رجحت الصحافة الإسبانية امس الاثنين أن يكون جولن لوبيتيغي يمضي ساعاته الأخيرة كمدرب لريال مدريد، غداة الخسارة المذلة بنتيجة 1 - 5 أمام غريمه ومضيفه برشلونة، والتي اعتبرتها أقرب الى «مهرجان قاتل». وأوردت الصحف أن الإيطالي أنطونيو كونتي الذي قاد تشلسي لقب الدوري الانقليزي الممتاز لكرة القدم في موسم 2016 - 2017، هو أبرز المرشحين لخلافة لوبيتيغي في حال إقصائه المبكر من منصب تولاه بعد نهاية الموسم الماضي، خلفا للفرنسي زين الدين زيدان الذي قاد «الميرينغي» الى لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات تواليا. وأشارت «ماركا» الى أن لوبيتيغي أشرف امس الاثنين على الحصة التدريبية للفريق، علما أن الصحيفة الإسبانية الواسعة الانتشار أفادت ليل الأحد عن قيام المدرب بتوديع اللاعبين بعد الخسارة القاسية أمام برشلونة، تحسبا لصدور قرار إقالته قبل تدريبات امس. وفي حال مضت إدارة ريال في الإبعاد، ستكون الخسارة في ال»كامب نو» أمام برشلونة، وفي غياب نجم الأخير الأرجنتيني ليونيل ميسي، القشة التي قصمت ظهر البعير في المرحلة العاشرة من الليغا، بعد سلسلة نتائج سيئة حققها الفريق في مختلف المسابقات هذا الموسم. وفي آخر خمس مباريات في الدوري المحلي، خسر ريال أربع مرات وتعادل سلبا مرة واحدة. وكانت هذه الخسارة الخامسة له في آخر سبع مباريات في مختلف المسابقات، وأظهرت معاناة الفريق صعوبة واضحة في تسجيل الأهداف، في ما يبدو أنه تأثير مباشر لرحيل أبرز هدافيه في الأعوام الماضية، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الى جوفنتس الإيطالي. الصحف الاسبانية تصف الهزيمة بالمهرجان القاتل قست الصحف الإسبانية على ريال امس الاثنين في أعقاب الخسارة المذلة أمام برشلونة، في مباراة سجل خلالها الأوروغوياني لويس سواريز «هاتريك». واعتبرت صحيفة «آس» المدريدية أن ما حصل كان «مهرجانا قاتلا»، لاسيما وأن الفريق الملكي بات يجد نفسه بعيدا بفارق سبع نقاط عن غريمه الكاتالوني، متصدر الترتيب هذا الموسم وحامل اللقب. واعتبر مدير الصحيفة ألفريدو ريلانيو في مقالته أن «النتيجة النهائية لمباراة الأحد بلغت مستويات أقرب الى فضيحة، فرحة صافية للبرشلونيين، وكآبة عميقة للمدريديين الذين كانوا يتوقعونها». بيريز في قفص الاتهام لم يكن هذا التعيين فأل خير على لوبيتيغي. فهو الذي كان يتولى، لدى إعلان ريال توليه مهامه في الموسم الحالي ، منصب مدرب المنتخب الإسباني، وكان يستعد لبدء مشاركته في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. وقبل يومين من المباراة الأولى للمنتخب ضد البرتغال، أعلن الاتحاد الإسباني إقالة لوبيتيغي على خلفية تعيينه في ريال، لاسيما وأن مسؤولي الاتحاد أكدوا أنهم لم يكونوا على علم بما أقدم عليه المدرب. وإضافة الى المسؤولية الملقاة على عاتق لوبيتيغي في أداء ريال هذا الموسم، توجه أصابع الانتقاد أيضا الى بيريز نفسه، لاسيما على خلفية عدم إبرام النادي صفقات كبيرة في فترة الانتقالات الصيفية، ليكون قادرا على تعويض رحيل لاعب بقيمة رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات. وعنونت صحيفة «ماركا»، «هذا ليس خطأ جولن لوبيتيغي وحده». لم يتمكن الأخير من أن يعكس السجل الجيد له مع المنتخب الذي أشرف عليه بين العامين 2016 و2018. الا أن أجراس الانذار بدأت تقرع منذ مباراته الرسمية الأولى مع ريال، اذ خسر أمام القطب الثاني للعاصمة أتلتيكو، بنتيجة 2 - 4 بعد التمديد في الكأس السوبر الأوروبية. ووجد لوبيتيغي نفسه أيضا أمام محاولة إعادة بناء فريق اعتمد بشكل كبير على رونالدو وقدراته التهديفية منذ العام 2009. كما أن الإصابات والأداء المتفاوت لعدد من اللاعبين الذين شاركوا في المونديال، كالكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس والقائد سيرخيو راموس، ألقت بظلالها على نتائج الفريق على أرض الملعب. كونتي... والاحترام تتجه الأنظار حاليا في إسبانيا الى الاسم الذي سيعهد إليه بالمهمة الصعبة لقيادة فريق يضع الألقاب نصب عينيه دائما. ويبدو كونتي (49 عاما) الأقرب لأن يصبح المدرب الثالث عشر في عهد بيريز الممتد على فترتين (2000 - 2006 و2009 حتى الآن). ووضعت الصحف الإسبانية بعض السيناريوات المحتملة لعملية التسليم والتسلم، مثل أن يتولى مدرب الفريق الرديف للريال، الأرجنتيني سانتياغو سولاري، مهام لوبيتيغي موقتا لاسيما لمباراة كأس الملك ضد مليلة الأربعاء، قبل أن يبدأ كونتي رسميا يوم السبت ضد بلد الوليد في الليغا. واعتبرت صحيفة «ماركا» أن كونتي يتمتع «بشخصية قوية والأولوية بالنسبة إليه هي النتائج»، علما أنه سبق له تدريب المنتخب الايطالي (2014 - 2016 وأوصله الى ربع نهائي كأس أوروبا 2016) وفريق جوفنتس (2011 - 2014 وقاده الى ثلاثة ألقاب في الدوري الإيطالي)، قبل أن يقود تشلسي للقب الدوري الانقليزي في موسمه الأول معه. وقال راموس مساء الأحد إن «الاحترام يُكتَسب ولا يُفرَض. في بعض الأحيان، إدارة حجرات الملابس بشكل جيد هو أهم من المعرفة الفنية»، في ما قد يفسر الى أنه تلميح لأسلوب كونتي المعروف بطبعه الحاد، والذي اختبر تباينات مع عدد لاعبين ومسؤولين في تشلسي خلال توليه منصبه.