شهدت ولاية سوسة عامة ومدينة مساكن خاصة حالة استنفار بعد انتشار فيروس حمّى غرب النيل وتأكّد حالة وفاة بسبب هذا الفيروس، غير أنّ مصالح وزارة الصحة بعثت برسائل طمأنة للمواطنين وأكّدت أنها تتابع بدقة تطوّر الوضع. «الشروق» مكتب الساحل: وأكدت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة الدكتورة نصاف بن علية تسجيل حالة وفاة و11 حالة مشتبه بها بينها 3 حالات مؤكدة لفيروس حمى غرب النيل في كل من سوسةومساكن والقيروان. مراقبة متواصلة وأوضحت بن علية أن هذا الفيروس ينتقل عبر البعوض ويكون حامله الطيور المهاجرة مشيرة إلى أن تونس عاشت 3 حالات وبائية بالفيروس وكان ذلك سنوات 1997 و2003 و2012 وأرجعت ظهور هذا الفيروس في هذه الفترة بالذات إلى تهاطل كميات كبيرة من الأمطار مؤخرا تبعتها حرارة مرتفعة مما تسبب في انتشار البعوض تزامنا مع مرور الطيور المهاجرة من بلادنا. وأوضحت أنّ أكثر الحالات اليوم تمّ تسجيلها في معتمدية مساكن ثم سوسة والقيروان وأن أغلب الحالات التي كان يشتبه في إصابتها بالفيروس تعافت وغادرت المستشفى. وأكدت الدكتورة بن عليّة أن وزارة الصحة تتابع الوضع بدقة وأنّ عمليات المراقبة متواصلة لاحتواء الوضع، وقد أصدرت الوزارة منشورا توضيحيا نبهت فيه إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ودعت المصالح الجهوية لحفظ الصحة وسلامة المحيط إلى تفعيل الخطة الشاملة لمقاومة البعوض بالتنسيق مع المصالح الجهوية للبيئة والتجهيز والفلاحة، كما دعت المصالح الجهوية لوزارة الشؤون المحلية والبيئة إلى تفعيل اللجان الجهوية لمقاومة البعوض والحرص على تكثيف هذه الحملات عبر جهر الأودية ومواضع المياه الراكدة خاصة في الأماكن التي شهدت تسجيل حالات إصابة مؤكّدة. من جانبه أكد رئيس بلدية مساكن محمد علية أن لجنة طوارئ تشكلت بالتنسيق مع السلط الجهوية والوحدات الصحية بمساكن وذلك بعد تداول خبر الاشتباه في تسجيل إصابات بحمى غرب النيل، وإثر تلقي البلدية مراسلة مساء الجمعة الفارط من مدير المستشفى الجهوي بمساكن تؤكد تسجيل حالات اصابات بالفيروس. وأضاف علية في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنّ البلدية «قامت بتفعيل فرق تدخل لمداواة الأودية والمستنقعات التي يحتمل أن تكون جيوبا للبعوض حيث تمّ استعمال كافة الوسائل والأدوية والمبيدات المصادق عليها من طرف وزارة الصحة»، مشيرا إلى أنه «تم في هذا الاطار رش المدينة بالمبيدات بالإضافة إلى رش وادي الشرقي ووادي المالح بالأدوية في انتظار مداواة المستنقعات على مستوى طريق الموردين والكنايس». وأوضح رئيس بلدية مساكن ان حالات الإصابة المسجلة الى حد الآن «هي حالات معزولة ولا ترتقي إلى درجة الوباء»، وأكد أنه «تم تسجيل حالتين بمدينة مساكن وحالة واحدة بمدينة الثريات يشتبه في إصابتها بفيروس حمى غرب النيل». ودعا رئيس بلدية مساكن المتساكنين الى «الاطمئنان وعدم الخوف والهلع»، وأكد ان «التنسيق متواصل بين كافة السلط المحلية والجهوية والوطنية لمتابعة المستجدات». رسالة طمأنة وأكدت الدكتورة بن علية أن 90 بالمائة من الحالات لا تحمل علامات خطيرة وأنّ 10 بالمائة من الحالات تسبّب الحمّى والعلامات العصبيّة، وقد تؤدي في حالات نادرة إلى الوفاة مؤكدة ضرورة اتخاذ تدابير وقائية على غرار جهر الأودية والمستنقعات لمنع تكاثر البعوض الذي يمثل الناقل الاول للفيروس، الذي أكّدت أنه غير معد ولا ينتقل من إنسان مصاب إلى آخر سليم. وأوضحت أن الفيروس مصدره الطيور المهاجرة التي تنقله إلى البعوض والحشرات التي بدورها تنقله إلى الإنسان عند لسعه، داعية إلى ضرورة الوقاية منه عبر مداواة الحشرات والتخلص من برك المياه الراكدة. تكتّم على المعلومة؟ في المقابل أكّدت مصادر ل «الشروق» أنّ حالة الوفاة تم تسجيلها منذ نحو شهر وإصابة آخرين بمدينة مساكن نتيجة فيروس «حمى غرب النيل»، وهو ما أدخل حالة من القلق لدى المتساكنين وسط تكتم الجهات الصحية المعنية مما زاد الوضعية تعكرا. كما أنّ تسريب مراسلة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ممضاة من طرف مدير مستشفى مساكن خالد عثماني موجهة إلى معتمدة مساكن حليمة الحامدي موضوعها التدخل العاجل لمقاومة انتشار مرض حمى غرب الليل زادت من خوف المتساكنين. وقد أكّد مدير المستشفى وجود حالات مصابة بهذا الفيروس نتيجة العدوى عن طريق البعوض والناموس بالمياه الراكدة في المستنقعات وفي الأودية حسب ما جاء في هذه المراسلة ودعا مدير المستشفى إلى مداواة أوكار الناموس والبعوض. وقد تنقلنا إلى مستشفى مساكن فامتنع المسؤولون والإطارات الطبية هناك عن التصريح كما استحال علينا الحصول على تصريح من المندوب الجهوي للصحة بسوسة رغم اتصالاتنا المتكررة، وسط استفسارات الأهالي واستغرابهم من هذا التكتم وخاصة إخفاء حالة الوفاة إن وجدت وانتشار هذا المرض رغم خطورته. أعراض فيروس حمى غرب النيل تنتقل عدوى هذا الفيروس إلى الإنسان عن طريق البعوض، وتبدأ الأعراض بحمّى مفاجئة وقشعريرة وغثيان وألم يصيب العضلات وشعور بالدوار والتعب وفقدان الشهية في الأكل، كما يمكن أن يصاحب هذه الأعراض طفح جلدي. ويُشار إلى أنّ هناك 14 نوعًا من البعوض تحمل فيروس حمى غرب النيل، لكن الطيور هي الحاضن الطبيعي، وتُصاب البعوضة بالمرض عند لسعها طيرًا مصابًا بالمرض، حيث يسير الفيروس إلى الغدد اللعابية ويتم حقنه في المضيف الجديد من الإنسان أو الحيوان مع لسعة البعوضة التالية. أرقام ودلالات 4 مرات يظهر فيها فيروس حمى غرب النيل في تونس 10 % من الحالات قد تؤدي إلى الوفاة 11 إصابة مشتبه بها تم تسجيلها حتى الآن