خَرج المنتخب من مَملكة سوازيلاند بإنتصار ثمين على درب العبور إلى «الكان» التي يُراود حلم الفوز بلقبها الجماهير التونسية المُؤمنة بالقدرات التدريبية والرّوح الانتصارية للبنزرتي. وقد نجح الرجل في أوّل امتحان رسمي مع «النّسور» الشيء الذي جعله يشعر بالاطمئنان ويعترف في الآن نفسه بوجود الكثير من الهنّات والثغرات التي وجب تداركها في المستقبل القريب ليصبح المنتخب في أفضل حالاته الفنية ويبرهن للجميع أنّه تَعافى من جراحه المُونديالية وأنه سائر إلى النهائيات الافريقية للمنافسة بجدية على التاج الذي لم نعرف له طريقا إلاّ في مناسبة يَتيمة (في 2004 مع «لومار»). ارتياح تامّ عبّر مدربنا الوطني في حديثه مع «الشروق» عن ارتياحه التامّ بعد الفوز الأخير على سوازيلاند بهدفين لصفر. ويعتقد فوزي البنزرتي أن المنتخب الوطني حقّق هدفه الأساسي وعاد بثلاث نقاط سيحافظ بها على موقعه في صدارة مجموعته مع الابقاء على مَسافة الأمان التي تفصله عن مُلاحقه المباشر ومُنافسه الأقوى وهو مصر. ويرى البنزرتي أن فريقنا كان في طريق مفتوح ليسحق خَصمه السوازيلاندي بنتيجة عريضة لولا الفرص المهدورة وعلى رأسها ضربة الجزاء الضائعة في الوقت البديل عن طريق وهبي الخزري. ومن المعروف أن منتخبنا يحتلّ الآن صدارة المجموعة العاشرة بعد أن حقّق العلامة الكاملة في الجولتين الأوليين من التَصفيات المؤهلة ل»كان» الكامرون عام 2019. وكان فريقنا قد فاز على مصر في رادس قبل أن يهزم سوازيلاند في عقر دارها وأمام جمهورها (اللّقاء الأوّل مع معلول والثاني مع البنزرتي). المَعنويات في السّماء يُواصل البنزرتي «احصاء» الفوائد الحاصلة من الفوز على سوازيلاند ليؤكد أن هذا الانتصار وإن كان على حساب فريق مغمور فإنه ساهم في ترميم معنويات «الكَوارجية» الذين كانت غالبيتهم تُعاني من ضُغوطات نفسية كبيرة نتيجة الانتقادات التي واجهتها إثر المُونديال الروسي. وَيُضيف فوزي البنزرتي أن لقاء سوازيلاند كان في ظروف خاصّة بما أن عناصرنا الدولية لم تبلغ بعد أوج العطاء بسبب النقص في اللّياقة البدنية والجاهزية الفنية وهو أمر ناتج عن تزامن هذه الرحلة القارية مع انطلاق الدّوريات التي تنشط فيها عناصرنا الدولية (البعض خاضوا لقاءً يَتيما في بطولاتهم كما هو الحال بالنسبة إلى بن مصطفى). وقال البنزرتي إن الإطار الفني المُوسّع كان يسابق الزّمن لتجهيز الفريق الذي قام بتحضيرات قصيرة قبل هذه المواجهة القارية التي فرضت على «النّسور» إجراء رحلة طويلة. الرؤية واضحة في سؤال عن خَياراته البشرية بمناسبة لقاء سوازيلاند أكد فوزي البنزرتي أن الإطار الفني ل «النسور» اختار تكريس الاستقرار من خلال تجديد الثقة في أغلب العناصر التي خاضت النهائيات المُونديالية وذلك من باب الاقتناع بجدارتها بالترسيم في التشكيلة الأساسية وخبرتها القارية علاوة على رغبة المُشرفين على الفريق الوطني في المحافظة على الانسجام والتناغم الموجود بين اللاعبين. ويضيف البنزرتي قائلا: «لقد كان هذا التوجّه من النقاط المُتّفق عليها لنضمن انطلاقة ايجابية في مسيرتنا مع المنتخب الوطني هذا طبعا في انتظار المَزيد من التحسينات والتعديلات في المرحلة المُقبلة. وَنُشير في السياق ذاته إلى أنّنا اعتمدنا على الأسماء الأجدر والأنفع ولا أظن أنّ الاختلاف قد يحصل بشأن القيمة الفنية والمَهارية لجلّ اللاعبين الذين ظهروا في التشكيلة المِثالية أمام سوازيلاند». لمسة الصّرارفي رَغم أنّه لعب دقائق معدودة في لقاء سوازيلاند فإن مُحترفنا في «نيس» الفرنسي بسّام الصّرارفي ترك أفضل الانطباعات بفضل لمسته الفنية والانتعاشة التي أضفاها على منطقتنا الأمامية وفي هذا الصّدد يؤكد مدربنا الوطني أن بسّام أظهر استعدادات كبيرة ومؤهلات عريضة ويضيف البنزرتي أنه سعيد بأداء لاعبه الذي سيكون من الأوراق المُهمّة في التشكيلة التونسية المُقبلة على عدّة تحديات صعبة في مُقدّمتها المواجهة القارية المُنتظرة ضدّ النيجر في شهر أكتوبر القادم. وعبّر البنزرتي في الوقت نفسه عن رضاه بشأن الأداء العام لكافّة اللاعبين سواء هؤلاء الذين تَعوّدوا على الظهور في التشكيلة الأساسية أوالأسماء الجديدة مثل عصام الجبالي. القادم أفضل أظهر البنزرتي سعادة كبيرة ببدايته المِثالية مع المنتخب خاصّة أنّه تذوّق معه طعم الفوز للمرّة الأولى رغم أنّه أشرف في السابق على قيادته في مُناسبتين (بصفة عَرضية). ولم يُخف البنزرتي في المُقابل انشغاله الكبير بأهميّة تحسين الأداء ويشير في هذا السّياق إلى أن الجماهير التونسية ستكتشف الوجه الحَقيقي للمنتخب الوطني في الأيّام القادمة. ويؤكد البنزرتي أن المنتخب سيشهد تحسينات شَاملة ليبلغ ذروة التألّق ويعتقد أن المردودية ستكون أفضل في كلّ الخطوط بعد إنجاز الاصلاحات والقيام ببعض التعزيزات. ومن المعلوم أن الفريق الوطني خسر خلال الفترة الأخيرة عدة عناصر مؤثرة لأسباب مُختلفة كما هو الحال بالنسبة إلى يوسف المساكني والفرجاني ساسي وديلان برون ومعز حسّان... وغيرهم كثير.