تجمع عدد من مواطني ولاية نابل صباح أمس أمام مقر ولاية نابل ممن لحقتهم الأضرار بعد الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت الجهة، للمطالبة بصرف التعويضات التي أقرها رئيس الحكومة يوسف الشاهد. مكتب نابل (الشروق) وأصر المتضررون على مقابلة والية نابل قصد اطلاعهم على إجراءات صرف التعويضات المخصصة لهم مستنكرين تأخر عمليات التدخل لفائدتهم خاصة وأن أغلبهم ممن لحقتهم أضرار جسيمة – كحي سيدي موسى وسيدي عمر والربط وغيرها من الأحياء الأخرى- الذين أتلفت تجهيزاتهم المنزلية وتضررت مساكنهم بصفة كلية أوجزئية فلم تعد مساكنهم مؤهلة للسكن. وقد استقبلتهم والية نابل سلوى الخياري مستمعة إلى مطالبهم ووعدتهم بالتدخل العاجل لتعويض الأضرار التي لحقت بهم. فمنية السندي وهي مواطنة من حي سيدي موسى وجدناها أمام مقر الولاية صحبة جيرانها تطالب بالتدخل العاجل لتأهيل مسكنها الذي تعرض منذ سنة ونصف للاحتراق بسبب عطب كهربائي وهذا المنزل تسكنه صحبة زوجها العاجز بسبب عملية أجريت له على رجله أقعدته وثلاث أبناء مصابين بأمراض مزمنة . وأكدت لنا أنها اتصلت مرارا بالمسؤولين لإصلاح منزلها لا أحد تدخل. ومازاد الطين بلّة الفيضانات التي شهدتها الجهة والتي تسببت في إتلاف ما تبقى لديها من الحريق وقد صارت عاجزة كليا عن إصلاح المنزل وتعويض ما أتلف به مما جعلها مهددة صحبة عائلتها بالتشرد. وطالبت المتضررة بالتدخل العاجل لتأمين مسكن لعائلتها أوإصلاح المسكن المتضرر في أقرب وقت نظرا للحالة الصحية لزوجها وأبنائها الثلاثة. من جهتها تحدثت لنا خالتي مبروكة بنبرة اليائس " لقد فقدت مصدر قوتي وهي 10 نعجات جرفتها المياه بعد أن سقط حائط المستودع الذي كنت آويهم فيه إلى جانب تضرر منزلي وتلف التجهيزات البسيطة فيه.. لقد صرت بين ليلة ونهار دون مأوى ودون عائل". تأخر صرف التعويضات وقد أكدت والية نابل سلوى الخياري للشروق بعد اطلاعها على مطالب المحتجين أن الفيضانات التي شهدتها ولاية نابل السبت الفارط تعتبر كارثة طبيعية كبيرة جدا ومع ذلك بدأت الحياة اليومية تعود إلى طبيعتها تدريجيا فقط بعض الأحياء الشعبية التي لازالت تشهد عملية إزالة الأوحال مقابل شفط وتنظيف ما بين 96 % و97 % ولازالت المياه توجد ببعض النزل والمستودعات السفلية. كما تم فتح جميع الطرقات الرئيسية بين المدن . وفيما يتعلق بالطرقات والجسور التي تهدمت كليا أوجزئيا فقد انطلقت وزارة التجهيز في إصلاح هذه الطرقات والجسور. وفيما يتعلق بالمواطنين الذين يستنكرون تأخر تدخل المسؤولين لتعويض الأضرار الحاصلة لهم فقد بيّنت سلوى الخياري أن جهود السلطات المحلية انصبت في الأيام الأربعة من حدوث الفيضانات في إجلاء العالقين جراء الأمطار وشفط المياه بالمنازل وفتح الطرقات ورفع الأوحال. وفي ما يتعلق بالتعويضات قالت الوالية "نحن شكلنا لجانا مختصة في معاينة الأضرار التي لحقت بالمواطنين وللتدخل نحن في حاجة إلى القائمات المتعلقة بأسماء العائلات المتضررة حتى يتسنى لنا تقديم المساعدات عن طريق الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي والمنظمات . فبدأنا بالأولويات وهي المواطنون الذين لا مأوى لهم والذين فقدوا تماما التجهيزات المنزلية الضرورية. وأقرت الوالية أن التدخل بحي سيدي موسى وسيدي عمر- الأحياء الأكثر تضررا بمدينة نابل بسبب كثرة الأوحال - جاء متأخرا نوعاما لذلك تم التدخل مباشرة لتقديم إعانات دون انتظار القائمات التي تحررها لجنة تقييم الأضرار . وقد تم – وفق قولها- صرف إعانات للبعض في حين لازال البعض الآخر بصدد الحصول عليها إلى غاية آخر اليوم . من جهة أخرى تمّ بعث 22 فريقا سيتنقلون الى11 معتمدية الأكثر تضررا لتقديم التقارير الخاصة للأضرار التي لحقت هذه المناطق وستقدم التقارير في ظرف أقصاه 10 أيام حتى يتسنى صرف التعويضات والإعانات اللازمة. وقد بدأت 3 لجان عملها وهي اللجنة المتعلقة بأضرار المساكن ولجنة التجارة التي ستعاين أضرار التجار ومحلاتهم ولجنة الفلاحة التي بدأت عملها منذ 3 أيام . وسيرافق هذه اللجان الثلاث أعوان من إدارة التجهيز والإسكان والبلديات والشؤون الاجتماعية المحلية والمعتمدون والعمد.