أفادت وزارة الصحة الجزائرية أمس أن مصالحها، نجحت بعد أسابيع من الجدل، في تحديد مصدر وباء الكوليرا، الذي فتك بعشرات الحالات ودفع دول الجوار لإعلان حالة تأهب واستنفار. الجزائر (الشروق) وذكرت الوزارة في بيان، إن وباء «الكوليرا» حدد مصدره وادي بني عزة بولاية البليدة، وهو مصبّ لمجاري مائية تبدأ من سلسلة جبلية في منطقة الشريعة، وصولاً إلى إقليم العاصمة الجزائرية، وتابعت أن هذا الفيروس منتشر بضواحٍ متفرقة، وبينها محيط ملعب «تشاكر» الذي يحتضن مباريات المنتخب الجزائري لكرة القدم مع الفرق الأجنبية. وأوضح مدير الوقاية بالوزارة، جمال فورار، إن نتائج التحاليل أكدت الشبهات التي كانت تدور حول وادي بني عز الذي يمر بمنطقة "خزرونة" الواقعة في بلدية بني مراد، وهي المنطقة التي شهدت أولى حالات الإصابة بوباء الكوليرا قبل انتشارها الى أشخاص اخرين. وشدد المسؤول الجزائري أن مصالح الوزارة تقوم حاليا بمعاينة عدد من نقاط مجرى الوادي بما فيها حي بني تامو.. و ذلك من أجل مباشرة اجرءات التطهير اللازمة. وظل الرعب مهيمنًا لأسابيع طويلة، على يوميات الجزائريين، وأضحى شبح "الكوليرا" يُلاحقهم في كل مكان، بينما تُحيط السلطات الملف بسرية وتكتّمٍ شديدين، وسط تهرّب وزراء 6 قطاعات حيوية من تحمل المسؤولية، عن تعاظم خطر الوباء، وفق منتقدين لموقف حكومة أحمد أويحيى، المتهمة بالتقصير والفشل، وقد يكون ذلك سببا في تغييرها خلال أيام، بحسب تسريبات تناقلتها مصادر جزائرية مطلعة على نطاق واسع. وأعلنت 3 بلدان مجاورة للجزائر منها المغرب، تونس، وليبيا حالة استنفار، ودعت مواطنيها إلى أخذ الحيطة والحذر، عقب تسجيل وفيات وعشرات الإصابات بداء الكوليرا في الجزائر. وتشمل الخطة الوقائية المتخذة من طرف البلدان المجاورة، تعزيز نظام المراقبة، ضد المخاطر الناجمة عن وباء الكوليرا، خاصة في المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية، والتأكد من صحة المسافرين الجزائريين المتوجهين إلى تلك الدول. وكانت سلطات مطار «بربينيان» جنوبفرنسا، قد أعلنت طوارئ عقب الاشتباه في إصابة طفل ب»الكوليرا»، من بين المسافرين عبر طائرة جزائرية أقلعت من مطار وهران الدولي. وقامت مصالح أمن المطار الفرنسي،مساء أمس، باحتجاز الركاب داخل قاعة مغلقة، وتم تحويل المشتبه فيه إلى المستشفى ومعه عشرات المسافرين، لإجراء تحاليل طبية لحوالي150 شخصا في المطار الفرنسي.