قد يَحتار الجمهور اليوم بين قِمّتي صفاقسوسوسة خاصّة أن الطيّب المهيري سيكون مَسرحا لصراع كبير بين «السي .آس .آس» والترجي في الوقت الذي تحتضن فيه جوهرة السّاحل «الدِربي» المُثير بين «ليتوال» والمنستير. الاختيار سيكون صعبا وشاقا على المُتفرّج «المُحايد» والذي قد يجد ضَالته في «التَجوّل» بين القنوات المحلية والخليجية الناقلة لهاتين المُواجهتين الثقيلتين. أمّا بالنسبة إلى أحباء الرّباعي المذكور فإنّ وجهتهم معروفة وهي احتلال «الفيراج» أوالتسمّر أمام التلفزات التي تُؤمّن البث المُباشر للقاء «الجمعية». في صفاقس سَتحبسُ قمّة «السي .آس .آس» والترجي الأنفاس وتَسلب عقول الناس وتلك عادتها منذ عهد الطّرابلسي وبن مراد وهما من أصحاب الأهداف التَاريخية في المُواجهات النَارية بين الناديين الكَبيرين بقيادة «كرول الأجاكس» و»كرول تونس»: أي بن يحيى الذي كان البعض يصفه بهذا الاسم لإشتراكه (النِسبي) مع المدافع السابق للهُولنديين من حيث «الأناقة الدّفاعية». ولا نَحسب «وَرثة» سَاحر الجيلين حمّادي العَقربي و»الامبراطور» طارق ذياب يَخرجون اليوم عن المألوف من حيث صِناعة اللّعب والفُرجة مع تسجيل الأهداف التي تَبقى المتعة الحَقيقية في مِثل هذه الصراعات القوية والأهمّ من كلّ ذلك أن تدور هذه القمّة الكُروية في ظروف عَادية انتصارا للرّوح الرياضية وحِفاظا على «بَقايا» السّمعة المهدورة بفعل فضائح التلاعب بالنتائج والمهازل التحكيمية التي كان الطيّب المهيري شاهدا على أحد فُصولها المشهورة. والكلام عن حَادثة «النّقر» التي كشفت حجم الخَراب في سلك التحكيم الذي يستنجد أهله اليوم ب»قَاض» مصري لإدارة قمّة صفاقس وهو قرار يُدرجه الجريء ضِمن اتفاقية التّعاون بين اتحادات شمال افريقيا لكن هذه الخُطوة تَعكس في الحقيقة الفشل الذريع للصّافرة التونسية التي صَمدت لفترة طويلة في وجه «بُو برطلّة» قبل أن تَرفع رايات الاستسلام وتُعيد فتح الأبواب للتحكيم الخَارجي أوالعَربي كما تُسميه جَماعة الجريء وقيراط لإيهام الناس بأن الأمور عال العال في حين أن القِطاع غَارق في الأوحال. في سوسة، ضَاع حُلم رابطة الأبطال الافريقية ولا بَديل للنّجم عن القِتال في سِباق البطولة المحلية للتّخفيف من وَطأة الخسارة القارية التي كان وقعها شديدا على الجمعية ومُدرّبها شهاب اللّيلي العَارف حتما بأن مَصيره أصبح على كفّ عفريت رغم النجاح المُحقّق في المسابقة العربية. والثّابت أن «ليتوال» في حاجة اليوم إلى الإطاحة بالجار لإخماد «ثَورة» الجمهور الواقف خَلف الجمعية في السراء والضراء وهُنا تكمن قوّة «النجمة الساحلية» التي قد تُشعّ اليوم في لقاء المنستير القادم إلى أولمبي سوسة بربّان جديد وهو لسعد الدريدي «الطّامع» في الرجوع إلى عاصمة الرّباط بنتيجة ايجابية من شأنها أن تُعيد للجمعية الثقة المفقودة بسبب الانطلاقة السيئة. في عاصمة الجلاء، كشّر «قرش الشمال» عن أنيابه منذ البدايات ويأمل «البنزرتية» في تكديس المزيد من الانتصارات رغم تواصل العناء بسبب «لغز» 15 أكتوبر الذي أُغلقتْ أبوابه من جديد ليخضع للصّيانة وفي الأثناء تستمرّ «الهجرة القَسرية» للجمعية التي «تَلجأ» اليوم إلى ميدان العالية المشكورة على استضافة الفريق الأوّل في الجهة. فريق الوحيشي الذي يسير إلى حدّ الآن في الطريق الصحيح يصطدم ب»الهمهاما» العَاطلة عن النشاط منذ أكثر من شهر وذلك بفعل الرزنامة العجيبة. وكان نادي حمّام الأنف قد استهلّ موسمه بتعادلين ثمينين أمام الافريقي والقيروان ويحلم أبناء «جيرار» بتأكيد هذه البداية الواعدة بتحقيق نتيجة ايجابية في العالية العَريقة والمِضيافة منذ «الهِجرة الأندلسية» إلى يوم النّاس هذا. البرنامج: بطولة الرابطة «المُحترفة» الأولى (الدفعة الثانية من الجولة الرابعة ذهابا) (س15) في صفاقس: النادي الصفاقسي - الترجي الرياضي (الحكم المصري محمود البنا) في سوسة: النجم الساحلي - الاتّحاد المنستيري (الحكم نعيم حسني) في بنزرت (ملعب العالية): النادي البنزرتي - نادي حمّام الأنف (الحكم رشدي قزقز)