كَانت الجولة الأولى بَاهتة من الناحية الفنية ولم نسجّل خلالها غير تلك اللّقطة الصّادمة لرئيس «البنزرتية» عبد السلام السعيداني «الثائر» على الصافرة التحكيمية التي تأمل الجماهير الرياضية أن «تَستقيم» تفاديا ل»حُروب» كروية جديدة ولا طاقة لساحتنا بتحمّلها خاصّة أنّ قضايا الشبهات والتجاوزات التي حصلت في الموسم الفارط مازالت منشورة لدى الهياكل المحلية والدولية كما هو شأن ملف النجم الساحلي. اليوم نعيش على وقع مُنافسات الجولة الثانية وسط مَخاوف شديدة في كلّ الجمعيات في ظل تراكم الصعوبات المالية وتزايد المشاكل الإدارية علاوة على الأزمات الفنية حتّى أنك لا تكاد تُميّز بين «الكَبير» و»الصّغير» لولا تَباين الأزياء. لقاء مثير بين الافريقي والمنستير في رادس، كانت انطلاقة الإفريقي مُتعثّرة بعد التعادل الأبيض أمام «الهمهاما» ولم تُرض هذه النّقطة جماهير «الغالية» الحالمة بالتربّع على عرش الكرة التونسية رغم الأوجاع الناجمة بالأساس عن الفَوضى التسييرية. الجمهور العريض لنادي «باب الجديد» لم يهضم الوقوع في فَخّ «بوقرنين» ولم تَرق للبعض تصريحات المدرّب الجديد «ريغا» الذي أكد أنّه بصدد «استكشاف» أجواء بطولتنا المحلية وهو للأمانة مَعذور لأن مُسابقتنا ظاهرة استثنائية وقد لا تجد لها نظيرا لا في الهند ولا في السند من حيث التنظيم والتحكيم. والثابت أن كلام البلجيكي «ريغا» كان تلقائيا وصَادقا وسيكون من الإجحاف «التَعسّف» عليه منذ الاختبار الأوّل ومن الضروري منحه الوقت اللاّزم للعمل مع الوقوف خلف الجمعية واستنهاض هِمم «الكَوارجية» للإنتفاض بداية من جولة اليوم أمام «المِستيرية». فريق عاصمة الرّباط جاء إلى رادس وكلّه عزم على التخلّص من الاحباط الذي سيطر على مُحيط بن جنّات بعد الهزيمة المُوجعة على يد «البقلاوة» ويُخطّط الاتحاديون إلى الانتصار على الإفريقي لتصحيح المَسار بقيادة كمال القلصي الذي ستكون فرحته فَرحتين: الأولى بالفوز والثانية بتأكيد «المَظلمة» التي تعرّض لها على خَلفية الاستغناء عن خدماته في «باب الجديد» بعد أن كان قد قاد الجمعية إلى القبض على «الأميرة» التونسية وهو مكسب يُتيح له على الأقل التَرسيم في الإدارة الفنية للحديقة «أ». بين التأكيد والتدارك في باردو، حَصدت «البقلاوة» نقاط الفوز في أوّل امتحان مع المدرب الطموح محمّد المكشر ولاشك في أن هذه الانطلاقة المثالية ل «الستادستية» من شأنها أن تمنح مدرسة كريت والمغيربي والهرقال أجنحة اضافية في بقية السباق. وتستضيف «البقلاوة» اليوم «القوابسية» الذين يعيشون على وقع تغييرات إدارية كبيرة بعد تعيين هيئة تَسييرية للإشراف على «الستيدة» المُتخلية عن قائدها صابر الجماعي الذي قرّر الانسحاب والانصراف إلى مشاغله المِهنية واستثماراته في الأدوات المَكتبية بعد «تجربة رئاسية» طويلة عرف خلالها الملعب القابسي نَجاحات مَحلية وقارية وكذلك عدّة «غَصرات» ومشاكل جَانبية. وتحلم «الستيدة» بتجاوز الفترة الانتقالية بسلام وحصد ما تيسّر من النقاط إلى حين ايجاد الحلول الجذرية لتحقيق الاستقرار المنشود على كلّ المستويات الرياضية والمالية والإدارية. وَنَبقى مع الأجواء «القَابسية» للحديث عن القطب الكروي الثاني لعاصمة الحنّاء وهو «الجليزة» التي تَستقبل فريق القنال وعينها على الفوز ولا شيء غير الفوز خاصّة بعد عثرة الجولة الافتتاحية أمام بن قردان. ومن جهته، شقّ «القرش» البلاد من الشمال إلى الجنوب ليعود ب»صَيد» سمين قد يُنسيه التعادل المُخيّب للآمال أمام «الصفاقسية» علاوة على شطحات الحكم ماهر الحرابي الذي لم يكن حسب الكثيرين مُوفّقا في إدارة ذلك اللّقاء المُنتهي بتصرّف مُشين للسعيداني وهو ما يستوجب الاعتذار مع العِقاب لأنّ الروح الرياضية خط أحمر. صفاقس في امتحان تطاوين في صفاقس، نجحت هيئة خماخم في دفع ملف الانتدابات وستكون الكرة في ملعب «الكَوارجية» ومدربهم «كرول» لتحقيق الانتصارات ولم لا استعادة «أيّام العز» والصعود على منصّة التَتويجات خاصة أن «جوفنتس العرب» سيلعب على عدّة واجهات ويملك الحدّ الأدنى من الامكانات ليصنع الفرحة والفرجة من أجل عيون الأحباء ومن باب الوفاء لتقاليد مدرسة المَوهوبين وفي صدارتهم «ساحر الجيلين» حمّادي العقربي. وتبدو حُظوظ «السي .آس .آس» كبيرة اليوم لتشغيل «المَاكينة» واقتلاع الانتصار الأوّل في سباق البطولة المحلية خاصّة أن المُنافس سيكون (على الورق) في مُتناول أبناء «كرول» الذي رجع إلى صفاقس لإحياء الذكريات وتكرار الانجازات التي تحقّقت في 2013. والأهمّ أن لا يُدير ابن «الأجاكس» ظهره للجمعية تحت تأثير المال الذي لا وزن له أمام الأمجاد. ضيف صفاقس وهو اتّحاد تطاوين لن يَستسلم بسهولة وقد يفجّر مفاجأة مُدوية على أرضية الطيّب المهيري خاصّة بعد المقابلة البطولية التي قدّمها أبناء القصري أمام الترجيين الذين اصطدموا بصعوبات كبيرة لهزم الاتحاديين في رادس. ومن المؤكد أن الاتحاد قَادر على كسب التحدي والتألق في بطولة «المُحترفين» قياسا بالمؤهلات الجيّدة للاعبين وحِنكة الفنيين بقيادة القصري الحالم بترك بصمة ايجابية في تطاوين تماما كما فعل في المنستيروقابس وجرجيس. البرنامج بطولة الرابطة «المحترفة» الأولى (الدفعة الأولى من الجولة الثانية ذهابا) في رادس (س16): النادي الافريقي الاتحاد المنستيري (الحكم الصادق السالمي) في باردو (س16): الملعب التونسي الملعب القابسي (الحكم هيثم قيراط) في صفاقس (س17 و45 دق): النادي الصفاقسي اتحاد تطاوين (الحكم أسامة بن اسحاق) في قابس (س16): مستقبل قابس النادي البنزرتي (الحكم نصرالله الجوادي)