أكد الاستاذ الجامعي و المختص في الصحافية الألكترونية لطفي الزيادي في تصريح ل"الشروق" ان تونس مازالت تعاني من الأمية الرقمية وان الدولة لم تتخذ التدابير اللازمة لتشخيصها ونشر ثقافة الرقمنة ببلادنا. كيف تقيمون تعامل التونسيين مع عالم الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة؟ أظن ان الفئة المتعلمة واعية بأهمية الرقمنة والتطور التكنولوجي، وما يحمل في طياته من تحولات وآفاق وانعكاسات ايجابية على الاقتصاد والتعليم والصحة والاعلام والادارة....الا انه برأيي هذا الوعي يقتصر على جزء فقط من التونسيين الذين لهم مستوى تعليمي محترم. ماهي الصعوبات التي تواجهها تونس في هذا المجال؟ ان الرقمنة والتطور التكنولوجي يعانيان من عائقين اثنين العائق الاول يتمثل في الأمية الرقمية التي تمس جزءا كبيرا من التونسيين والتونسيات والتي لم تسع لا الدراسات ولا الابحاث ولا الجهات المسؤولة على تشخيصها ومجابهته. اما العائق الثاني فهو ناتج عن تقصير الدولة في الجهد الاتصالي اللازم لنشر ثقافة الرقمنة ودعمها والتحسيس بها فمثلا تحصلت تونس على دعم يناهز 200 مليون دينار من قبل البنك الافريقي للتنمية لدعم وانجاز الخطة الوطنية لرقمنة تونس 2020، الا ان هذه الخطة لم تقم الدولة بالمجهود الاتصالي اللازم لنشره والتعريف به والحث على الاقبال عليه واغلب التونسيين لا يحملون عنه وعن اهدافه وآلياته ادنى فكرة. أي موقع لتونس من التقدم الجاري في مجال الرقمنة بالعالم؟ بصراحة، تونس على مستوى الرقمنة مازالت دولة متخلفة مقارنة ببقية الدول العربية خاصة دول الخليج وكذلك الدول الأوروبية. هذه الدول غزت الرقمنة كل قطاعاتها البنوك والمؤسسات التعليميةو المراكز الصحية والمستشفيات والادارات والشركات....تونس مدعوة بإلحاح وبعجالة الى جعل الرقمنة اولوية قصوى حتى تتدارك ما فاتها وتلتحق ببقية الدول التي وصلت فيها الرقمنة الى مستويات عالية جدا خاصة ان التكنولوجيا الحديثة والرقمنة مفتاح نجاح كل القطاعات الحيوية مستقبلا والمعاملات والتبادلات والعلاقات الاقتصادية والتجارية سيحكمها قريبا التمكن من التكنولوجيات الحديثة والرقمنة.