دخل أمس كل أعوان الشركة الوطنية للسكك الحديديةفي إضراب عام احتجاجا على تواصل غلق الخط رقم 13 الرابط بين صفاقس وتوزر وما نتج عنه من خسائر مالية فادحة للشركة . تونس (الشروق) الإضراب الذي حقق نسبة نجاح بلغت 100% حسب ما أكدته الجامعة العامة للسكك الحديدية، جعل آلاف المسافرين في كل محطات الجمهورية يعجزون عن التنقل. ويعيشون صعوبات اضطرت البعض منهم الى إلغاء مواعيدهم والالتحاق بعملهم وقضاء شؤونهم. وقد تكبّد عشرات آلاف المسافرين في كامل محطات القطارات في البلاد معاناة كبرى نتيجة الحرارة الفظيعة التي ضربت البلاد يوم أمس. حيث قبعوا في تلك الحرارة القائظة في العراء وعانوا الأمرّين نتيجة هذا الاضراب الذي فاجأ الجميع. وقد اضطرت حالة الاحتقان والغضب والفوضى المسافرين الى الاستنجاد بسيارات الأجرة والحافلات التي شهدت اكتظاظا كبيرا. وقد عاينت "الشروق" حالة الفوضى التي عاشتها خاصة محطات الأحواز الجنوبية للعاصمة باعتبار أن القطاع يمثل وسيلة النقل الوحيدة لسكانها. حيث دعا المواطنون الغاضبون الحكومة الى إيجاد حلول تجنبهم مثل هذه المظاهر خاصة مع تكرر الإضرابات . وقد شمل الاضراب أعوان الشركة الوطنية للسكك الحديدية وشركة أشغال السكك الحديدية بكامل تراب الجمهورية والذين يتجاوز عددهم ستة آلاف عون وإطار أكدوا اعتزامهم الدخول في سلسلة من التحركات الاحتجاجية التصعيدية دفاعا عن ديمومة المؤسسة ورفضا لمحاولات استهدافها من قبل أطراف غايتها تعطيل نقل الفسفاط لمصلحة الشاحنات الخاصة وفق تعبيرهم . وأرجع الكاتب العام للجامعة العامة للسكك الحديدية العربي اليعقوبي قرار الإضراب الى غياب إرادة سياسية للنهوض بالنقل الحديدي وعجز أجهزة الدولة للتصدي للاعتصامات المفتعلة ولبارونات نقل الفسفاط عبر الشاحنات وعدم فتح الخط رقم 13 الرابط بين صفاقس وقفصة المغلق منذ سنة 2012 مما تسبب في ضياع أكثر من 6867 يوم عمل. وكبد الشركة خسائر هامة أكثر من 341 مليون دينار . وأضاف العربي اليعقوبي أن الخط رقم 13 شهد 102 اعتصام طيلة سنة 2017 انجر عنه تعطيل ل359 يوم عمل في ظل صمت رهيب من قبل سلطة الاشراف والدولة التي لم تتخذ الإجراءات اللازمة لتجاوز الأزمة الحاصلة وإنقاذ المؤسسة من براثن هؤلاء البارونات مشيرا الى أن الإضراب سبق أن وقع تأجيله في مناسبتين الا أنه -أمام عدم جدية السلط في التعاطي مع هذا الملف- دفع بالطرف النقابي الى خوضه مدة 24 ساعة دفاعا عن ديمومة المؤسسة . وأوضح الكاتب العام للجامعة العامة للسكك الحديدية أن هذا الملف مثل محور مراسلات عديدة الى سلطة الإشراف ومختلف الهياكل المعنية للإسراع بإيجاد الحلول الكفيلة بعودة نشاط القطارات الا أن كل المحاولات باءت بالفشل في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية قادرة على تجاوز الأزمة التي ما انفكت تستفحل. وأشار العربي اليعقوبي الى أن الجلسة التفاوضية الأخيرة لم تأت بالجديد رغم ما قدمه الطرف النقابي من إيضاحات حول واقع المؤسسة وما باتت تعيشه من استهداف واضح ومكشوف مشددا على ضرورة إيجاد حلول جذرية من شأنها إرجاع التوازن المالي الى المؤسسة وتفعيل الدولة للقانون عدد 74 لسنة 1998 الخاص بالشركة الوطنية للسكك الحديدية واحترام هيبة الدولة من خلال احترام قوانينها . وفي صورة عدم التوصل الى حل مع سلطة الإشراف أكد العربي اليعقوبي أن الجامعة العامة للسكك الحديدية ستجد نفسها مضطرة الى التصعيد والدخول في سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي قد تصل الى حد غلق الطرقات أمام شاحنات نقل الفسفاط محملا مسؤولية إضراب أمس وما سيعقبه من احتجاجات أخرى الى سلطة الإشراف والحكومة . وكانت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية قد أعلنت أمس الأول أن اضطرابات ستشهدها حركة سير القطارات بسبب إضراب أعوان الشركة نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق خلال الجلسة الصلحية المنعقدة يومها بالإدارة العامة لتفقدية الشغل والمصالحة وتمسك الطرف النقابي بالإضراب جراء عدم التوصل إلى حل الإشكال المتعلق بتوقف الخط 13 الرابط بين صفاقس وتوزر بسبب الاعتصامات . وأكدت الشركة الوطنية للسكك الحديدية اعتزامها تأمين سفرات الخطوط البعيدة وبعض خطوط الأحواز باستعمال الحافلات الى جانب اللجوء إلى حل التسخير لتجنب تعطيل مصالح المسافرين .
