قال الدكتور خالد كبوس في حديثه ل«الشروق» ان وراء المبيدات اشخاصا لهم نفوذ وشركات عابرة للقارات ويروجونها تحت غطاء الحفاظ على صحة النباتات ولكن هي ضد الصحة ومع القضاء على الاعشاب الطفيلية يقتلون الحشرات التي تلقح الاشجار وتساهم في التوازن البيئي ويقضون خاصة على النحل الذي يساهم في تلقيح الازهار وتونس مهددة بانقراض انواع عديدة من الغلال بسبب تضاؤل تواجد النحل في عديد الجهات. واضاف ان بعض الادوية والمبيدات تم منعها لكنها تروج في بلادنا مثلا rondopتم منعه من قبل الامريكان بسبب اضراره الصحية والبيئية لكنه يروج في اوروبا وتحديدا في فرنسا ويروج بالبلدان الافريقية ومنها تونس وهو قاتل للحشرات والجرذان وخاصة النحل. واشار الى ان استعمال المبيدات له حد اقصى من الترسب في التربة يجب احترامه غير انه غير محترم حتى في البلدان المتقدمة ذلك انه في فرنسا وجدوا في سوق البرلمان الاوروبي زيادة بنسبة 50 بالمائة في الخضر والغلال عن هذا الحد وهو ما يحيلنا الى قوة الشركات المروجة لها. عن الوضع في تونس قال الدكتور كبوس :»المبيدات تنتقل من مكان الى آخر عبر المياه خاصة اذ نجد تلك التي اعتمدناها في حقول باجة في ولاية اريانة مثلا كما تنتقل الى البحر وتقتل الاسماك « وحول اضرارها اكد ان لها اضرارا كبيرة على صحة الانسان ويمكن تفاديها بالغسل الجيد ان تمت المداواة حديثا لكن في حال دخولها التربة والتحامها بالعروق لا يمكن فعل اي شي فضلا عن تأثيرها على المنتوج اذ صرنا نأكل تفاحا بلا طعم. واستدرك قائلا انه للاسف الكثير من التونسيين يجهلون الشأن البيئي ولا يهتمون به لذلك اصبح التحسيس والتوعية من اولويات الجمعية للفت انتباه الجميع بان يتبعوا جميع الاحتياطات اللازمة لانهم يعيشون في محيط مسموم كما وجب لفت الانتباه الى الاضرار الجسيمة على الفلاحين والعاملين في القطاع الفلاحي لانهم يعتمدون المبيدات دون حماية . وفيما يتعلق بالامراض التي تسببها المبيدات والادوية الفلاحية افاد الدكتور انها تسبب عديد الامراض اولا السرطان الذي بات مؤكدا بالدراسات والبحوث وثانيا التشوه الخلقي عند الجنين وثالثا اضطراب الغدد الصماء ورابعا ظهور علامات التأنيث لدى الرجل بسبب ارتفاع عدد الهرمونات الانثوية وايقاف هرمونات الذكورة اضطرابات في الصحة الجنسية ونقص الخصوبة لدى الانسان والحيوان كما لها تاثير على نمو الجسم وتسبب الاكتئاب والامراض العصبية والرعشة. واشار الى انه كلما كان الشخص عرضة اكثر لهذه المبيدات كانت الاضرار اكبر على غرار من يسكنون بجانب الضيعات الفلاحية وبقايا المبيدات توجد في الحبوب والخضر والغلال والمشروبات الكحولية . وختم بان تفادي كل هذه الاثار السلبية يتطلب العودة الى الفلاحة البيولوجية مهما كان انتاجها فهي افضل واستراتيجيات الفلاحة ببلادنا يجب ان تنبني على مبدأ الحفاظ على صحة الناس والتنمية المستدامة لا على مبدأ الوفرة والربح المادي.