الوضع يبدو صعبا ويبدو أن هناك الكثيرين لا يقدرون خطورة ما يسير نحوه الفريق في ظل مشاكل بلا حصر سواء فنيا أو ماليا أو خاصة والأهم في ما يتعلق بنزاعات «الفيفا» التي تواصل تهاطلها دون انقطاع. ما يعيشه نادي باب الجديد اليوم كان يفترض أن يوحد الأفارقة ويدفع نحو لمّ الشمل لكن يبدو أن «للأخوة الأعداء» حسابات أخرى من الثابت والأكيد أن الفريق منها لن يستفيد. عدل تنفيذ استنجد مجموعة من منخرطي الموسم الماضي بعدل تنفيذ ليطالبوا بفتح باب الانخراط للموسم الرياضي الجديد حيث لم تقم هيئة عبد السلام اليونسي بترويج الانخراطات كما هو جار به العمل. المنخرطون وعددهم 52 ارتكزوا على الفصلين 13 و14 من القانون الأساسي للنادي لمطالبة الهيئة بفتح باب الانخراط علما أن انخراطات هذه المجموعة شرعية وقانونية طالما أن الهيئة الحالية لم تجدد الانخراطات. وضمت هذه المجموعة عنصرين من قائمة مروان حمودية وهما منتصر بوزرارة وعلي علولو بالإضافة إلى رمزي السمراني عضو لجنة الانتخابات المستقيلة عقب إسقاط قائمتي اليونسي وحمودية دون نسيان بعض الوجوه الأخرى على غرار سليم الممي ورؤوف بن سمير وغيرهما.. خطوات غير مدروسة على امتداد الأشهر الأخيرة كانت «الشروق» من أكثر الناقدين لهيئة الإفريقي الحالية وخاصة رئيسها عبد السلام اليونسي لكن التحركات الأخيرة لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال أن تقود إلى إيجاد حلول للفريق بل قد ترمي به إلى دوامة من شأنها أن تهدد مصالحه. صحيح أنه من حق الأحباء الحصول على انخراطاتهم فذلك مشروع ويكفله «دستور النادي» بشكله الحالي غير أنه لا يمكن الإنكار أن الهدف ليس اقتطاع الانخراطات فأغلب من استعانوا بعدل تنفيذ يوم أمس الأول لم يقتطعوا اشتراكاتهم لدخول الملاعب لذلك فإنه من الجيد الإقرار بأن الهدف هو الوصول إلى جلسة عامة خارقة للعادة يعاد فيها توزيع الأوراق في دفة تسيير النادي. الوصول إلى جلسة عامة جديدة ليس مجرد قراءة شخصية للأحداث أو تصديقا لبعض الأخبار بل يأتي من خلال ما أكده قائد التحرك الأخير الأستاذ رمزي السمراني (على الأقل وفق ما دونه على صفحته الرسمية) وهو أن يتمكن المنخرطون من محاسبة الهيئة الحالية الأمر الذي لا يمكن أن يتم إلا في حضرة الجلسة العامة. لذلك على رجالات الإفريقي أن يتكاتفوا لجمع المبالغ المستوجبة حتى لا يتضرر النادي ثم فلتذهب هذه الهيئة إلى الجحيم وليس إسقاطها فقط. صحيح أن لكل مسؤول رؤيته التسييرية وقد تكون كل الهيئات السابقة أكثر حرفية من الحالية التي قد تكون الأفشل منذ 1920 لكن إنقاذ الفريق من أزمته هو الأولوية قبل الانخراطات والجلسات العامة. ورطة جديدة يواجه النادي الإفريقي عدة نزاعات مفتوحة فالفريق مطالب بخلاص عاجل لمبلغ قدره 4 ملايين دينار لفائدة السداسي ناطر والميكاري والنويوي وكرول والصرارفي ومهدي مرزوق حتى يتمكن من خوض غمار دوري أبطال إفريقيا ويتفادى فضيحة إقصائه من المغامرة القارية. ومع هذه النزاعات سيتوجب على الفريق خلاص باقي أقساط متوسط الميدان الدفاعي الغاني سايدو ساليفو المقدرة ب190 ألف دولار أي ما يناهز 500 ألف دينار. وعلاوة عن سايدو والسداسي المذكور أعلاه سيكون أمام الإفريقي شهر فقط لخلاص مستحقات تيريك غروزني المقدرة بنحو مليارين.. وضعية التحق بها نزاع جديد يوم أمس الأول حيث وصلت حكم من لجنة التأديب التابعة للفيفا يقضي بخلاص مستحقات مولودية العلمة الجزائري والمقدر قيمتها ب400 ألف يورو ومعها 60 ألف يورو كغرامة للتأخير عن سنتين أي بمبلغ يناهز 1.5 مليون دينار تقريبا. عجز عن استخلاص القرض رغم كل الضمانات التي قدمها النادي الإفريقي عبر عقود الإشهار بما يزيد عن قيمة القرض المطلوب لم يتمكن الفريق إلى غاية يوم أمس من الحصول على القرض ليحل أزمته. نادي باب الجديد قدّم ملفه مستوفي الشروط منذ فترة غير أن إدارة البنك لم تتحرك بعد لتفرج عن المبلغ المطلوب حتى يتمكن الفريق من مجابهة مشاكله المالية. البعض يتحدث عن محاولة وضع العصا في العجلة من قبل أطراف محسوبة على النادي حتى يقع توريط الهيئة الحالية وإن صحّ ذلك فعلا ف»على الدنيا السلام».. 9 مليارات ديون وتهديد بخصم 18 نقطة النادي الإفريقي بحاجة اليوم الى 9.5 مليون دينار نصفها حالا والنصف الآخر بعد شهر ونصف. نادي باب الجديد مهدد بخصم نقاط لا تحصى بالإضافة إلى حرمانه من المشاركة الإفريقية وكل ذلك نتيجة الأحكام الصادرة بحقه. والاخطر أن الفيفا أمهلت نادي باب الجديد مدة شهرين من أجل خلاص الفريق الجزائري وإلا فإن الفريق سيكون مهددا بخصم 6 نقاط ليرتفع التهديد العاجل إلى 18 نقطة كاملة في غضون شهرين على الأقصى.