تونس (الشروق) لا تتوقف تأثيرات الفيضانات على المظاهر العمرانية والحضارية، بل تمتد الى أكثر من ذلك، فتهدد الحياة البشرية والنباتية، اذ ان ولاية نابل مهددة بالأوبئة والأمراض، اذا لم يقع شفط المياه الملوثة... وتعد أمراض الطفح الجلدي والعدوى البكتيرية والفيروسية التي تنقلها الحشرات والبعوض يضاف اليها التسمم بأول اكسيد الكربون وتلوث المياه بمواد كيميائية وعضوية، الى جانب امكانية تسجيل وباء الكوليرا، أبرز السيناريوهات المحتملة في ولاية نابل، حسب خبراء في مجال حفظ الصحة. وقد أكّد مدير حفظ الصحة محمد الرابحي في تصريح ل«الشروق» انه تم تشخيص الوضعية بجهة نابل وإحصاء النقاط السوداء، والقيام بتشخيص لوضعية المحلات المفتوحة للعموم والمنازل المغمورة بمياه الامطار والاوحال التي من شأنها ان تكون لها انكعاسات صحية خطيرة. وتابع الرابحي انه تم اصدار بلاغ للعموم لحث المواطنين على اتيان بعض السلوكيات لتنجب المخاطر الصحية الناجمة عن المياه الملوثة، داعيا الى عدم استعمال مياه الابار والمواجن خلال هذه الفترة، باعتبارها غير صالحة للاستعمال ناصحا بتغلية المياه وتطهيرها بمادة الجفال قبل استعمالها. ودعا الرابحي الى تنظيف الخضر وتطهيرها قبل استهلاكها، داعيا الى عدم استغلال المواد الغذائية المغمورة بالمياه والاوحال، وشفط المياه التي غمرت المنازل والمحلات. تطهير وشفط المياه وقال الرابحي ان الهياكل الصحية التابعة لإدارة حفظ الصحة وضعت على ذمة ولاية نابل مستلزمات التطهير والتجهيزات التي يتم استعمالها في تطهير المنازل والمحلات، الى جانب القيام بعملية تأطير فني ووضع الامكانيات البشرية للسلط المحلية بجهة نابل. وبخصوص الانعاكسات والمخاطر الصحية التي قد تتسبب فيها الفيضانات التي عاشتها ولاية نال، قال الرابحي ان مخاطرها لا تحصى ولا تعد، إذا لم يتم القيام بالاجراءات اللازمة، مؤكدا ان ادارة حفظ الصحة المركزية والإدارات الجهوية التابعة لها بصدد القيام بعمليات التشخيص وأخذ عينات من المياه الراكدة ومياه البحيرات والسدود لتحليلها، لضمان التدخل الناجع. خطر... قادم وقال إن تأثيرات الفيضانات قد تظهر في الايام القليلة القادمة، خاصة من المياه الراكدة التي قال انه يجب شفطها، لأنها حاملة لجراثيم أو تسممات او مواد عضوية نتيجة جثث حيوانات ردمتها الاوحال، مشيرا الى ان النقاط السوداء التي تم تشخيصها هي مياه راكدة بها أوحال ومياه مستعملة وان ارتفاع دراجات الحرارة سيجلب الحشرات والناموس، وهو ما يؤدي الى انتشار الامراض والاوبئة، مؤكدا انه تم تكثيف المجهودات لتجنب هذا السيناريو. وفي نفس السياق، أكّد الرابحي انه تم تكثيف المراقبة على المياه المستعملة الحاملة للجراثيم واقتطاع عينات منها وتحليلها تفاديا للأمراض ووباء الكوليرا، داعيا إلى ضرورة التفاعل الايجابي بين جميع السلط للتجنب الأوبئة والأمراض التي قد تنجر عن تلك الامطار والفيضانات التي أصبحت مهددة للسلسلة الغذائية (خضر وغلال ولحوم...) بسبب تلوث المياه خاصة مع ارتفاع دراجات الحرارة وتكاثر الجراثيم وإمكانية تناقلها عبر الحشرات. وفي ختام حديثه، أكد الرابحي ان الفيضانات هي وكر للاوبئة، وان التدخل يجب ان يكون سريعا وناجعا لتلافي الامراض وتسمم المواطنين، مؤكدا ان ادارة حفظ الصحة بصدد أخذ عينات والقيام بالتحاليل اللازمة التي سيتم الكشف عن نتائجها في الايام القادمة.