تونس (الشروق) انتقلت عدوى الصراع على «الكرسي» من الحياة السياسية الى الشأن النقابي الذي يعيش هذه الفترة على وقع «معركة طريفة بين «قيزة» الأب و«قيزة» الابن . فما الحكاية ؟ أكّد الامين العام السابق للكونفدرالية التونسية للشغل الحبيب قيزة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ان المنظمة تتعرض الى «مؤامرة دنيئة نتيجة النجاحات التي حققتها وانه لا مصداقية للمغالطة المتمثّلة في تعيين محمد علي قيزة أمينا عاما للمنظمة لان اخلاق المنظمة ترفض التوريث على حد تعبيره. وتعهد الحبيب قيزة بمواصلة المسيرة النضالية والتصدى لكل المؤامرات التي وصفها بالدنيئة وتقدم بشكاية لدى احد المراكز الأمنية ضد ابنه محمد علي قيزة وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي بتهمة منعه من ممارسة نشاطه. هذه الاتهامات بالامشروعية وبالانقلاب على منصب الأمانة العامة ، أثارت زوبعة داخل المنظمة التونسية للشغل التي انتقل داخلها الصراع من الدفاع عن حقوق ومكاسب منظوريها في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه البلاد الى « معركة حامية الوطيس» بين الامين العام السابق ( الأب ) وابنه الامين العام الحالي ، كل منهما يدافع عن ذاته ويطعن في مشروعية الآخر. لتسليط الضوء على هذه القضية والكشف عن اصل الخلاف وحقيقة «الانقلاب» التقت «الشروق» الامين العام الحالي للمنظمة محمد علي قيزة الذي اكد في مستهل حديثه معنا رفضه عبارة «التوريث» وشدد على ضرورة الفصل بين العلاقة النقابية والعلاقة العائلية التي تجمعه بوالده الأمين العام السابق مشيرا الى انه لم يتعامل يوما مع الامين العام السابق داخل المنظمة كوالد له بل كزميل ومعلم استلهم منه أسس العمل النقابي وتعلم منه الكثير. وأشار محمد علي قيزة انه وبتاريخ 2 و3 و4 ديسمبر 2017 انعقد المؤتمر الوطني للكونفدرالية العامة للشغل وتم انتخاب هيئة مديرة تتكون من 41 عضوا تولت بدورها انتخاب مكتب تنفيذي كان واحدا من أعضائه كما وقع انتخاب الحبيب قيزة أمينا عاما للمنظمة ، الا انه وبتاريخ 26 أكتوبر 2018 اجتمعت الهيئة المديرة لتقييم سير عمل المنظمة ، فقررت سحب الثقة من الامين العام لأسباب عديدة أهمها الانفراد بالرأي وتلفيق التهم لكل من يعارضه ليتم تعويضه به (محمد علي )بعد انتخابه بالاغلبية أمينا عاما جديدا وذلك بحضور عدل إشهاد وعدل منفذ وبحضور الامين العام السابق ذاته الذي لم يقبل بنتائج الانتخابات رغم ما ميزها من شفافية وديمقراطية. وقال محمد علي قيزة انه يتفهم جيدا موقف والده الامين العام السابق الذي أسس الكونفدرالية وكان له الفضل الكبير وفق تعبيره في تغيير المشهد النقابي في تونس وفرضه للتعددية النقابية ودفاعه المستميت عنها لكن اذا اقتضت المرحلة تغيير القيادة النقابية فهذا لا ينقص من قيمته ومن تاريخه النضالي بل بالعكس كان عليه ان يفتخر بكون المنظمة التي أشرف على تأسيسها تحتكم الى الديمقراطية. وأشار محدثنا الى ان ما هو حاصل بينه وبين والده يندرج في إطار صراع الأجيال ولا علاقة له بما سمي «بالتوريث» وقال مازحا ان ماهو حاصل الْيَوْمَ داخل المشهد السياسي والنقابي يجعلنا نفكر في منع تواجد الوالد وابنه داخل الحزب نفسه او المنظمة النقابية ذاتها.