حقق المنتخب الوطني عشية امس انتصارا هاما على درب العبور الى نهائيات كاس افريقيا للأمم بعد ان عاد من سوازيلاند بثلاث نقاط ليرفع رصيده الى 6 نقاط ويحافظ على صدارة المجموعة الاولى، بعد مباراة طيبة خاصة من الناحية الهجومية، اذ فرض ابناء المدرب فوزي البنزرتي طرقة لعبهم على المنافس منذ انطلاق المباراة بعد اخير المدرب الاعتماد على اللعب الهجومي. المحافظة على تشكيلة المونديال يمكن القول ان المدرب فوزي البنزرتي لم يدخل تغييرات كبيرة على تشكيلة المنتخب الوطني التي خاضت نهائيات مونديال روسيا الصيف الماضي باستثناء التعويل على حمدي النقاز كأساسي منذ البداية وهذا ما اكده البنزرتي منذ توليه الاشراف على تدريب نسور قرطاج. فعلى مستوى محور الدفاع لم يتغير شيئا بتواجد صيام بن يوسف وياسين مرياح كما ان وسط الميدان حافظ هو الاخر على نفس الوجوه مقابل تدعيم الخط الامامي بالهداف طه ياسين الخنيسي الذي تغيب عن مونديال روسيا. بداية قوية ونجاعة هجومية منذ انطلاق المباراة كشف المنتخب الوطني عن نيته في لعب الهجوم ومحاصرة منتخب سوازيلاند داخل مناطقه واثمرت هذه السيطرة عديد الركنيات منها 4 ركنيات في ظرف ربع ساعة وهو ما ادخل الارتباك على دفاع المنتخب المحلي، وما ساعد عناصرنا الدولية على فرض اسلوب لعبها هي الارضية الممتازة للملعب ذات العشب الطبيعي، ومع الدقيقة 14 توفرت فرصة افتتاح النتيجة لمنتخبنا لكن الخنيسي اهدر الفرصة قبل ان يجسمها في الدقيقة 18 مستغلا تمريرة ذكية من متوسط الميدان وهبي الخزري. المنتخب ورغم الاسبقية في التهديف واصل فرض سيطرته بحثا عن اضافة هدف ثان خاصة وان منتخب سوازيلاند لم يظهر بالمستوى المطلوب ولم يقلق راحة الحارس فاروق بن مصطفى طوال الفترة الاولى. وفي الدقيقة 38 واثر خطأ دفاعي استغله انيس البدري ومرر كرة الى السليتي الذي سدد بقوة واضاف الهدف الثاني، وكادت النتيجة تكون اثقل لو استغلت عناصرنا الفرص التي اتيحت خلال الشوط الاول. فرص مهدورة وتراجع في الاداء خلال الشوط الثاني تراجع اداء المنتخب الوطني نسبيا مقابل استفاقة منتخب سوازيلاند، ورغم هذا التراجع فقد توفرت عديد الفرص لمنتخبنا لكن لاعبينا تفننوا في اهدارها وهو ما اعطى الثقة للمنافس الذي خرج من مناطقه وهدد مرمى بن مصطفى في اكثر من مرة لعل ابرزها في نهاية المباراة عندما انقذت العارضة منتخبنا من هدف محقق نتيجة تكرر اخطاء المونديال للدفاع. المدرب فوزي البنزرتي حاول تجديد «طاقة» المنتخب بتغييرات ذات نزعة هجومية باقحام فخر الدين بن يوسف وعصام الجبالي وبسام الصرارفي على امل تجسيم الفرص الا ان الهجوم ظل مشلولا طوال الشوط الثاني رغم اهدار ضربة الجزاء في الوقت القاتل من طرف وهبي الخزري. الصرارفي المظلوم... يثور اخيرا وبعد فترة من «الظلم» تعرض اليها خلال الفترات الماضية، توفرت للمهاجم بسام الصرارفي فرصة واضحة لاثبات جدارته بالمنتخب وكان عند حسن الظن عندما عول عليه فوزي البنزرتي امس امام سوازيلاند، واكد مهاجم نيس ان مكانه في التشكيلة لا جدال فيها، فرغم قصر الفترة الزمنية التي لعبها الا انه ثار وكشف عن سعة امكاناته ولعل الطريقة التي تحصل بها على ضربة جزاء تؤكد ان الفتى الشاب ينتظره مستقبل واعد مه نسور قرطاج بعد ان كاد يفتقد نكهة اللعب مع المنتخب نتيجة تجاهل المدرب نبيل معلول له في المونديال رغم غياب المهاجمين في تلك التظاهرة العالمية. الصرارفي الذي قال عنه المدرب فوزي البنزرتي بعد مباراة امس بانه لاعب موهوب وانه مسرور جدا للمردود الذي قدمه هذا المهاجم الشاب في الدقائق الاخيرة من المباراة سيكون واحدا من امال الكرة التونسية في المستقبل. عموما المنتخب حقق الفوز امس وحافظ على صدارة مجموعته بانتصارين متتالين في انتظار بقية المشوار. حضر الانتصار وتأجل الاصلاح يمكن القول ان المدرب فوزي البنزرتي كان مطالبا بالانتصار لأنه سيمكنه من البقاء في الصدارة وهذا هو الأهم بقطع النظر عن الأداء ويمكن القول أيضا ان الارث الذي تركه معلول لا يمكن التخلص منه بسهولة وقد نجح فوزي البنزرتي في تحقيق الانتصار والمحافظة على الصدارة لكن الاصلاح يتطلب المزيد من الوقت وقد يتم على مراحل والأكيد أن الأداء لا يمكن أن يعرف نقلة نوعية بين عشية وضحاها. تشكيلة المنتخب التونسي: فاروق بن مصطفى - صيام بن يوسف - ياسين مرياح - حمدي النقاز - علي معلول - إلياس السخيري - محمد أمين بن عمر - أنيس البدري (فخر الدين بن يوسف) - نعيم السليتي (بسام الصرارفي) - وهبي الخزري - طه ياسين الخنيسي (عصام الجبالي).