وصف الكوميدي جعفر القاسمي الوضع الذي تمر به البلاد الآن باللحظة التاريخية قائلا «نحن الآن في عمق التاريخ رغم الآلام والأوجاع التي يعيشها التونسيون». وأكد الكوميدي على تفاؤله الكبير وأمله في تحسن الوضع بحكم وعي المجتمع التونسي حسب تعبيره. * تونس – «الشروق» – ويقدم الكوميدي جعفر القاسمي مساء الجمعة 31 أوت الجاري عمله المسرحي الجديد «3 في 1» بمسرح الهواء الطلق سيدي الظاهر بسوسة. عن هذا العمل كان ل «الشروق» الحوار التالي مع جعفر القاسمي أو «جعفور». «3 في 1، هو مشروعي الأخير الذي انطلقت في تحضيره منذ سنتين، تقريبا، إذ بقيت مدة 10 سنوات أراوح نفس التجربة، وبقيت 10 سنوات أقدم وان مان شو «تونسي.كوم» وبعد نجاح هذه التجربة رأيت أنه من الضروري التفكير في مشروع مختلف ونموذج»، هكذا استهل جعفر القاسمي حديثه عن فكرة مشروعه الجديد «3 في 1»، الذي انطلق عرضه خلال هذه الصائفة، دون عرض خاص للصحافة. «تصنيف هذا العمل مسرحيا، صعب، فمعلقة العرض بها ثلاث صور لجعفر القاسمي والعمل به 04 ممثلين إجمالا، فكيف تصنفه؟» سألنا محدثنا، فأجاب: «العمل إن شئنا هو من نوع المونودرام، لكنه مشروع مؤسس ومختلف، فيه دعوت ثلاثة ممثلين شبان، لا من باب المزية ولا من باب الضمان الاجتماعي، وإنما ليقدم الشباب نفسه». وفي هذا السياق أكّد جعفر القاسمي، أن مشروعه الجديد أو تجربته الجديدة، والمتمثلة في إقحام ثلاثة شبان إلى جانبه، وهم ريان الكشباطي وحمدي مقيريس ومحمد العربي الغضباني، في عمل، شكلا، هو من نوع الموندرام، هو لطرح قضية راهنة تتحدث عن الآن وهنا، وهي قضية الصراع بين الأجيال، وأردف في هذا الصدد: «العمل فيه حكاية وخرافة، فيه وقائع تؤكد تهميش الشباب، وكأنه انفصام بين الأجيال، ففي العمل سيكون الصراع بينهم وبيني، بين لغتهم ولغتي، وبين واقعهم وواقعي...». «كيف يمكن لهذا الجيل أن يحمل المشعل؟» سؤالنا طرحناه على جعفر القاسمي فأجاب بإعادة طرحه، لأنه من الأسئلة الكبرى التي يطرحها العمل ويجعل المتفرج يفكر فيها حقيقة، كما أكّد صاحب «3 في 1» أن مسرحيته تطرح بأسلوب ساخر معاني الصراع بين الحرية والعبودية من خلال مشاغل عائلة مشتتة ترنو إلى حياة أفضل، وأن عمق العمل في إبراز الفصام والانفصام الموجود فينا على حد تعبيره. الحديث عن القضايا التي تطرحها مسرحية «3 في 1» أخذنا للحديث عن الوضع العام ببلادنا، وعنه قال جعفر القاسمي: «اليوم أنا متفائل جدا فنحن في عمق أو في قلب التاريخ، صحيح أن همومنا وأوجاعنا أنستنا اللحظة وأهميتها، لكن رغم الألم الناس يتفرجون على المسرح، وشخصيا قدمت العرض في تالة، وكان عرضا تاريخيا مع أهالي هذه الجهة فقد أمنوا العرض وفرحوا بنا في غياب رجال الأمن وفي المتلوي وقابس قدمنا عروضا ولا أروع حتى عند نزول المطر.. وأضاف محدثنا: «أكاد أجزم بأن الآتي أفضل في تونس، لأن هناك وعي لدى المجتمع كبير رغم التعب والملل والحزن...»