فوض وزراء حركة نداء تونس قيادتهم الحزبية أمس الأول باتخاذ ما تراه مناسبا حول مصير الحكومة في خطوة رأى فيها المتابعون للمشهد السياسي حاسمة في مسار الصراع بين الحزب الأغلبي وابنه يوسف الشاهد. تونس «الشروق» اجتمعت قيادة حركة نداء تونس مساء امس الاول بوزرائها في حكومة يوسف الشاهد وكان محور هذا الاجتماع الوضع العام بالبلاد وموقفهم من مقترح الحزب الداعي الى تغيير شامل في الحكومة ينطلق من رئيسها. واثر انتهاء الاجتماع تقرر منح تفويض من اعضاء الحكومة عن الحزب لقيادة نداء تونس لتتخذ القرارات السياسية المناسبة فيما يتعلق بالمسألة الحكومية، أي انهم اصبحوا مع موقف النداء الذي يطالب منذ أشهر بتغيير حكومي عميق يشمل رئيس الحكومة يوسف الشاهد وانهم ملتزمون بما سيقرره. ويعتبر هذا القرار هو الالتزام العلني الاول بالانضباط لموقف الحزب من قبل وزرائه وباقي اعضاء الحكومة من ابنائه وبالرغم من انهم شاركوا في اجتماعات سابقة الا انها المرة الاولى التي يتم فيها الخروج بمثل هذا الاعلان. وفي هذا السياق يعتبر اعلان اعضاء الحكومة الندائيين للالتزامهم بما ستقرره قيادتهم السياسية هو فتح لباب استعمال ورقة استقالة هؤلاء الاعضاء من اجل التعجيل بوضع حد للأزمة السياسية وفق رؤيته طبعا لان تلك الاستقالة ستجبر الشاهد على الذهاب الى البرلمان في كل الاحوال كما ان النداء ضمن من جهة اخرى تماسك ما بقي من كتلته النيابية 54 نائبا الى جانب مساندة كتلة حركة مشروع تونس. ويمكن ان تعتبر هاته الخطوة في مسار الصراع بين الموقعين على وثيقة قرطاج الرافضين للتحوير الجزئي من جهة ورئيس الحكومة يوسف الشاهد من جهة أخرى حيث انها قدمت لهم ورقة من الممكن ان تطيح بالشاهد وحكومته بأقل التكاليف السياسية وهو ما اكده القيادي في الحزب برهان بسيس الذي اوضح امس ان هذا السيناريو وارد. كما جاء في البيان الصادر عن اجتماع قيادة حركة نداء تونس مع اعضاء الحكومة الندائيين رد على حركة النهضة التي تعتبر ان الحكومة هي الضامنة للاستقرار في البلاد حيث اكدوا في النقطة الاولى على «التفافهم اللامشروط حول الرئيس المؤسس رئيس الجمهورية الاستاذ الباجي قائد السبسي الضامن الاساسي لاستقرار الدولة» أي ان الموقف الذي تروجه حركة النهضة بان تمسكها بالشاهد هو من اجل الاستقرار يتجاهل ان رئيس الجمهورية هو الضامن الاساسي لذلك الاستقرار وليس رئيس الحكومة. المشاركون في الاجتماع سلمى اللومي سليم الفرياني حاتم بن سالم ماجدولين الشارني إلى جانب ثلاثة كتاب دولة والمدير التنفيذي حافظ قائد السبسي والمستشار بالرئاسة نور الدين بن تيشة ومنسق الحركة بالخارح عبد الرؤوف الخماسي ورضا بلحاج ورئيس الكتلة سفيان طوبال والناطقة الرسمية أنس الحطاب.