احتجزت روسيا 3 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية بعد أن انتهكت المياه الإقليمية الروسية كما أصابت عددا من الجنود بالرصاص فيما وقّع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أمس على مرسوم إعلان حالة الحرب في أوكرانيا. موسكو (وكالات) أكدت روسيا ان ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية انتهكت المياه الإقليمية الروسية وتجاهلت مطالب السلطات الروسية، ولم ترسل طلبا بالمرور عبر مضيق كيرتش للجانب الروسي. وقام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بإطلاق النيران على السفن ما اسفر عن اصابة عدد من البحارة ، قدم لهم الجانب الروسي الخدمات الطبية الضرورية، وتم احتجاز السفن الثلاث. وعبرت موسكو عن احتجاجها القوي على الانتهاك الصارخ لقواعد العبور السلمي للسفن في مياه روسيا الإقليمية في البحر الأسود من قبل سفن تابعة للبحرية الأوكرانية .وأضافت موسكو في بيان صدر عن وزارة الخارجية امس الاثنين أنها «طالبت مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لبحث الوضع القائم». وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو «كانت قد حذرت مرارا النظام في كييف ورعاته في الغرب من خطورة نشر الهستيريا المفتعلة حول بحر آزوف ومضيق كيرتش». واعتبرت الخارجية أن انتهاك السفن الأوكرانية الثلاث للمياه الروسية في بحر آزوف «يمثل عملا استفزازيا مدبرا ومخططا بدقة في شكله وزمنه بغية إشعال بؤرة توتر جديدة في هذه المنطقة وخلق ذريعة لتشديد العقوبات ضد روسيا»، فضلا عن «صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية في أوكرانيا».وأضافت: «وخير دليل على ذلك عزم كييف فرض حالة التأهب القصوى في البلاد وهو ما يبدو أمرا بغيضا ومقرفا في ضوء الانتخابات الرئاسية المقبلة في ربيع 2019». وعبرت موسكو عن استيائها إزاء «الهجوم الجديد الذي شنه الرادكاليون الأوكرانيون على البعثات الدبلوماسية الروسية وإلحاق الضرر بها»، مطالبة السلطات في كييف بمعاقبة المسؤولين قضائيا وضمان حصانة السفارة والقنصليات الروسية على أراضي أوكرانيا بموجب أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961. وحذرت روسيا الجانب الأوكراني من أن «السياسة التي تتبعها كييف بتنسيق مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، والرامية إلى تصعيد التوتر مع روسيا في حوضي بحر آزوف والبحر الأسود محفوفة بعواقب خطيرة، حيث ستردع روسيا بشكل صارم أي محاولات المساس بسيادتها وأمنها». ومن جهته وقع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، امس الاثنين ، على مرسوم إعلان حالة الحرب في أوكرانيا حتى 25 جانفي من عام 2019.وجاء في الوثيقة «تطبيق قرار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، تاريخ 26 نوفمبر من عام 2018، حول الإجراءات الطارئة لضمان سيادة الدولة واستقلال أوكرنيا وإدخال حالة الحرب في أوكرانيا». وتم توجيه تعليمات لجهاز الأمن الأوكراني باتخاذ تدابير فورية لتعزيز نظام مكافحة الاستخبارات والإرهاب والتخريب وأمن المعلومات. رأي خبير المحلل السياسي ألكسندر نازاروف الاستفزاز الأوكراني في محيط شبه جزيرة القرم مرشح بقوة لكي يتحوّل إلى نزاع عسكري واسع النطاق بين روسياوأوكرانيا، والسؤال المطروح: لأي مدى يمكن أن تذهب أوكرانيا، وروسيا، والناتو؟