مازلت في انتظار ردّ الوزارة حول «مشروع القرن» أحفظ 385 أغنية لعبد الوهاب وأحتفظ بسيجارة وقطعة حلوى هديته لي «مجالس الطرب» موعد شهري مع روائع الطرب العربي نعم... شرف لي أن أكون مطرب النخبة المثقفة عاشق محمد عبد الوهاب.. تلميذه المخلص الذي نهل من مدرسته الابداعية الخالدة... مبدع مثقف مؤمن بأن الخلود يبقى للابداع الموسيقي الصادق النابع من الوجدان بكل صفاء وقوة.. صاحب مشروع فني رائد أسس له بكل جدية من خلال جمعية أحباء محمد عبد الوهاب لتظهر من رحمها «مجالس الطرب» التي وجدت في «أوتار» النهر الذي يهديه أروع الأصوات الواعدة لأجل أغنية عربية خالدة شامخة في ألحانها ومضامينها. هو المطرب المثقف عباس المقدم المتيم بالقصيد الشعري والمدافع بضراوة عن ذائقة فنية تحلق في الأفق الرحب حيث الصفاء والبهاء والنقاء الروحي. * جمعية أحباء محمد عبد الوهاب.. كيف تقدمها؟ جمعية ثقافية فنية تونسية تنتصر للابداع الموسيقي العربي ككل.. * بما في ذلك أغاني محمد عبد الوهاب أريد هنا توضيح مسألة هامة، فجمعية أحباء محمد عبد الوهاب ليست مختصة في أغاني المطرب الكبير عبد الوهاب، بل إنها تعنى ايضا بالأدب والفن التشكيلي والندوات الفكرية والموسيقى ذات الطابع الطربي. * في المقابل لك علاقة خاصة ووجدانية مع محمد عبد الوهاب؟ فعلا... الراحل محمد عبد الوهاب هرم شامخ في المدوّنة الغنائية العربية، عشقت موسيقاه وأغانيه منذ مرحلة الطفولة... ذائقتي الموسيقية تربت على صوته الشجي وما يقدمه من إبداع عربي أصيل. * أنت عاشق فن محمد عبد الوهاب؟ فعلا... أعشق أغانيه وسعيت الى حفظها . * هل تكشف عدد أغاني عبد الوهاب التي تحفظها؟ 583 أغنية وقصيد وموال ومعزوفات. * هل حدث أن التقيت به؟ زرته في منزله 3 مرات * وغنيت أمامه؟ نعم... قدمت أمامه : «أنده على الأحرار» و«اجري يا نيل» «أيظن» «ليالي الشرق» وغنيت له للراحل علي الرياحي «العالم يضحك». * وكيف كانت ردة فعله؟ كان سعيدا وقد أهداني قطعة حلوى وسيجارة.. مازلت احتفظ بهما الى حد اليوم. * هل توجه لك بنصيحة؟ نعم.. قال لي «كمل الفن للفن... ولا تجعل من الفن وسيلة للتجارة.. * وعملت بهذه النصيحة؟ نعم... من خلال جمعية أحباء محمد عبد الوهاب التي بعثت ضمن نشاطها الابداعي «مجالس الطرب». * ماهي خصوصية «مجالس الطرب»؟ موعد غنائي طربي آخر سبت من كل شهر بالنادي الثقافي الطاهر الحدّاد... وفي كل موعد جولة غنائية طربية تونسيةأصيلة لعمالقة الطرب العربي بأصوات واعدة ومتميزة. ومن هذه الاصوات: هاجر الزغلامي وسنية التركي وجميلة حقي ومعز المثني وسوار عباسي وصفية مكي وشهد الفطناني والطفل يوسف المقدم وست الكل مخلوف وليليا الناشي التي التحقت حديثا ب «مجالس الطرب». * وهل هناك انتاجات خاصة ب «مجالس الطرب»؟ فعلا فإن «مجالس الطرب» لا يقتصر نشاطه على تقديم الروائع الخالدة للطرب العربي بل له انتاجاته الطربية الخاصة منها على سبيل الذكر لا الحصر أغنية «طولت بالي» شعر نور الدين هلال والثانية «ساعات» لجميلة حقي وتأليف المنصفة المرداسي. * هذا بالنسبة لانتاجات «مجالس الطرب» فكيف هو الحال بالنسبة للانتاج الغنائي الخاص بك كمؤسس ومدير جمعية أحباء محمد عبد الوهاب؟ يتوفر عباس المقدم على انتاج غنائي خاص به ومنه قصيد للكاتب الراحل مصطفى الفارسي «قلب فلسطين» و«اعذريني» للشاعر عزالدين العامري وأغنية «كل كلمة» للشاعر عزالدين الشابي وقدمها الى أم كلثوم وقد انطلق في تلحينها الموسيقار الراحل رياض السمباطي وأتممتها منذ فترة وحاليا أبحث على الصوت المناسب لتقديم هذا العمل الفني النادر. * عباس... هل صحيح انك مطرب النخبة؟ يشرفني أن أكون مطرب النخبة المثقفة. * وما مدى الرضا عن مسيرتك؟ رضا تام على اعتبار انني أسير وفق خريطة الطريق التي حددتها لمسيرتي. * ماهي أبرز ما في هذه الخريطة؟ الانتصار للطرب الاصيل موسيقى وغناء ومضامين لا للاستسهال ولا مكان للإثارة في كل ما أقدّمه من أنتاج غنائي. * لماذا لم تكن حاضرا في المهرجانات الصيفية؟ بعثت ب 12 ملفا فنيا ل 12 مندوبية جهوية للثقافة... ولم أحصل على جواب. * لم تصلك أية اجابة من هذه المندوبيات؟ نعم... كل المندوبيات الثقافية لازمت الصمت ولم تكلف نفسها حتى عناء إعلامي برفضها لملفي الفني. * ينتابك شعور بأنك مظلوم فنيا؟ لست الوحيد الذي يتعرض للظلم الفني ويكفيني أنني عرفت كيف أواصل مسيرتي بكل ثبات وأرسم اسمي على جبهة التاريخ وتكفي الاشارة انني زرت 78 دولة وتحصلت على 16 شهادة تقدير وتكريمات. * هل تعتقد ان القصيد الغنائي فقد حضوره المتوهج اليوم؟ أقول ان الجملة الشعرية هي التي تمتلك القدرة على اختراقك فتنبع الألحان من معانيها وكل جملة شعرية مكسوة بلحنها.. نحن أمة عربية نملك 12 مليون كلمة عربية ، فنحن بهذه الصفة أقوى أمة تنطق في العالم لذا فلابدّ من مراجعة أنفسنا بضرورة وفرض القصيد بجميع بحوره الشعرية في الموسيقى. * لمن يقرأ عباس المقدم؟ أقرأ لكل الشعراء دون استثناء... وتراني أكشف اليوم أنني تقدمت الى السيد وزير الشؤون الثقافية ب «مشروع القرن» وهو عبارة عن مسابقة وطنية لتلحين كامل ديوان الشابي «إرادة الحياة» ومازلت في انتظار الردّ. ولا أخفي سرّا إذا قلت ايضا انه وبمساهمة وزارة الشؤون الثقافية ووزارة المرأة ووزارة الشؤون الاجتماعية سيقدم «مجالس الطرب» سهرات فنية في 12 مركزا لرعاية المسنين وعرضا لنزلاء مستشفى صالح عزيز. * في زحمة هذه المشاغل الفنية... أي حضور للشأن السياسي في اهتماماتك؟ أتابع الحراك السياسي من باب المعرفة والاطلاع. * من هم أصدقاء عباس؟ كل الفنانين بمختلف توجهاتهم واختياراتهم هم أصدقاء لي. احترم اختياراتهم وأدافع عنهم. * والساحة الفنية اليوم كيف تبدو لك؟ في تونس لا نملك مشروعا للفنان، كل المشاريع هي اقتصادية بدرجة أولى.