بعدما تقطعت أوصاله في العراق وسوريا، يبدو أن تنظيم داعش الارهابي يعيد لملمة شتاته، ويتحضّر لمعركة مقبلة، ساحتها القارة الأفريقية، مستفيداً من الانقسام السياسي والفوضى الأمنية في ليبيا تحديداً. طرابلس (وكالات) الدواعش استغلوا الفوضى والانقسام وكشفت مصادر محلية ليبية أن عناصر من تنظيم داعش سيطروا خلال اليومين الماضيين على قرية الفقهاء جنوب ليبيا. وقال المستشار القانوني الليبي أحميد المرابط إن عناصر داعش هاجموا البلدة بقوة قوامها 16 مركبة مسلحة وتمكنوا من خطف منتسبي مركز شرطة المدينة، وذلك على خلفية القبض على 2من قيادات التنظيم خلال المدة الماضية من قبل أهالي المنطقة وتسليمهم الى قيادة الجيش . وأفاد المرابط الذي ينحدر من المنطقة إن الاتصالات مع القرية مقطوعة الآن. وأكد الناشط المدني أسامة بوبصيلة أن الدواعش الذين باغتوا البلدة أسروا ما بين 20-30 شابًا من أبناء البلدة وزجوا بهم في اسطبل بمنطقة طريق المزارع القديمة، مشيرًا الى سماع إطلاق عيارات نارية.بدوره أكد شيخ قبيلة المغاربة صالح الأطبوش على صفحته بموقع فيسبوك أن تنظيم داعش سيطر على الفقهاء، وأسر شباب البلدة. وكان رئيس الفرع البلدي الفقهاء التابع لبلدية الجفرة (وسط ليبيا) وصف في إدراج على صفحة المجلس البلدي بموقع فيسبوك "الوضع في المنطقة بالكارثي" مشيرًا إلى أن المنطقة تشهد "اشتباكات قوية الآن" مناشدًا الجميع التدخل العاجل لإنقاذ منطقة الفقهاء من الهجوم الغادر للدواعش. والفقهاء منطقة من مناطق الجفرة وتقع جنوب مدينة هون بحوالي 200 كيلومتر، وسبق أن هاجمها تنظيم داعش في أكتوبر 2017 وقتل 14 شخصًا بين عسكريين ومدنيين ذبحًا بالسكاكين. ومن جهته قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري إن جندياً على الأقل قتل في هجوم آخر لتنظيم داعش على بوابة تابعة للجيش جنوب منطقة الفقهاء التي شهدت هي الأخرى هجوما راح ضحيته 4 مدنيين وخطف أكثر من 10 آخرين لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن. وأكد المسماري، خلال تدوينة على صفحته، أن الكتيبتين 73 و128 بدأتا في تنفيذ عمليات ملاحقة لفلول التنظيم في جبال الهروج القريبة من الفقهاء، وسط إدانات واسعة للحادث الذي تعرضت له المنطقة من قبل مجلسي النواب والدولة، والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المدعومة دولياً، التي طالبت في بياناتها المنفصلة على خلفية الهجوم بضرورة توحيد مؤسسات الجيش والأمن لمواجهة خطر داعش. وأعربت عدة جهات، محلية ودولية، عن إدانتها للهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة الفقهاء ببلدية الجفرة، وأسفر عن سقوط 4 قتلى، وفق ما ذكرته مصادر محلية.فقد أدان المجلس الأعلى للدولة الهجوم، وحمّل الجهات الأمنية المسؤولية لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة والعمل على إطلاق سراح المختطفين، داعيا إلى توحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية وحماية المواطنين من الهجمات المسلحة. رأي خبير محسن البكوش، المحلل السياسي الليبي منطقة الجنوب الليبي تحولت الى ساحة لتواجد كل العناصر الغازية من منظمات المعارضة التشادية إلى المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش... تنظيم داعش يتغذى على انقسام الأجسام السياسية الحاكمة في البلاد ويجب على المجالس توحيد مؤسسات الجيش والأمن لان الإرهاب يتمدد بسبب الصراعات السياسية.