بعد الانتصار الباهر على «ليتوال» والعُبور إلى المربّع الذهبي لرابطة الأبطال انقلبت الأوضاع في ساحة «باب سويقة» من النَقيض إلى النَقيض حيث استرجع مركب المرحوم حسّان بلخوجة الفرحة بعد فترة من الاحتقان والغَليان. وقد التحم الفريق مساء أمس الأوّل بجماهيره التي جاءت لتحية «الكَوارجية» و»مُهندس» هذا الترشّح خالد بن يحيى الذي يعيش أجمل اللّحظات بفضل هذا المكسب المُهمّ في انتظار التأكيد في بقية المسيرة القارية خاصّة أن الجمعية تحلم بالتربّع على عرش القارة الافريقية. استقبال كبير حَرص شقّ من أحباء الترجي على مُواكبة الحصة التدريبية الأولى بعد «كلاسيكو» سوسة وقد تَواجد الأنصار بكثافة في الحديقة تكريما للفنيين واللاعبين والمسؤولين الذين صَنعوا الفرح وانتزعوا بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال بعلامة حسن خاصة أن الفريق فاز ذهابا وإيابا على النّجم وقدّم أداءً بطوليا أثلج الصّدور وأنهى الشك الذي استبدّ بالمحبين خاصّة بعد ضَياع الحلم العربي وتواصل المُعاناة دفاعا وهجوما في سباق رابطة الأبطال. وقد «فاجأ» أحد المحبين خالد بن يحيى وهو في طريقه إلى ميدان التمارين وقدّم هذا المشجّع باقة ورود لقائد السفينة الترجية اعترافا بدوره الحاسم في تحقيق العبور ومُحمّلا إيّاه مسؤولية أثقل وهي ضرورة «القِتال» في بقية المنافسات الافريقية أملا في استعادة اللّقب الغالي ليكون أفضل هدية للجمهور في موسم المائوية. انعكاسات ايجابية أفرز الترشّح إلى المربّع الذهبي لرابطة الأبطال نتائج ايجابية على كلّ المستويات. فقد استعاد خالد ثقة الجمهور مِثله مِثل الكثير من اللاعبين الذين كانوا على شَفا الانهيار على غرار الذوادي والدربالي. وقد تنفّست الإدارة الترجية بدورها الصعداء خاصة أن الرهان على رابطة الأبطال كبير والأوضاع «الساخنة» في «باب سويقة» لم تكن تَحتمل خيبة قارية كتلك التي حصلت في السنة الرياضية الفارطة على يد البنزرتي الذي يُطارده «كَابوس» الأهلي إلى يومنا هذا حتى أنه لم يَقدر على متابعة مباراة رادس بين الترجي والنّجم «خوفا» من احياء الجُرح. وقد ضَاعف هذا المكسب أيضا الطموحات الترجية للترفيع في مبيعات الاشتراكات السنوية ومن المُرجّح أن تعرف مَغازة الجمعية بدورها انتعاشة كبيرة بحكم أن المَسيرة الوردية للنادي في رابطة الأبطال الافريقية ستساهم في ترويج المُنتجات المعروضة في «البُوتيك» المعروفة ب»الترجي ستور». وتفيد المعلومات القادمة من الحديقة أن المشرفين على المغازة الترجية نجحوا في ترسيخ ثقافة جديدة تقوم على التعلّق بالجمعية واقتناء مُنتجاتها الرياضية دون التَقيّد بالمناسبات وبغضّ النّظر عن النتائج الحاصلة في الميدان. وَتُضيف مصادرنا أن مغازة الفريق تُجهّز برنامجا خاصّا بالمائوية ومن المنتظر أن «تُفاجىء» «المكشخين» بجملة من المُنتجات الجديدة المرفوقة ببعض التخفيضات وذلك بداية من شهر جانفي الذي سيكون حافلا لتزامنه مع إطفاء الشّمعة رقم 100 في تاريخ الترجي (15 جانفي 1919 - 15 جانفي 2019). العمل الذهني لا جدال في أن رابطة الأبطال هي الشّغل الشاغل