تونس (الشروق): مازالت حادثة اعتداء ممرض جنسيا على مريضة بمستشفى الأعصاب بالرابطة تثير الجدل، «الشروق» تحولت الى منزل الضحية التي افادت ان حبها لزوجها واحترامها له، جعلها تقاضي الجاني وتتمسك بمحاكمته. بمنطقة سيدي حسين، تقيم الضحية، وهي متزوجة منذ 8 سنوات ولها 3 اطفال، مضيفة ان زوجها عامل يومي وهي ربة بيت وانهما تزوجا بعد قصة حب دامت لسنوات... وبكثير من الحزن والاحباط تحدثت الضحية ل»الشروق» بعد ان رفضت في البداية تقديم اي تفاصيل عن الحادثة خوفا من الفضيحة ومن غضب أشقائها وافراد عائلتها من «الفضيحة» حسب قولها. الضحية اصطحبتنا الى غرفة نومها، للحديث عن الواقعة بعيدا عن افراد عائلتها والجيران الذين كانوا بصدد الاطمئنان على صحتها اثر خروجها من المستشفى اثر اجرائها لعملية جراحية. تفاصيل الواقعة اكدت محدثتنا انه بتاريخ الواقعة، كانت مستلقية بسريرها، وعند دخول الممرض الى غرفتها، تظاهرت بانها نائمة، في الاثناء تقدم منها وقام بلمس جسدها، ثم اعتدى عليها جنسيا، مخلفا ما يثبت اعتداءه الجنسي بالغطاء الصوفي، ثم غادر الغرفة. وقالت محدثتنا انه خوفا منه، لم تقم باي ردة فعل، وانها امضت ليلتها خوفا من تكراره للاعتداء، مؤكدة انه بعد تفكيرها طويلا في الحادثة، قررت مقاضاته وكشف جريمته لادارة المستشفى. وتابعت الضحية حديثها، انه ليس لديها اي اغراض شخصية للانتقام من الجاني، وان حبها لزوجها واحترامها له جعلها لا تقبل اعتداء الجاني، داعية الى محاسبته من اجل جريمته، وعزله من عمله حتى لا يتعرض بقية المريضات الى مثل هذه الجرائم البشعة. المتهم...يلتزم الصمت واكدت محدثتنا انه عند اجراء المكافحة بينها وبين الجاني، فانها سردت جميع تفاصيل الحادثة على مسامع الجهات الامنية، اما الجاني فانه لم يقم باي ردة فعل ولم ينكر التهم الموجهة اليه، وانه بقي صامتا طوال فترة المكافحة. وقالت الضحية انه لديها ثقة في الجهات القضائية من اجل انصافها، داعية النساء اللواتي يتعرضن الى مثل هذه الجرائم الى تقديم قضايا ضد الجناة وتتبعهم من اجل ردعهم ومحاسبتهم. من جهة اخرى، اكدت المديرة العامة للمعهد الوطني منجي بن حميدة لامراض الاعصاب نزيهة محفوظ في تصريح ل»الشروق» ان حادثة تورط ممرض في الاعتداء جنسيا على مريضة خلفت العديد من الاستياء داخل المؤسسة، لكنه تم تجاوز الاشكال وعودة العمل الى نسقه الطبيعي. وعن الحادثة، اكدت محدثتنا انه بعد تفطن الادارة للعملية تم اعلام الجهات الامنية والقضائية وتم ايقاف الممرض وتتبعه من اجل التهم المنسوبة اليه، وان التحقيقات هي التي ستثبت ادانته من عدمها. واوضحت نزيهة محفوظ ان ادارة المعهد ووزارة الصحة لا تتهاون مع مثل هذه الحوادث، مؤكدة ان المستشفى مجهز بكاميرا مراقبة لرصد اي ممارسات او تحركات مشبوهة، مضيفة ان غرف اقامة المرضى لا تخضع الى المراقبة حماية للمعطيات الشخصيات للمرضى. واكدت محدثتنا ان الادارة اثر تفطنها للحادثة سارعت باعلام الجهات المعنية وانها لا تتستر على مثل هذه التجاوزات، مؤكدة ان المريضة غادرت المستشفى ، وانه اذا ثبتت ادانة المتهم فانه سيتم عزله من العمل. واكدت نزيهة محفوظ ان مثل هذه الممارسات تسيء الى المستشفى التي قالت انه يزخر كذلك بكفاءات طبية وشبه طبية، مضيفة ان محاسبة كل من يتجاوز القانون من شانها ردع المخالفين. تحقيقات جارية من جهة أخرى، افادت مصادر امنية ل»الشروق» ان النيابة العمومية اذنت بفتح تحقيق في الحادثة وانه تم الاستماع الى اقوال الضحية التي اكدت انه بتاريخ الواقعة استغل الممرض المتهم تعكر حالتها الضحية واعتدى عليها جنسيا وانها تتمسك بتتبعه قضائيا. وافاد نفس المصدر انه تم حجز الغطاء الصوفي للمعاينة والتثبت من صحة المعطيات التي ادلت بها الضحية. واكد نفس المصدر ان المتهم مازال يتمسك بالانكار وان التحاليل هي التي ستثبت تورطه من عدمه.