تذكرني الضغوط المسلطة على السيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة من الخيار بين الاستقالة من الحكومة أو الالتزام بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2019 وهو شرط مضحك ومؤلم في الآن نفسه، ذلك أنه يتنافى مع الدستور فضلا عن أنه يتعارض مع الديمقراطية التي تقدمت فيها تونس أشواطا تذكر فتشكر. قلت تذكرني هذه التصرفات بما كنت تعرضت له شخصيا في بداية عهدي ما بعد ثورة البوعزيزي عندما وقع عزلي من إمامة جامع قصر الجوامع معتمدية بني خداش ولاية مدنينمسقط رأسي بعد 33 عاما قضيتها به. وذلك من طرف حركة النهضة طبعا وذنبي الوحيد هو أني بورقيبي انخرطت بالحزب الحر الدستوري منذ الصغر وتحملت المسؤولية فيه من الشعبة الى الجامعة الى لجنة التنسيق الى المجلس الملي وأكثر من ذلك أني زيتوني أحمل شهادة التحصين وأحفظ القرآن بكل الروايات وكان لي كرسي خاص بالجامع الكبير بمدنين أجود فيه القرآن يوم الجمعة. ومن عيوبي النضالية أني افتتحت أول اجتماع للشهيد فرحات حشاد انعقد بمدنين عام 1946 بآيات من الذكر الحكيم في أول زيارة له للجنوب وقد وقعت محاولة عزلي من نفس الخطة صبيحة انقلاب بن علي على بورقيبة في 7 نوفمبر 1987 إلا أنه تراجع عندما وقع تذكيره ببيان 7 نوفمبر. ولعل من الأمور المضحكة المبكية أن المسؤولين في حركة النهضة بعد الثورة خلال محادثة مع الوالي بعثوا لي مع الواعظ المحلي يطلبون مني إمكانية تربية لحية لإرجاعي للخطة فأجبتهم بما يعرفونه ويعرفه المسؤولون والمضمّن في ملفي عندما أقسمت لهم أن الحلاق الذي يترك لي شعرة واحدة أحرقها بالنار وقد نصب أمام على الجامع شاب ينتمي الى المذهب الوهابي الذي يحمل علم نجمة داوود. هذه لمحة عن المهازل التي يلوح البعض بفرضها على رئيس الحكومة الحالي السيد يوسف الشاهد خوفا من نجاحه في انتخابات 2019 وهو وارد. هذه بعض المهازل التي تدور في الساحة اليوم وهي الشرط الأول المطروح من طرف حركة النهضة للأسف الشديد على السيد يوسف الشاهد ولعلها تجد الدعم من بعض الأحزاب والحركات والأشخاص.