مكتب نابل (الشّروق) تتميّز جهة نابل بثراء منتوجها السّياحي على غرار تنوّع نسيجها الإقتصادي عموما وأصبحت منذ بداية التّسعينات قبلة للسيّاح الرّاغبين في المعالجة بمياه البحر وممارسة رياضة القولف والصّيد البرّي في فصل الشّتاء إلى جانب تنامي ما يعرف بسياحة العمر الثّالث الخاصة بكبار السنّ وتوجّه التّونسيين للإستمتاع بالمياه المعدنيّة السّاخنة لعيون قربص وحمّام بنت الجديدي. وتعتبر ولاية نابل سبّاقة في إنجاز وفتح أوّل مركز للإستشفاء والمعالجة بمياه البحر سنة 1994 بإحدى الوحدات السّياحيّة المتطوّرة بالحمّامات قبل أن تتعدّد هذه المحطّات بالحمّامات وبمختلف المناطق السّياحيّة التّونسيّة نظرا للنّجاح والإقبال الكبير الذّي سجّلته بقدوم نوعيّة مطلوبة من السيّاح ذوي الإنفاق المرتفع وقد تبوّأت تونس المرتبة الثّانية عالميّا في هذا المجال كما ازدهر جانب من السّياحة الرّياضيّة الشّتويّة بإحداث ملعبين للقولف بالحمّامات وهما قولف سيتريس وقولف الياسمين وقد استقطبا المئات من المولعين بهذه الرّياضة المخصّصة كذلك لذوي الإنفاق المرتفع كما تستقبل ولاية نابل سنويّا في مجال الصّيد البرّي السّياحي عددا كبيرا من المولعين بالصّيد والقادمين خاصة من إيطاليا لصيد طائري التّرد والزّرزور طبقا للفترة المضبوطة السّنويّة التّي تحدّدها وزارة الفلاحة ونفس الشّيء بالنّسبة لمجال ما يسمّى بسياحة العمر الثّالث التّي عرفت بها تونس منذ عقود طويلة والتّي كانت تستقطب السّائحين كبار السنّ ما فوق ال55سنة والمتقاعدين عموما الذّين يرغبون في قضاء عطل سنويّة طويلة خاصّة في الفترة الشّتويّة تكون من شهر إلى ثلاثة أشهر وتصل حتّى إلى ستّة أشهر وتكون مؤمّنة من بلدانهم و لكنها سجّلت تراجعا كبيرا منذ اندلاع الثّورة و خاصّة بعد العمليتين الإرهابيّتين بباردو وسوسة التّي دفعت بعديد الحكومات الأروبيّة إلى التّحذير من السّفر إلى تونس إلى جانب إلغاء بعض وكالات الأسفار العالميّة تماما رحلاتها قبل أن يستقرّ الوضع وتشهد بداية هذه السّنة انفراجا وعودة سيّاح الأسواق التّقليديّة من انقلترا وفرنسا وألمانيا وغيرها وعلى غرار جلّ المناطق السّياحيّة التّي شهدت زيادة معتبرة في عدد السّياح واللّيالي المقضّاة ستعرف بدورها جهة نابل بفضل تعدّد وتنوّع منتوجها انتعاشة للسّياحة في هذه الفترة الشّتويّة وهذا ما يتطلّب حسن الإستعداد لضمان جودة الخدمات داخل النّزل وخارجها بالعناية بالمحيط البشري والتوقّي الأمني وإعادة الإعتبار للمسالك السّياحيّة والمناطق الأثريّة من بوبوت الحمّامات وبرجها إلى نيابوليس نابل وبرج قليبية وكركوان ومغاور الهوّاريّة وجزيرتي زمبرة وزمبرتّة وتثمين بعض المناطق الأخرى مثل عين طبرنق بإدراجها ضمن المسالك السّياحيّة بتحسين الطّرقات المؤدّية إليها وصيانتها.