خلال العقود الأخيرة برزت عديد المقاربات والعلاجات لهذا المرض وقد ساهمت إلى حد ما في التخفيف من الأعراض وبرزت للوجود مراكز مختصة بالعناية بهذه الحالات ومعظمها في القطاع الخاص وهي جد مكلفة وقد لا يستطيع جل الأولياء تحمل أعباءها وهذا يحيلنا إلى ضرورة الاهتمام بالتوحّد لا فقط من الناحية الإنسانية والعاطفية ولكن من خلال إيجاد الأطر المختصة مما يستوجب تضافر مختلف الجهود. علاوة على مختلف العلاجات المتعارفة والإحاطة الخاصة من طرف المختصين في النطق والعلاج الطبيعي برزت في السنين الأخيرة مقاربات طبيعية ساهمت في الحد من خطورة هذا المرض والحد من أعراضه. تعتقد الدكتورة Corinne Skorupka المختصة في علاج التوحد أن هذا المرض يعادله مرض ألزهايمر لدى كبار السن وقد لوحظ في كلتا الحالتين عدم قدرة على تقبل مادتي الغلوتين (الموجودة في القموح والعجائن) والكزيين (بروتين حليب البقر) مما يتسبب في ظهور اضطرابات في مستوى الأمعاء وهذا ما توصل له المعهد الدولي للبحوث حول التوحد والذي خلص إلى أن إتباع نظام غذائي خال من الغلوتين والكازيين والسكريات الدقيقة مع تناول مكملات غذائية من نوع ب6 والمنغزيوم من شأنه أن يحدّ من أعراض المرض. ينصح أيضا بتناول مواد تخلّص الجسم من المواد السامة مثل الزئبق. فتراكم المعادن الثقيلة في الجسم من شأنه أن يعطّل نشاط أنزيمات من نوع Peptidases أي تلك التي تهضم البروتينات المتأتية من الغلوتين أو الموجودة في اللحم والشكلاطة وبعض الأدوية ومادة الكازيين. لوحظ لدى نسبة هامة من الأطفال المصابين بالتوحد نقص هام في هذا الأنزيم مما ينجرّ عنه اضطرابات نفسية عديدة نتيجة لتراكم البروتينات التي لم يقع هضمها. تعبر هذه البروتينات الغلاف الداخلي للأمعاء لتبلغ الدورة الدموية وتتراكم ي مختلف أعضاء الجسم بما في ذلك الجهاز العصبي وهي لها مفعول مشابه للمواد المخدّرة. إذن ينصح الخبراء بتجنب الحليب ومشقاته والغلوتين وقد لوحظ تحسن هام وملحوظ في الحالة النفسية للمرضى الذين وقع تجنيبهم هاتين المادتين. يعتمد الطب البديل العصري على مواد أخرى تحد من الالتهابات ومن درجة التسمم بالمعادن ونذكر منها مادة الأوميغا 3 والغليتاتيون Glutathion ومادة N-Acétylcystéïne وقد بيّن باحثون من جامعة ستانفورد أن هذه المادة المضادة للأكسدة تحدّ من أعراض التوحد مثل الحساسية النفسية وتقلّب المزاج والميل للعنف. كذلك يمكن استعمال مستخلص من البروكولي وهو البركلو الأخضر وقد بينت دراسة نشرت في مجلة Proceding o the National Academy of Sciences أن الذين تناولوا هذا المستخلص قد اندمجوا أكثر في المحيط وقد تحسّنت تصرفاتهم وذلك ابتداء الأسبوع الأول من تناول هذا المكمّل الغذائي. من المواد الأخرى التي ينصح بها نذكر: المنغزيوم والفيتامين ب6 وهما ضروريان لنمو الخلايا العصبية وضمان قيامها بوظيفتها على أحسن وجه وقد لوحظ نقص في هاتين المادتين لدى مريض التوحد. الفيتامين د: كلما تراجعت كمية الفيتامين د لدى المرأة الحامل إلا وكان لذلك أثر سلبي على الجنين وزادت نسبة احتمال تعرض المولود الجديد بالتوحد وقد بيّن باحثون سويديون من معهد كارولنسكا أن الأطفال المصابين بالتوحد في معظمهم يعانون من نقص في الفيتامين د. مادة د.م.ج DMG منذ سنة 1990 نشرت مجلة Journal of Laboratory and Clinical Medecine مقالا حول دور هذه المادة في علاج التوحد ذلك من خلال دعم اندماجهم وزيادة قدرتهم على التفكير وتركيب الجمل والتركيز والنطق السليم. لهذه المادة دور في هضم الغليكوز خصوصا في الخلية العصبية. أخيرا ينصح بتناول الفيتامين ج بصفته مضادا للأكسدة ومنشطا كما ينصح بالفيتامين أ لدوره في دعم الحواس والنطق والتركيز ولا بد أن يكون ذلك تحت رقابة طبية لتجنب حالات التسمم بكميات تفوق الحاجة. يتبيّن من خلال ما ذكر أن النظام الغذائي يشكل عاملا أساسيا في علاج التوحد إضافة لمواد تحد من تسمم الخلايا العصبية وتمنع تراكم السموم وتوفر مواد مثل الميثل (Methyl) الضرورية لهذه الخلايا.