تونس - الشروق غيب الموت مساء أول أمس الدكتور محمد رشاد الحمزاوي أحد ركائز الجامعة التونسية وواحد من أكبر المعجميين العرب وأحد رواد الكتابة الروائية والقصصية . يمثل الدكتور محمد رشاد الحمزاوي تجربة أكاديمية وسردية متفردة فقد ساهم في تطوير التعليم العالي في مجال اللغة والأدب العربي من خلال المسؤوليات التي تقلدها كما لم تمنعه صفته الأكاديمية الرفيعة في أن يكون من المساهمين في تطوير الكتابة السردية والدراسات النقدية وقد تتلمذت أجيال عليه. ولد الفقيد في مدينة تالة من ولاية القصرين لعائلة أرستقراطية درس القرآن في كتّاب العائلة وانتقل الى الكاف ومنها الى المعهد الصادقي بتونس وبعد الباكالوريا التحق كأبناء جيله بمعهد الدراسات العليا قبل تأسيس الجامعة التونسية ومنها سافر الى فرنسا لمواصلة تعليمه العالي فحاز سنة 1960 الإجازة في اللغة العربية وآدابها وعلى ديبلوم الدراسات العليا في الحضارة الأسلامية من جامعة السربون وعلى شهائد عليا في اللغات السامية من جامعة ليدن بهولاندا وفي سنة 1972 حاز دكتورا الدولة وكان من أوائل أساتذة الجامعة التونسية الذين أتموا دراساتهم العليا مبكرا وقد تولى التدريس في عمر مبكر كمعيد في جامعة ليدن ومدرس في السربون وأستاذ مساعد في الجامعة التونسية ثم أستاذ محاضر ثم أستاذ تعليم عال ومنذ سنة 1991 سافر في إطار التعاون الدولي الى الإمارات وعمان كما تولى إدارة معهد بورقيبة للغات الحية ودار المعلمين العليا والمركز الثقافي الدولي وهو من مؤسسي الجمعية التونسية للمعجمية. كما كان عضوا في عديد المؤسسات الأكاديمية العربية ومن مؤسسي مجلتي حوليات الجامعة التونسية وكراريس تونسية. وهذه المسيرة الأكاديمية الغزيرة لم تمنعه من أن يكون أحد القصاصين المتميزين ومن أشهر أعماله بودودة مات وطرننو تعيش وتربي الريش وزمن الترهات وهي سلسلة مسرحية في ثلاثة أجزاء فضلا عن عشرات البحوث المنشورة في مجلات تعنى باللغة والمصطلح بالفرنسية والعربية وعدد من المؤلفات المرجعية في مجال المعجمية. وبرحيل الدكتور محمد رشاد الحمزاوي تفقد تونس واحدا من ألمع أساتذة الجامعة التونسية الذين عرَّفوا بها في العالم.