أرجأت أمس الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة تونس الابتدائية محاكمة المتهمين في قضية الهجوم الإرهابي على متحف باردو التي جدت بتاريخ 18 مارس 2015 الى موعد لاحق. تونس : الشروق : بعد أن افتتح رئيس الدائرة الجلسة تبين أنه تم احضار متهمتين فقط فيما رفض بقية المتهمين مغادرة غرفة الايقاف بالمحكمة والمثول امام هيئة المحكمة. وبالمناداة على المتهمين المحالين بحالة سراح سجلت المحكمة حضور عون الامن المكلف بالحراسة في المتحف معز المليتي في ما لم يحضر البقية رغم بلوغ الاستدعاء اليهما. القائمون بالحق الشخصي تدخل الاستاذ عماد بلخامسة في حق عدد من الضحايا الفرنسيين وقدم تقريرا ضمن صلبه طلباته المدنية ولاحظ للمحكمة ان منوبيه هم ضحايا عملية إرهابية وصفة القيام بالحق الشخصي تتوفر فيهم، وأشار الى ان القضية ليست جاهزة للفصل خاصة على مستوى الاجراءات. كما تدخل المحامون الفرنسيون وطلبوا بدورهم التأخير لاتمام اجراءات الدعوى المدنية ومن جانبه حضر ممثل المكلف العام بنزاعات الدولة وقدم تقريرا بوصفه قائما بالحق الشخصي الا ان رئيس الدائرة لاحظ له انه مطلوب ايضا في الدعاوى المدنية ويجب توضيح المسألة. دفاع المتهمين بإحالة الكلمة لهيئة الدفاع عن جملة المتهمين اجمعت عن رفضها القطعي لتصوير منوبيهم الاستاذ حازم القصوري نيابة عن عون الامن المكلف بالحراسة قدم تقريرا للمحكمة طالبا ضرورة استدعاء المدعو كريم القيلاتي الذي وصفه بالرجل اللغز مشيرا الى أنّ حضوره في مكان الواقعة ونقله المباشر للحدث لفائدة قناة فرنسية مثير للجدل. كما ان اسمه ذكر في اكثر من ملف من بينه ملف أمن الدولة المنشور امام القضاء العسكري. من جانبه اضاف الاستاذ سمير بن عمر ان من مقومات المحاكمة العادلة سرعة الفصل في القضايا ملاحظا ان ملف قضية الحال منشور منذ جويلية 2017وعارض طلب التأخير. أما مرافعة الاستاذ المهدي زقروبة كانت «خاصة» نوعا ما حيث تطرق الى النظام الفرنسي وانتقده بشدة متهما إياه بالتدخل في الشأن الوطني وهو ما رفضه رئيس الدائرة الذي طلب منه الابتعاد عن حشر السياسة في القضية. إلا ان الاستاذ زقروبة أصر على موقفه معبرا للمحكمة عن استغرابه من اشراف اشخاص اجانب من فرنسا بالتحديد على قاعة الجلسة قبل انعقادها وقال انه كان على وزارة العدل التكفل بذلك وتأمين المحاكمة وتوفير كل الظروف اللازمة واعتبر ان ذلك التصرف يمس من السيادة الوطنية. وتدخلت أيضا الاستاذة منية بوسالمي وبعد ان ترحمت على ارواح شهداء العملية الغادرة طلبت من المحكمة اضافة نسخة من ملف المدعو مصطفى خضر للاطلاع على المحجوز الذي من الممكن ان يساعد المحكمة على الحصول على بعض الحقائق. أصل القضية يذكر ان الهجوم الإرهابي الذي استهدف المتحف الوطني بباردو بتاريخ 18 مارس 2015، قد أسفر عن مقتل 21 سائحا ( 4 إيطاليين و4 فرنسيين و3 يابانيين و3 بولنديين وكولومبييْن اثنين وإسبانييْن إثنين و3 سياح من كل من بريطانيا وروسيا وبلجيكا)، وإستشهاد عون الأمن أيمن مرجان، كما تم القضاء على الإرهابييْن الإثنين منفذيْ العملية ياسين العبيدي وجابر الخشناوي. ونشير إلى أن ملف قضية الحال مرتبط بملف الهجوم الارهابي الذي استهدف نزل الامبريال مرحبا بسوسة حيث ثبت أن الفاعلين الأصليين هم أنفسهم الذين ارتكبوا الهجوم الارهابي بسوسة غير أن الأبحاث الابتدائية التي رميت بالزور والتدليس حالت دون التعرف عليهم. هوامش من الجلسة * سجلت الجلسة حضور محامين من فرنسا * حضر بعض افراد عائلات الضحايا * حضر ممثلون عن السفارة البريطانية * تم تركيز معدات للترجمة الفورية * حضر المحاكمة صحفيون أجانب * عارض دفاع المتهمين النقل المباشر للمحاكمة من محكمة تونس الى محكمة باريس كما رفض الدفاع تصوير منوبيهم * سجل وكيل الجمهورية بالمحكمة حضوره لبعض الوقت بقاعة الجلسة