اختتمت «ليالي متحف سوسة» جملة التظاهرات الصيفية التي نظمتها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة لصائفة 2018 والتي قارب عددها 45 تظاهرة منها 19 تظاهرة انطلقت يوم 17 جويلية بمهرجان سوسة الدولي. الشروق – مكتب الساحل: وغطت هذه التظاهرات 8 معتمديات وهي سوسة (6 تظاهرات)، حي الزهور(تظاهرة واحدة)، حمام سوسة (تظاهرة واحدة)، هرقلة (4 تظاهرات) القلعة الكبرى (3 تظاهرات)، مساكن(تظاهرة)، النفيضة (تظاهرة بعد سبع سنوات من توقف مهرجانها الصيفي) وبوفيشة (تظاهرتان). تظاهرات لم تغطّ نسبة كبيرة من المعتمديات، وفسر المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بسوسة الشاذلي العزابو ذلك بقوله «حرصنا على إيصال الثقافة إلى أقصى حد ممكن من المناطق ولم نصل إلى كل المعتمديات، قد يكون هناك تقصير منا أو قلة ذات اليد على مستوى الإمكانيات والموارد إضافة إلى شيء من التخلّي من طرف المجتمع المدني والمعنيين بالثقافة عموما فنحن كمندوبية وسلطة إشراف يبقى دورنا إداريا ولسنا الطرف الوحيد المطالب بتنشيط الحياة الثقافية على مستوى جهتنا وكلّما عرضت عليّ مبادرة إلا حظيت بالاهتمام وقد قبلنا العديد من المقترحات من جمعيات شبابية ودعمناها حتى ولو كانت الميزانية المخصصة غير كافية لتغطية كل المشاريع فإن الوزارة كانت دائما تقدم لنا دعما تكميليا». وحول تقييمه لمختلف التظاهرات الصيفية قال العزابو «التقييم الحقيقي يكون لكُم ولمختلف وسائل الإعلام عموما وتبقى درجة الرضا عن النفس نسبية ودائما نطمح لما هو أفضل ولكن حجم المجهودات المبذولة يجعلنا نشعر بلذة هذا العمل رغم المتاعب والتضحيات التي نقوم بها من أجل تقديم عمل مرضي». وبخصوص رأيه في الدورة الستين لمهرجان سوسة الدولي ومدى درجة النضج التي وصل إليها قال «أصبح هذا المهرجان تحت إدارة جمعية وهم يتحملون مسؤولية ما قاموا به ومسؤولية اختياراتهم ولم يكن لي أي دخل في البرمجة وكمواكب لهذه الدورة درجة الرضا عن البرمجة تبقى نسبية تخضع للذوق وللميزانية وللعروض المتوفرة على الساحة، وقد كان بالإمكان أن تكون البرمجة أفضل خاصة في ظلّ افتتاح المسرح الجديد وقيمة الميزانية المرصودة وفي اعتقادي عموما حازت هذه الدورة على نسبة محترمة من الرضا وأتمنى أن يكون لإدارة مهرجان سوسة الدولي الصدر الرحب للإصغاء إلى الأفكار والمقترحات والمستقبل أفضل خاصة أننا اليوم ليست لنا أي حجة للتعلل بعدم القدرة المالية على برمجة عرض فبتواجد المسرح الجديد قادرون على برمجة عروض ذات شأن». وحول كيفية اختيار العروض وبرمجتها في مختلف التظاهرات قال المندوب «فيما يخص التظاهرات التي تتبع المندوبية وأنا المسؤول عنها وليست جمعيات يكون الاختيار وفق فريق عمل في إطار استشارة فلست مسرحيا أو موسيقيا أو سينيمائيا أو أديبا ولكني أمثل الإدارة وصاحب رؤية ومشروع ولذلك أستشير أصحاب الاختصاص ولسنا في قطيعة مع كل مبدع في سوسة له استعداد للتعاون ونحاول من خلال اختيار العروض أن نكون في مستوى انتظارات الناس بتنوع البرمجة وهاجسي في ذلك الحرص على العروض الثقافية ذات الطابع الفني». وبخصوص وضعية مسرح الهواء الطلق الجديد والذي لم يحتضن هذه الصائفة إلا بعض العروض في ظل ما يقال حول النقائص التي اتسم بها أكّد العزابو بالقول «لا أرى إشكالات جوهرية وأعتبر هذا المسرح مكسبا للجهة بدعم من وزارة الشؤون الثقافية والذي قُدِّر بأربعة ملايين دينار بناء فقط وهناك إمكانية لتوسعته ولمزيد تطويره ووصلت طاقة استيعابه في سهرة الإفتتاح إلى 8 آلاف متفرج رغم أني ضد مثل هذه المسارح ذات طاقة الاستيعاب الكبرى لتنوع العروض المبرمجة فليست كلها تستقطب هذا الكم الكبير من المتفرجين خاصة العروض الفنية والتي يؤلمني الحضور الجماهيري المتواضع الذي يواكبها إلى جانب احترازي على المكان الذي تم تخصيصه للصحفيين في هذا المسرح حيث لم يتم استقبالهم بالطريقة المثلى ولم أكن راضيا عن ذلك»،. وبالنسبة لمركز الفنون الدرامية والذي شهد بدوره تعطلا قال العزابو «قمت أيضا بمباشرة كامل مراحل هذا المشروع وتم حاليا إنجاز القسط الأول المتكون من الجناح الإداري وبعض قاعات التمارين بكلفة مليون و200 الف دينار وتم توفير الدعم للقسم الثاني والذي سيضم قاعة العروض وبعض الفضاءات الأخرى بميزانية قدرت بمليون دينار آخر ونهاية الأشغال مرتبطة بالإعلان عن بداية الأشغال للقسط الثاني من طرف الولاية». كما اشار المندوب الجهوي إلى مشاريع أخرى بصدد التنفيذ منها إعادة تهيئة دار الثقافة بهرقلة بكلفة 650 ألف دينار وتهيئة دار الثقافة النفيضة بكلفة تجاوزت 820 ألف دينار وأيضا المكتبة الجهوية بسوسة والتي سيقع إعادتها بكلفة تتجاوز 820 ألف دينار في انتظار طلب العروض مؤكّدا أن مسألة إدارتها قد سوّيت وتم الحسم فيها حسب قوله بعد الجدل الحاصل.