قدّر موقع «ديبكا» المقرب من دائرة الاستخبارات للاحتلال الاسرائيلي، أن روسيا بدأت وضع البنية الأساسية العسكرية في سوريا، تحسبًا لحرب استنزاف قد تخوضها ضد الكيان الصهيوني. دمشق (وكالات) واعتبر الموقع أن إرسال منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز «اس- 300» إلى سوريا، هو الترجمة العملية للخطوات الروسية، متسائلًا عن أسباب كسر القواعد في هذا التوقيت من جانب موسكو، في وقت كانت فيه العلاقات بينها وبين الكيان الصهيوني جيدة، وحتى واقعة إسقاط الطائرة الروسية «إليوشن إل- 20». وربط الموقع بين خطاب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أكد خلاله أن بلاده بدأت إرسال المنظومة المشار إليها إلى سوريا، وبين زيارة مستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف إلى طهران الأربعاء الماضي، لمناقشة مقترح وقف إرسال شحنات السلاح الإيراني إلى سوريا، على الأقل حاليًا، مقابل وقف الغارات الصهيونية ضد أهداف إيرانية هناك. وأشار الموقع، أول أمس، إلى أن الاعتقاد السائد في الكيان الصهيوني، كان يرجح أن موسكو لن ترسل منظومة «اس-300» إلى سوريا، قبل عقد اجتماع بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين. وهو اجتماع لم يحدد له موعد بعد. فيما تمضي الأيام ويتراجع احتمال عقد مثل هذا الاجتماع. وتدل تصريحات نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف الجمعة الماضي، التي أكد خلالها أنه على الكيان الصهيوني الكف عن محاولات إملاء ما الذي ينبغي أن تفعله روسيا، على حالة الغضب السائدة في موسكو، فيما تدل التصريحات الصهيونية، ومنها تصريح نتنياهو للصحافيين في نيويورك، أن خطوة إرسال المنظومة الدفاعية «غير مسؤولة»، تدل من وجهة نظر الموقع العبري على مبالغة ونوع من «الوقاحة»، معتبرًا أنها تسببت في تعميق الأزمة. وركزت التعليقات الصهيونية في الأيام الأخيرة بشأن إرسال المنظومة الروسية فضلًا على النظم الإلكترونية المرفقة بها إلى سوريا، على مسألة أن جيش الاحتلال لا يجد مشكلة في التعامل معها. فيما يشير الموقع إلى أن الجانب الروسي يتابع الإعلام الصهيوني وشبكات التواصل الاجتماعي العبرية بصرامة، معتبرًا أنها تسخر منه. وتحدث الموقع عن نظم دفاعية روسية نصبتها موسكو في سوريا، بخلاف منظومة «اس-300» ، منها مثلًا منظومة الصواريخ «بيتشورا ام -2» التي تم نصبها في دمشق في الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أن المنظومة الأخيرة قصيرة المدى ويمكنها اعتراض المقاتلات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. وبالتالي فهي متخصصة في مواجهة المقاتلات التي تتجاوز رادارات نظم «اس-300» و «اس-400». ويرى «ديبكا» أن جميع المؤشرات تدل على أن الروس يعززون نظم الدفاع الجوي الخاصة بهم في سوريا، تحسبًا لحرب استنزاف مع الكيان الصهيوني. وإنه عقب نصب النظم الدفاعية الروسية بشكل كامل، سوف يجلب الروس إلى سوريا أسرابًا من المقاتلات المتطورة. فهل يحسب الكيان الصهيوني بدقة حساباته مع موسكو بعد قرار روسيا تزويد سوريا منظومة "إس-300" للمضادات الجوية المتطورة؟ وهل يخيم شبح المواجهة العسكرية بين روسيا والكيان الصهيوني على أجواء سوريا والمنطقة؟ رأي خبير الخبير بشؤون الشرق الأوسط أندريه أونتيكوف: «الكيان الصهيوني هو الذي مول وسلح الإرهابيين في سوريا منذ بدء الأزمة. وهو من يقدم العلاج لهم. والأكثر من ذلك يستمر بتنفيذ الاعتداءات على سوريا. ويقصف المواقع السورية. وهذا أضر بوجه روسيا وسمعتها أمام دول المنطقة وشعوبها».