دعا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أمس الى تنسيق الجهود الدولية في إطار الاتفاق السياسي والخطّة الأممية لتكون مُتجانسة في اتجاه مساعدة الليبيين وتشجيعهم على الحوار والتوافق. وخلال مشاركته أمس بمدينة بالرمو الإيطالية في المؤتمر الدولي " من أجل ليبيا " الذي انعقد تحت إشراف رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي ورعاية منظمة الأممالمتحدة وحضور ممثلي البلدان المعنيّة بالأزمة الليبية والمؤسسات الرئيسيّة في ليبيا وجامعة الدول العربيّة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، أكّد الباجي قائد السبسيّ ان لانسداد المسار السياسي في ليبيا تداعيات كبرى على الداخل الليبي ودول الجوار خاصة تونس داعيا الى تنسيق الجهود بين كافة المتدخلين ضمن إطار الاتفاق السياسي والخطّة الأممية. كما أوضح رئيس الدولة أن المبادرة التونسية التي تمّ إطلاقها في ديسمبر 2016 وأصبحت ثلاثيّة تونسيّة جزائرية مصريّة هدفها الأساسي التوصل الى تسوية سياسيّة شاملة تقوم على ضمان أَمْنِ ليبيا واستقرارها وتوفير الحياة الكريمة لشعبها دون التدخّل في شؤونها الداخلية والوقوف على مسافة واحدة من كافة الفرقاء الليبيين من خلال حثّهم على التوافق في إطار حوار وطني جامع يُعقد في ليبيا وتُشارك فيه كافة القوى السياسية. واعتبر رئيس الجمهورية ان الحلّ السياسي الشّامل وقيام دولة ديمقراطية قويّة في ليبيا مسألة وثيقة الصلة بالأمن القومي لتونس التي لم تغلق يوما حدودها مع الشقيقة ليبيا، معربا عن ثقته في قدرة المجتمع الدولي على المساهمة في دفع الحوار بين الأطراف الليبية وتكوين حِزام داعم ومُساعِد لتحقيق تطلعات الشّعب الليبي في إعادة بلاده إلى موقعها الطبيعي كدولة مستقرة مزدهرة وعامل استقرار لكامل المنطقة. ويشار الى ان المؤتمر الدولي سبقه أمس اجتماع تمهيدي لتقريب وجهات النظر بين الاطراف الليبية للتوصل الى تسوية سياسية حضره كل من رئيس الوزراء الايطالي والرئيس المصري ورئيس حكومة الوفاق الليبيّة والمشير خليفة حفتر ورئيس الوزراء الروسي والوزير الأول الجزائري الى جانب شخصيات أخرى.