و فارق حافظ الأسد الحياة و هو يحمل حلما طالما راوده و طالما انتظره في حياته و لكن المنية حلّت و لم يحقق حافظ الأسد ذلك الحلم الذي يراه أساسيا لاستقرار بلاده خاصة في ظلّ وجود العدو اللدود الكيان الصهيوني. و صدق في تصنيف هذا الكيان كعدو لدود لسوريا، كيف لا و هذا الكيان السرطاني يبحث و يجتهد و يشارك في كل الحركات الاحتجاجية عبر تأجيجها ضد النظام السوري و عبر تقديم كلّ دعم لوجستي لأعداء سوريا و إرهابييها و أيضا عبر التدخل العسكري المباشر عبر القصف و القنص . نذكر و أنّه من أجل تحقيق هذا الحلم زار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد سنة 1987 الاتحاد السوفياتي و جرت محادثات بينه و بين نظيره "ميخائيل غورباتشوف" من أجل تزويد سوريا بالمنظومة الصاروخية "إس -300" و أخيرا تحقق حلم حافظ الأسد وهو في قبره حيث تمّ أمس الاثنين، أن أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد، عن قرار تسليم سوريا منظومة صواريخ "إس - 300"، وذلك بعد أسبوع من سقوط الطائرة الروسية فوق مياه البحر المتوسط قبالة السواحل السورية. وقالت الرئاسة السورية، في بيان لها، إن "الرئيس بوتين أبلغ الأسد، خلال اتصال هاتفي، بأن روسيا ستطور منظومات الدفاع الجوي السوري وتسليمها منظومة "إس - 300" الحديثة"، محملا إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة. و كان وزير الدفاع الروسي " سيرغي شويغو" قال، في وقت سابق، إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، سيتم تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي "إس - 300" خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم.و بذلك يمكن للدفاعات السورية عبر هذه المنظومة التصدي لأي هجوم مهما كان مأتاه و لكن يبدو و أنّ تحقيق هذا الحلم لفائدة سوريا أزعج الكيان الصهيوني الذي يبحث دائما عن التفوق في المجال العسكري و الدفاعي حيث رأى هذا الكيان أن مثل هذا القرار يمثل تهديدًا خطيرًا لجيشه لأن الأسلحة الروسية أكثر فعالية من وسائل الدفاع الجوي المتوفرة في سوريا حاليا. وأشارت صحافة الكيان إلى أن "إس-300" ستؤثر بشكل كبير على الدفاع الجوي السوري لأنها قادرة على ضرب الأهداف على بعد 300 كيلومترا.وأفادت قناة "القناة التاسعة" الإسرائيلية بأن "كابوس ينتظر إسرائيل في غضون أسبوعين.ولم يغب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن التعبير عن غضبه لهذا القرار حيث و في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال له إن نقل الأسلحة الحديثة إلى سوريا سيزيد من المخاطر في المنطقة. و في خاتمة هذه " الهمزة و الغمزة " هل يمكن القول و أنّه بتسليم روسيا هذه المنظومة الدفاعية لسوريا سيتحقق أوّلا التوازن بمنطقة الشرق الأوسط و تحديدا مع هذا الكيان السرطاني و ثانيا هل يمكن اعتبار أيضا تسليم هذا النّوع من الأسلحة المتطورة - التي سعى إليها كثيرا حافظ الأسد - قد حقق حلمه و لو بعد موته.