عاشت تونس خلال الأسبوع الفارط على وقع الدورة 29 من ايام قرطاج السينمائية. آلاف الجماهير واكبت المهرجان ومئات العروض احتلت القاعات فبقدرما نجحت الدورة في استقطاب الجمهور وفي مستوى الأفلام المعروضة الا انها لم تخل من النقائص حسب اهل القطاع. تونس (الشروق) أسدل الستار مساء السبت 10 نوفمبر 2018 على الدورة 29 من ايام قرطاج السينمائّية وعاشت العاصمة وبالتحديد شارع الحبيب بورقيبة ومدينة الثقافة طوال اسبوع على وقع الفن السابع ...تنشيط الشوارع ومئات العروض وآلاف الجماهير غصت بهم قاعات السينما الى جانب الأجواء الاحتفالية التي صاحبت الأيام وأنعشت العاصمة وتحولت السينما الى حديث الشارع التونسي... ولأول مرة في تاريخها غيرت الأيام فضاء حفلي الافتتاح والاختتام اللذين احتضنتهما مدينة الثقافة ورغم جمالية المكان وحداثتها الا ان البعض رأى انها قد افقدت المهرجان بريقه خاصة وان الجمهور تعود على انتظار نجوم المهرجان وهم يمرون على السجاد الأحمر في شارع الحبيب بورقيبة في حين اعتبر البعض الآخر ان فضاء مدينة الثقافة زاد المهرجان رونقا وجمالا... وان حاولت ادارة المهرجان وضع خطة تنظيمية لتجاوز الفوضى الا ان الفوضى كانت حاضرة بامتياز ... من جهة اخرى لم يخف عدد من السينمائيين ان هذه الدورة نجحت في تقديم عروض سينمائية في مستوى الحدث رغم بعض الهنات كما وصفها اهل القطاع الذين أشادوا ايضا بتجربة السينما في السجون التي تركت انطباعات جيدة لدى الضيوف العرب والأجانب وبين مستحسن ومستاء اثار المهرجان العديد من الاستفهامات وترك العديد من التعليقات خاصة فيما يتعلق بدعوات حفل الافتتاح التي لم تصل عددا من الممثلين ومن بينهم مشاركون في عروض الأيام في حين تمت دعوة عدد من الوجوه السياسية وهوما أثار الاستياء والانتقاد. من جهة اخرى اعتبر عدد من السينمائيين ان الابتعاد عن البهرج ونجوم السجاد الأحمر الذين عادة ما يخطفون الأنظار من الأفلام والمخرجين استراتيجية ناجحة من طرف ادارة المهرجان واختيار موفق من مدير الدورة نجيب عياد ...عدد من المتابعين لهذه الدورة المنتهية من ايام قرطاج السينمائية أشادوا بقيمة العروض التونسية التي خطفت الأنظار وشدت الجمهور... سينمائيون يقيمون الدورة 29 من ايام قرطاج السينمائية . ما يحسب لهذه الدورة جودة الأفلام المعروضة يقول ابراهيم لطيف سينمائي ومدير سابق للأيام "لكل دورة إيجابياتها وسلبياتها ودورة هذه السنة لم تكن اتصالية كما يجب اذ اشتغلت ادارتها على المستوى الضيق على حد تصريحه معتبرا ان نجيب عياد نجح في اعادة الثوابت للمهرجان والمحافظة عليها في دورتين متتاليتين. مضيفا ان ما يحسب للأيام الأفلام المعروضة خلال اسبوع المهرجان وخاصة افلام المسابقة. وتحدث ابراهيم لطيف عن المشكل المتعلق بقطع التذاكر مؤكدا انه كان على ادارة الأيام ان تسمح لحاملي شارة المهرجان مواكبة العروض دون الحجز المسبق على حد تعبيره مضيفا انه من المفروض ايضا تمتيع الصحفيين بنسبة من الحجوزات لأنهم جزء من المهرجان وهم الذين يسوقون له حسب تصريحه... لطيف قال ايضا ان ايام قرطاج السنمائية انطلاقا من ادارة درة بوشوشة الى ابراهيم لطيف ثم نجيب عياد بدأت تشهد تطورا لكن لم يتم تقييم هذه الدورات لتحديد الأخطاء لذلك بقي المهرجان دون شخصية على حد تعبيره مؤكدا على ضرورة المرور الى الحرفية في تنظيم المهرجانات. مدينة الثقافة أضافت للأيام ولابد من تقدير المهنيين وفيما اعتبر البعض ان مدينة الثقافة افقدت المهرجان رونقه يرى المنتج السينمائي عبد العزيز بن ملوكة ان ميزة هذه الدورة مدينة الثقافة التي زادتها رونقا وجمالا على حد تعبيره مضيفا ان من مميزات المهرجان ايضا الأفلام التي عرضت في اطار المسابقة الرسمية مؤكدا على انها تستحق ذلك وخاصة شريط «في عينيا» لنجيب بالقاضي ... عبد العزيز بن ملوكة قال ايضا ان مشكل القاعات في العاصمة قد تم تجاوزه مع ظهور مدينة الثقافة التي وفرت عدة فضاءات مؤكدا على عدم ارتكاب الأخطاء في الدورة القادمة خاصة مع توفر كل الإمكانيات على حد تعبيره مضيفا انه لابد من التعويل على اشخاص يخدمون المهرجان من اجل الثقافة والفن بعيدا عن اي مصلحة اخرى للمحافظة على نجاح الأيام حسب اعتقاده. من جهة اخرى شدد عبد العزيز بن ملوكة على ضرورة تقدير المهنيين في مهرجانهم معبرا عن أسفه من حضور عدة وجوه لا علاقة لها بالسينما في حين يغيب اهل القطاع على حد تعبيره ... سينمائيون تونسيون وعرب بين مستحسن ومستاء من جهته عبر الممثل والمخرج عاطف بن حسين عن استيائه من إقصاء ادارة المهرجان للمهنيين مؤكدا انه لم تتم دعوته مطالبا السينمائيين بضرورة ترتيب أوراقهم ومراجعة كل ما يتعلق بهذا القطاع ... رأي بن حسن أيده عدد من السينمائيين الذين اعتبروا ان ادارة المهرجان قد أقصتهم على الرغم من ان البعض منهم يشاركون في عروض الدورة في حين تم إرسال الدعوات الى الدخلاء والسياسيين الذين افسدوا لذة المهرجان على حد تعبيرهم .. الدورة 29 من ايام قرطاج السينمائية وان لقيت الاسحسان والانتقاد من بعض السينمائيين التونسيين فإن عددا من السينمائيين العرب أشادوا بالمهرجان وبقيمة الأفلام المعروضة والجمهور المميز والفريد من نوعه كما وصفه الممثل السوري ايمن زيدان في حين اثنى الممثل السوري عابد فهد عن تجربة السينما في السجون الذي اعتبرها من اهم مميزات المهرجان.