سقوط مدوّ عاشه النادي الإفريقي في أمسية السبت الماضي حيث انحنى زملاء فخر الدين الجزيري برباعية كاملة أمام الملعب التونسي. هزيمة لم تتقبلها عائلة نادي باب الجديد خصوصا أن الفارق كان كبيرا للغاية الأمر الذي خلف مرارة لن تهدها المسكنات والقرارات غير الجذرية. هيئة عبد السلام اليونسي غادرت مباشرة من الملعب الأولمبي برادس لتدخل في اجتماع استمر إلى ساعة متأخرة من مساء السبت وذلك بهدف إيجاد حلول لمشاكل الفريق الأول بما أن النتائج المحققة في بداية الموسم الحالي كانت مخيبة للآمال ناهيك أن الفريق أهدر 8 نقاط كاملة في 4 مباريات وهو أمر غير مقبول بالمرة. فوضى وريغا وحيدا عرفت نهاية المباراة أمام الملعب التونسي غضبا جماهيريا كبيرا حيث رمت الجماهير اللاعبين والإطار الفني بالقوارير في تعبير عن سخطها من النتيجة. وامتدت الفوضى إلى حجرات الملابس حيث تعالت الأصوات من غرفة اللاعبين فيما كانت تصريحات المدرب المساعد عمر حمودة التي حمل فيها المدرب جوزي ريغا المسؤولية النقطة الأبرز. حمودة هاجم المدرب إيمانا منه بأنه ستتم إقالته غير أن تصريحه ورطه وكشف أن حضوره ضمن الإطار الفني كان صوريا وبالتالي كانت تصريحاته –على صحتها وجديتها- مجرد تصفية حسابات لا غير باعتبار أن ريغا لا يشركه في أي قرار بل أنه طالب بتغييره. الإطار الفني تعرض للانتقاد من الجميع أحباء ومسؤولين وحتى من اللاعبين على غرار وسام يحيى وبلال العيفة وعلي العابدي وزهير الذوادي الذين عبروا عن سخطهم في حجرات الملابس من اختيارات جوزي ريغا الذي انعزل رفقة معاونيه في حجرة ملابس جانبية. اجتماع الإقالة حسب مصدر من هيئة عبد السلام اليونسي فإن هيئة النادي الإفريقي اتخذت قرارا بالتخلي عن كامل الإطار الفني بقيادة جوزي ريغا وذلك في اجتماع ليلة السبت. ويؤكد ذات المصدر أن القرار لن يتوقف عند الفني البلجيكي وإطاره المعاون بل أن الأمر سيمتد إلى المدير الرياضي سفيان الحيدوسي. الاجتماع انتهى أيضا إلى الاتفاق على تعزيز الإطار المسيّر لفرع كرة القدم فحمزة الوسلاتي كثير المشاغل ما يجعله غير قادر على التواجد باستمرار في التربصات والتمارين والمباريات كما أنه لا يجيد التواصل مع اللاعبين وبالتالي تقررت إحاطته ببعض الدعم على أمل أن لا يكون ذلك بنفس أسلوب الرياحي الذي كان يلجأ إلى تشكيل لجنة فنية وهمية بنفس الوجوه أي حسن الخلصي ونجيب غميض وغيرهما في وقت أنه لا دور ولا تأثير لهم. المسؤول الأول تبقى القرارات التي ينتظر الإعلان عنها اليوم مهمة رغم تأخرها لكن لا يجب أن يقع مسح الفشل في المدرب أو المدير الرياضي ذلك أن كل الخيارات التي انتهجتها عبد السلام اليونسي ومن أحاط نفسه بهم كانت جميعها خاطئة وهو ما ترك قناعة لدى الكثيرين بأنه صغير على منصب رئيس الإفريقي لأن صفته تفرض عليه أن يكون صاحب قرار. ويدرك المتابعون عن قرب لواقع الإفريقي أن الإشكال الحقيقي يتلخص في رئيس النادي الذي يجب أن يفرض قراراته وان يتحمل المسؤولية بدل خلق واجهات صورية يكون دورها فقط تحويل وجهة الانتقادات قصد التخفيف من الضغط عليه أو على هيئته المفككة وغير المتضامنة. اتصالات مع مارشان بدأت هيئة النادي الإفريقي اتصالاتها مع المدرب الفرنسي برتران مارشان من أجل تجديد التجربة معه للمرة الثالثة.. خيار مارشان كان متاحا منذ الصائفة وكان يمكن أن يكون النادي في وضع أفضل لو تم المضي فيه لكن عبد السلام اليونسي طرق عديد الأبواب الخاطئة قبل أن يعود على أثر سابقيه. وبحسب ما نعلمه فإن اليونسي والخليفي على الأقل لا يرحبان بمارشان لأسباب نتحفظ عنها لكن الاتصال به جاء ليؤكد ضعف الهيئة الحالية وسعيها لامتصاص الغضب لا غير فالعجوز الفرنسي يحظى بعلاقة جيدة مع الأحباء كما أنه مدعوم من حمادي بوصبيع وبالتالي فإن تم التعاقد معه فلن يكون ذلك في إطار قناعات رياضية وخيارات تسييرية وإنما لاحتواء جانب من الغاضبين وأيضا لاسترضاء الأب الروحي. وبغض النظر عن هذه الأسباب يمكن التأكيد أن خيار تجديد التجربة مع برتران مارشان يبقى أفضل ما يمكن أن تنتهي إليه الهيئة الحالية ذلك أن الفرنسي لم ينقطع عن متابعة الإفريقي حيث لديه كل المعطيات عن الفريق بالإضافة إلى أنه سيحظى بنحو أسبوعين لإعادة ترتيب البيت قبل تنقل صفاقس وهي فترة قد ينجح خلالها في علاج بعض مواطن الضعف في الفريق.