للترجي وجماهيره العريضة لكن هذا الاهتمام الكبير بالمسابقة القارية الأغلى والأقوى لن يَصرف الجمعية عن البطولة المحلية وهي جَوازها الوحيد للمُنافسات الدُولية. وبعد مُباراة «ليتوال»، يُحاول بن يحيى جاهدا تأمين أعلى درجات التركيز قبل مواجهة الغد أمام «البقلاوة» وذلك في إطار اللّقاء المُؤجل لحساب الجولة الثالثة ذهابا من سباق البطولة. ويعرف مدرب الفريق أن الصعوبة الأكبر تكمن في التحضير الذهني للاعبين خاصّة أن مباراة «الدّربي الصّغير» تأتي قبل أيام معدودة من الرحلة المُرتقبة إلى أنغولا ما من شأنه أن يُشتّت الأذهان المشغولة بمواجهة «غرّة أوت» يوم الثلاثاء القادم. ويحتاج النادي حَتما إلى الانتصار لتبقى المعنويات مُرتفعة ولتظلّ الثقة في الامكانات ثابتة قبل الاصطدام ب»الغِزلان» الأنغولية. تَجدر الإشارة إلى أن مباراة الترجي و»البقلاوة» سيحتضنها ملعب رادس بداية من الثالثة والنّصف بعد الزوال وذلك بصافرة سليم بلخواص وكانت لجنة التنظيم برئاسة محمّد الشيخ قد وضعت التذاكر على ذمّة الجماهير الترجية منذ يوم أمس في شبابيك الحديقة والمنزه وتَتراوح الأسعار بين 10 و15 و25 و35 دينارا. تحت الدّرس في ظلّ الأهمية البالغة للمُواجهة الخَارجية المُنتظرة ضدّ «غرّة أوت» يوم 2 أكتوبر يَدرس الإطار الفني فكرة إراحة عدد من «الكَوارجية» الذين نال منهم التّعب مثل شمّام والدربالي و»كُوم» و»كوليبالي» والخنيسي وربّما أيضا البلايلي والبدري. ويريد بن يحيى أن يضع هؤلاء خارج حساباته في لقاء «البقلاوة» ليمنحهم الفرصة لالتقاط الأنفاس وتجديد الطاقات استعدادا للمباراة القوية أمام الأنغوليين. ونبقى مع «الحِسابات» الفنية لبن يحيى والخيارات البشرية المُرتقبة في لقاء «الستاد» لنشير إلى أن النية تَتّجه مبدئيا نحو ترسيم الجريدي في الشباك ليكسب نسق المقابلات ويكون في أفضل الحالات أثناء مباراة «غرّة أوت» الذي يملك حارسا مُتألقا (توني) وهجوما لم يُصم عن التهديف داخل الديار إلا في مناسبة واحدة وذلك أمام «مازمبي». هذا طبعا على صعيد مبارياته في النسخة الحالية من رابطة الأبطال. في الانتظار تملك إدارة الترجي خيارين لتأمين الرحلة الجوية نحو الأراضي الأنغولية بمناسبة ذهاب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال يوم 2 أكتوبر القادم. الحلّ الأوّل يمكن في السفر عبر رحلة جوية عادية تنطلق من تونس لتصل إلى أنغولا عبر الإمارات أمّا الحلّ الثاني فإنّه يتمثّل في التنقّل على متن طائرة خاصّة من المُفترض أن تصل إلى أنغولا في ظرف تسع ساعات وهو ما يعود بالنّفع على النادي من حيث كسب الوقت وتجنّب الإرهاق. ومن غير المُستبعد أن تتّضح اليوم الرؤية بخصوص ملف الرحلة الجوية التي ستكون مسبوقة بتحضيرات كبيرة لهذا الصِّدام القاري الفَاصل على درب التأهل إلى «الفينال». ومن المعلوم أن الترجي سيواجه «غرّة أوت» يوم 2 أكتوبر في أنغولا قبل أن يستضيف سفير تونس خَصمه في رادس يوم 23 من الشّهر نفسه وهو الموعد الذي يريد الأحباء أن يشهدوا خلاله عبور النادي إلى النهائي الذي لم يعرف له الترجي طَريقا منذ 2012.