بعد غياب دام سنوات وأمام جمهور متوسط العدد افتتحت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية مساء الخميس الماضي 6 ديسمبر أولى انشطتها بمدينة الثقافة بعرض "أصائل " عن فكرة لعماد عمارة والشاعر الحبيب المحنوش . تونس (الشروق) وشارك في العرض 16 راقصا وراقصة من الجيل الجديد الى جانب الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد لسود . وفي تصريحه للشروق قال المنسق العام للفرقة طارق عوني ان العرض رغم جماليته ورقيه فنيا لم يأخذ حظه اعلاميا سواء على مستوى الإذاعات اوالتلفزات مشيرا الى ان الفرقة كانت غائبة اعلاميا واداريا مؤكدا انه بعد إلحاقها بالقانون الأساسي لمدينة الثقافة ستستعيد عافيتها هذا الى جانب تفعيل القانون الأساسي الخاص بها من قبل وزارة الثقافة حتى تتم تسوية وضعيات اعضاء الفرق الذين أحيلوا على التقاعد على حد تعبيره ... طارق عوني قال ايضا ان الفرقة اعدت هذا العرض على امتداد 4 اشهر مؤكدا ان التطوير يبقى على مستوى التوزيع الموسيقي مقابل المحافظة على التراث التونسي الذي نشأت من اجله الفرقة الوطنية للفنون الشعبية . كما أوضح المنسق العام للفرقة انه قد تم الاتفاق على تقديم عرض شهري للفرقة بمدينة الثقافة في انتظار توزيع البرنامج على كامل ولايات الجمهورية . عرض "أصائل " افتتح بلوحة راقصة بعنوان " اتق الله " صاحبتها موسيقى المالوف والموسيقى الصوفية وتواصل العرض مع الغناء البدوي . وعادت الفرقة بالجمهور الى الموروث الشعبي التونسي الذي كان مزيجا بين استحضار البطولات والملاحم والتغني بخصال المرأة وجمالها وقصص العشاق ونمط الحياة كل ذلك تلخص في اللوحات الفلكلورية التي قدمت جانبا من العادات والتقاليد التونسية من ملابس واكسسورات وطريقة عيش ... بدا العرض منسجما متناسقا متنوعا في لوحاته بين الفروسية ورقصة الفلاح ولوحة بنات قابس وغيرها من المشاهد الراقصة التي جابت البلاد من البحر الى الصحراء .... ولم يمر عرض الفرقة الوطنية للفنون الشعبية دون ان يخصص جانب للاعتراف بالجميل كما وصفه طارق عوني. اذ تم بالمناسبة تكريم مجموعة من قدماء الفرقة الوطنية للفنون الشعبية على غرار مؤسس الفرقة الدكتور صالح المهدي وراقص البالي حمادي اللغبابي وعازف الإيقاع عز الدين ساسي والراقصة خيرة عبيد الله وهي أول معلمة لرقص البالي بالفرقة .