواء الكرة التونسية والذي يحفظ الضاحية الجنوبية عن ظهر قلب ولاشك في أن هذا العامل قد يساعد مدرب "الهمهاما" على نحت مسيرة ناجحة ما لم يُعاوده الحنين إلى "الهُروب" طمعا في المال وهو مفقود في خزينة "بوقرنين" التي تكمن ثروتها الحَقيقية في أمجادها التاريخية وطاقاتها البشرية. طُموحات "الهمهاما" ستصطدم بقوّة النادي الإفريقي الذي يريد تأكيد جاهزيته للمراهنة على التتويجات منذ البدايات. والأمل معقود على كلّ مكوّنات الجمعية لتحقيق أغلى الأمنيات في موسم سيكون بطله كما جرت العادات جمهور "الغالية" الذي يَصنع الحدث في جميع المناسبات ومهما كانت الصّعوبات التي أثبت نادي "باب الجديد" أنّها من المصطلحات المشطوبة بالأحمر في قاموسه بدليل نجاحات الموسم الفارط حيث تمّ ترويض "الأميرة" التونسية وانتزاع الوصافة في البطولة المحلية رغم المشاكل المالية والإدارية في مركب منير القبائلي. ومن المؤكد أن تلك المسيرة الايجابية سَتشكّل حافزا قويا لتكسب الجمعية التحديات القادمة ولتجابه بقلب من حديد "حُزمة" الديون وتبدو الكرة في ملعب الرئيس الجديد عبد السلام اليونسي ليوظف الخبرات التي راكمها في الحديقة ليغيّر الأوضاع ويحقّق الإقلاع بمعيّة المدرب البلجيكي "جوزي ريغا" العالم حتما بحجم الانتظارات في ربط "باب الجديد" الذي تخرّج منه عمالقة الكرة في تونس وافريقيا. جماهير الإفريقي تريد أن يستثمر "ريغا" "الإرث" الجيّد التي تركه "مارشان" والقلصي والطّفرة العالمية للكرة البلجيكية ليضع بصمة فنية مُميّزة في الحديقة "أ" التي شهدت توافد كمّ هائل من المُنتدبين وهو ما قد يساهم في الارتقاء بالمردودية إلى أعلى المستويات. البرنامج بطولة الرابطة "المُحترفة" الأولى (لقاء مؤجل لحساب الجولة الافتتاحية) في رادس (س16): نادي حمّام الأنف - النادي الافريقي (الحكم عامر شوشان)