اقدمت الممثلة مريم بن مامي في الحصة الاخيرة من برنامج « أمور جدية « على قناة الحوار التونسي على استدراج ومراودة مشاهد ، جهارا بهارا كما يقال ، لتأكيد تعرضها لحادثة تحرش من قبل هذا المشاهد و التشهير به امام الاف المشاهدين. ولا ندري اذا كان هدف الممثلة تقديم عينة من حوادث التحرش الجارية في الشارع التونسي او الإثارة الرخيصة باستعمال نفسها من اجل استقطاب اكبر عدد ممكن من المشاهدين. وفي الحالتين تبقى الممثلة مدانة مهنيا و اخلاقيا و قانونيا وجب على الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري محاسبة القناة على هذه السقطة الإعلامية المدوية . و يلاحظ منذ الانفتاح الإعلامي الذي عقب احداث 14 جانفي 2011 بات كل شيء مباحا في القنوات الإذاعية و التلفزيونية، المهم تحقيق نسب استماع و مشاهدة عالية قادرة على إغواء المستشهرين و اصحاب المال و الاعمال حتى بات الممثل و الفنان و المنشط او الإعلامي بمثابة السلعة القابلة للبيع ، ولعل ما اقدمت عليه مريم بن مامي يؤكد ذلك الى درجة انها بدت في البرنامج اشبه بالسلعة او الأداة اللينة والمطيعة يفعلون بها او تفعل بنفسها ما أرادت وما يريدون. اي رسالة يمكن ان تصل الي المشاهد من خلال هذه الحادثة وماذا يمكن ان تضيف اليه ما عدا التأكيد على تزايد الانحطاط المهني و الأخلاقي في الاعلام السمعي البصري الذي تحول الى ما يعرف بتلفزيون القمامة ( télé poubelle ) .