رَغم أن تحضيرات المنتخب لمُواجهة النّيجر انطلقت منذ ثلاثة أيّام فإنّ الأجواء في معسكر «النّسور» بَقيت «بَاردة» وذلك لعدّة أسباب منها «الويكلو» المفروض على التمارين عَلاوة على انشغال شقّ كبير من الأحباء بالتقلّبات المُثيرة التي يعيشها «كِبار» الكرة التونسية والكلام طَبعا عن النّجم والترجي والافريقي وهم من المُمونين «الدَائمين» والمُهمين للفريق الوطني. وَهُناك عَامل آخر سَاهم بدوره في التَقليل من حجم الاهتمام بالمنتخب وهو الفَوضى التَنظيمية والتَسويقية التي تُرافق تحضيرات الجامعة لهذه المباراة المِفصلية على درب العُبور إلى النهائيات الافريقية. ولاشكّ في أن البلاغ الصّادر أمس الأوّل عن الجامعة بخصوص الحضور الجماهيري يُقيم الحجّة على الارتجال المُسيطر على العملية التَنظيمية حيث أشار نصّ البيان إلى أن الجهات المَعنية سمحت بطباعة 40 ألف تذكرة وأكدت الجامعة أن الأسعار سَتتراوح بين 10 و20 و30 و50 دينارا هذا دون تَقديم الايضاحات المُتعلّقة بأماكن وأوقات تَرويج بطاقات الدّخول فضلا عن «الاجراءات الاستثنائية» التي من المُزمع أن تَتمتّع بها بعض الفِئات مثل الأطفال الصّغار. البنزرتي يعود إلى رادس في 23 ديسمبر 2017، ظَهر فوزي البنزرتي للمرّة الأخيرة على رأس الترجي الرياضي وقد تَعادل الفريق في تلك الأمسية المُثيرة أمام «السي .آس .آس» ليُغادر فوزي ملعب رادس بطريقة «مُهينة». ورغم مُرور الأيّام والأشهر على حَادثة «طَرده» من قبل الجَماهير الصّفراء والحَمراء، ورغم «هِجرة» الرّجل إلى الدار البيضاء وخِلافته في مرحلة مُوالية ل «السبيشال وان» على رأس المنتخب فإنّ رادس مازال «يُرهب» و»يُرعب» ابن المنستير حتّى أن شخصيته القوية «خَذلته» ليلة لقاء «الكلاسيكو» التونسي - الافريقي بين الترجي والنّجم وفَضّل فوزي متابعة المباراة عبر الشّاشة الصّغيرة بدل الحضور على عين المكان بِصِفته كمدرّب ل «النّسور». يوم السبت القادم وفي حدود السّابعة و15 دقيقة «سَيكسر» البنزرتي هذا «الحَاجز النفسي» ويُصافح الجماهير التونسية وفيها حتما «المكشّخ» و»الكلوبيست» و»الايتواليست» و»السّتاديست» وكلّ أحباء الجمعيات الأخرى من بن بنزرت إلى بن قردان. ومن المفروض طبعا أن يُلحق فوزي «حَادثة ديسمبر» بالأرشيف ومن واجب كلّ الأحباء مُساندته لأنّنا في حَضرة المنتخب لا الأندية التي «تَنحني» احتراما للنّجمة والهلال. وتبدو الفرصة مناسبة ليلتحم فوزي بالجماهير التونسية و»يُصالحها» بإنتصار باهر وعرض كروي كبير أمام النّيجر «الجَريح» بسداسية «الفَراعنة». الجَدير بالذِّكر أن لقاء النيجر في رادس يُعتبر المُصافحة الأولى للبنزرتي مع الجمهور التونسي وذلك بعد أن كان الرّجل قد استهلّ مسيرته الدولية في المملكة السوازيلاندية التي عاد منها «النّسور» بثلاث نقاط مُهمّة في طَريق التأهل إلى «كان» 2019 في الكامرون. وَرقة الصّرارفي تُشير الأنباء المُتأتية من معسكر «النّسور» إلى أن البنزرتي يُراهن بقوّة على ورقة بسّام الصّرارفي الذي فَعل في الدقائق الأخيرة من لقاء سوازيلاند ما لم تَفعله العناصر الأساسية على امتداد اللّقاء. وكان البنزرتي قد أشاد كثيرا بالمردود المُمتاز للصّرارفي عندما أقحمه في اللّحظات الأخيرة من مباراة سوازيلاند ومن الواضح أن كلّ الظّروف تخدم مُحترفنا في الدوري الفرنسي ليخطف الأنظار مع «النسور» سواء «خَلع» صفة اللاعب البديل ليشارك منذ البداية أوحتّى عبر الظّهور أثناء اللّقاء. ويأتي بسّام هذه المرّة إلى المنتخب بمعنويات في السماء بما أنه نال الإعجاب في لقاء سوازيلاند كما أنه نجح في مُعانقة الشباك مع «نيس» وذلك خلال الجولة الفارطة من البطولة الفرنسية وكان هدف الصّرارفي في مرمى «تولوز». ومن المعروف أيضا أن المنتخب خسر عدّة عناصر هجومية لدواع فنية وصحية كما هو شأن البدري والخزري وهو ما قد يُعبّد الطريق للصرارفي لانتزاع مكان في التشكيلة الأساسية. تحت الضّغط رَغم انتصار تونس بهدفين لصفر على حساب سوازيلاند فإن هذا المكسب لم يَحجب المُعاناة الدفاعية وقد كنّا أشرنا في عدد سابق إلى أن الاقتناع راسخ بشأن مسؤولية صيام بن يوسف عن القِسط الأكبر من المشاكل التي تُواجهها المنطقة الخَلفية. وقلنا إن لاعب «قاسم باشا» التركي أصبح تحت الضّغط وقد تأكد هذا الأمر أثناء المُعسكر الحالي ل «النّسور» حيث تشير المُعطيات التي بحوزتنا إلى أنّ صيام يواجه منافسة شرسة من ديلان برون المحترف في «لاغانتواز» البلجيكي والعائد إلى أجواء المنتخب بعد فترة من الغياب الناجم عن الإصابة التي كان قد تعرّض لها محمود ديلان برون في المُونديال. وقد كان اللاعب من النقاط المُضيئة في المُغامرة العالمية «الفاشلة» لمنتخب معلول ويتمتّع ديلان بمؤهلات جيّدة تُخوّل له الظهور في الجهة اليمنى أوفي محور الدفاع. الخَيارات الأولية في انتظار الحَسم في الخَيارات النهائية للبنزرتي نُشير إلى أن بن مصطفي ثابت في الشّباك ويبدو أن الحدادي هو الأقرب للّعب في الجهة اليسرى وذلك مكان معلول المُصاب. ومن المُرجّح أن يحافظ مرياح على موقعه في المحور تماما مثل النقاز على مستوى الخَانة اليمنى والسخيري في وسط الميدان الذي سيخسر مجهودات بن عمر بفعل العقوبة التأديبية التي ستضعه خارج الحِسابات في المباراة الأولى ضدّ النيجر في رادس على أن يكون تحت تصرّف البنزرتي في المُواجهة الثانية أمام الخَصم نفسه وذلك يوم 16 أكتوبر في «نيامي». وقد يَجد البنزرتي ضَالته في الشعلالي ليسدّ الشّغور الذي سيتركه بن عمر المُعاقب ويدرس فوزي جملة من السّيناريوهات في المنطقة الأمامية خاصّة أنه يملك عدّة خَيارات مثل فخرالدين بن يوسف ونعيم السليتي وبسّام الصّرارفي وياسين الخنيسي وسيف الدين الخَاوي وفراس بلعربي وجاسم الحمدومي وفراس شوّاط. تَجدر الإشارة إلى أن عناصرنا الدولية تدرّبت مساء أمس في رادس وكانت الحِصّة مفتوحة للإعلام ومن المُنتظر أن تُستكمل بقيّة الاستعدادات اليوم وغدا وراء الأبواب المُغلقة لملعب الشّاذلي زويتن. عبيد «مفقود» نَختم بالمسائل التنظيمية لنشير إلى أنّ المكلّف الأوّل بمُتابعة ومُراقبة عملية بيع التّذاكر وهو ابراهيم عبيد مازال «خَارج نطاق الخِدمة» وفي الأثناء تفيد المعلومات التي بحوزتنا أنّ مسؤولي الجامعة يتحرّكون بقوّة لإنقاذ الموقف على مستوى الحضور الجماهيري لمباراة النيجر. وتؤكد مصادرنا أن النيّة تتّجه نحو السماح للأطفال الصّغار بمجانية الدخول شرط أن يكونوا مرفوقين بأوليائهم وسيكون الرّهان كبيرا على العائلات التونسية لمساندة المنتخب وإنقاذ الجامعة من «فَضيحة» تنظيمية جديدة.