بعد تَأخير «طفيف» في موعد الرحلة القارية لأسباب تتعلّق ب»الحركة» الجوية، أقلعت طائرة الترجي البارحة نحو العاصمة الأنغولية «لواندا» استعدادا لمواجهة «غرّة أوت» في نطاق ذهاب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال الافريقية. ومن المعلوم أن اللّقاء سيدور يوم الثلاثاء القادم بداية من الخامسة بعد الزّوال بصافرة الحكم السينغالي «مَاغيت نداي» على أن يحتضن ملعب راس مباراة الايّاب وذلك يوم 23 أكتوبر. 6 ساعات في الجوّ من المُرجّح أن تستغرق رحلة شيخ الأندية التونسية ست ساعات و40 دقيقة. ويُحسب لإدارة الجمعية نجاحها في تأمين طائرة خاصّة بشكل سمح للبعثة الصّفراء والحمراء بتفادي سفرة مُرهقة وعابرة للقارات بحكم أن التحوّل إلى أنغولا عبر رحلة عادية كان سيجبر أبناء خالد بن يحيى إلى التنقل إلى الإمارات قبل الاقلاع في مرحلة ثانية نحو «لواندا». ولاشك في أن «اختزال» المسافات بفضل الطائرة الخاصة من شأنه أن يُؤثّر بالإيجاب في الحالة البدنية ل «الكوارجية» العارفين مِثلهم مثل مدرّبهم أن الجانب البدني سيكون من العوامل الحاسمة في هذه المُواجهة القارية. المدب يساند من المُفترض أن يكون حمدي المدب على رأس البعثة الترجية إلى الأراضي الأنغولية ما لم يحدث ظرف «قاهر» يمنعه من المشاركة في هذه الرحلة القارية. وقد كان رئيس الجمعية حريصا على مُرافقة «أبنائه» إلى «لواندا» ليوفّر لهم الدّعم المَعنوي ويضعهم أمام مسؤولياتهم خاصّة أن شيح الأندية التونسية يقف أمام مُنعرج خَطير وحَاسم في الطّريق المؤدية إلى المجد القاري الضائع منذ 2011 وهو تاريخ القَبض على «الأميرة» الافريقية الأغلى للمرّة الثانية في تاريخ الجمعية. الاحتياطات المُعتادة تَفاديا لكلّ المفاجآت غير السّارة وحِرصا على نجاح الرحلة الافريقية على كل المستويات، سَبقَ المكلّف ب»البروتوكول» خميس الدريدي البعثة الترجية إلى أنغولا للتثبّت من توفّر جميع سبل الراحة حتى يقوم الفريق بالتحضير للمباراة في أجواء طيّبة. وتراهن الجمعية على خِبراتها القارية الواسعة لتجاوز كلّ الاشكاليات والصعوبات التي قد تَعترض «مُخطّط» خالد بن يحيى للعودة من العاصمة الأنغولية بنتيجة ايجابية من شأنها أن تدعم حظوظ الجمعية للعبور إلى «الفينال». العوامل المُناخية من الناحية المُناخية، تبدو الظروف مُلائمة نسبيا لإنجاح هذه «المُغامرة» الافريقية وتُقدّر معدّلات الحراة في العاصمة الأنغولية بحوالي 26 درجة. وفي المُقابل تَتميّز المنطقة بالرطوبة العالية وهو ما من شأنه أن يتسبّب للزوّار في بعض المتاعب. ومن جانبه، لم يُهمل الترجي الرياضي هذا «العائق» حيث «تعمّدت» البعثة التونسية بلوغ أنغولا قبل يومين كاملين من موعد المواجهة المُرتقبة ضدّ «غرة أوت» ولاشك في أن هذه المدّة الزمنية ستسمح ال «الكَوراجية» بالتأقلم مع هذا المُعطى الطبيعي الذي أزعج من قبل عدة جمعيات وضعتها المنافسات الافريقية في مواجهة «الغِزلان» الأنغولية. والثابت أن شيخ الأندية يملك كل المُقوّمات والوسائل التي تُخوّل له «قهر» الطبيعة وكسر شوكة «غرّة أوت» في عقر داره وأمام جماهيره بعد أن حافظ على سجلّه خاليا من الهزائم داخل القواعد رغم استضافته لأكثر من ناد عتيد وخصم عنيد مثل النّجم السّاحلي و»مازمبي» الكونغولي الذي مازال تحت تأثير الصَّدمة بفعل خروجه من رابطة الأبطال على يد الفريق الأنغولي. حركة رشيقة تجاه «كوم» تَحدّثنا في عدد سابق عن الحملة التَضامنية التي أطلقتها الجماهير الترجية مع النجم الكامروني للجمعية «فرانك كُوم». وقد ظهرت الحملة المذكورة على خَلفية الهَجمة العنصرية التي تعرض لها متوسط ميدان الفريق. وبالتوازي مع الحملة الجماهيرية على المواقع الاجتماعية بادرت فئة من أنصار الجمعية بتعليق لافتة عملاقة على سياج ملعب التمارين في مركب المرحوم حسان بلخوجة. وقد تضمّنت هذه اللافتة عبارات مُؤثرة يؤكد أصحابها على الملأ بأن «كوم» واحد من «المكشخين» والتونسيين عُموما خاصّة أن بلادنا معروفة عبر التاريخ بأنها أرض للتّسامح والتعايش بعيدا عن منطق التمييز على أساس اللّون أوالدين. هذه «المُفاجأة» أسعدت كثيرا «فرانك كوم» الذي كان ردّه على مُهاجميه قويا وأكد من خلاله أن مثل هذه الحملات المُشينة والتصرفات الدّخيلة لن تزيده سوى إصرار على النّجاح. ضريبة الاستهتار هُناك شبه إجماع صلب العائلة الترجية والساحة الرياضية عُموما أن ماهر بن صغير «مشروع» لاعب كبير بالنظر إلى مؤهلاته الفنية والبدنية الجيّدة والتي ساعدته على تحقيق قَفزة نوعية في مسيرته الكُروية بعد أن انتقل من «بوقرنين» إلى «باب سويقة» عبر جسر بنزرت. وقد ساد الاعتقاد في مركّب المرحوم بلخوجة أن بن صغير سيستثمر شرف تقمّص الأزياء الذهبية ليسطع في سماء الكرة التونسية لكن بمرور الأيّام اتّضح أنه لاعب «متهوّر» وغير قادر على ضبط النّفس وتطوير مردوده. وقد استمرّ بن صغير في إثارة الشّغب في الملعب والاحتجاج على المدرب لعدم ترسيمه في التشكيلة الأساسية. وبما أن ماهر لم يتّعظ من العُقوبات التأديبية الصّادرة عن الهياكل الرياضية ولم يَستوعب نصائح أهل الدار بسلك «الطّريق المُستقيم» فقد كان لزاما على الإدارة الترجية التدخّل بقوّة لإعادة اللاعب إلى رشده بالتنسيق مع بن يحيى. وتؤكد المعلومات التي وصلتنا أمس من الحديقة أن النية تتّجه نحو مُعاقبة بن صغير ولم تستبعد مصادرنا وضعه خارج الرحلة الافريقية التي انطلقت في ساعة متأخرة من ليلة أمس.