لم تثن العطلة المدرسية أساتذة التعليم الثانوي عن مواصلة اعتصامهم داخل المندوبيات الجهوية للتربية والاستعداد لإنجاح تجمعهم الوطني غد امام مقر وزارة التربية ردا على تعنت الحكومة في الاستجابة لمطالبهم . تونس (الشروق) «لم يعد هناك اي مجال في ان يتأخر احد منا عن موعد سنحسم فيه كل امورنا وسنسقط فيه كل المعادلات الاخرى، لتظل أمامهم معادلة واحدة اما الذهاب الى طاولة مفاوضات جدية واما فإن هذا القطاع سيكون عنوان ملحمة اجتماعية بامتياز دفاعا عن حقوقه، قطاع ستتصاعد انتفاضته حتى تبلغ مداها وحتى يقطع مع ما يحاك من مؤامرات ضد المدرسة العمومية». هكذا تحدث الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي الأسعد اليعقوبي خلال حضوره امس الأول اجتماعا عاما للمدرسين بجهة المنستير . واوضح اليعقوبي ان التجمع الاحتجاجي الوطني الذي سينفذه أساتذة التعليم الثانوي غدا امام مقر وزارة التربية والذي سيشفع بمسيرة حاشدة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة سيكون مدويا وفي حجم الغضب الذي بات يعيشه القطاع في ظل ما عبر عنه بسياسة المغالطات والترهيب والتشفي مشيرا الى ان كل تصعيد من قبل وزارة التربية والحكومة سيقابله تصعيد اكثر حدة من قبل المدرسين . ما جاء على لسان الأسعد اليعقوبي يلخص حجم الاحتقان الذي بات يسود القاعدة الأستاذية التي تخوض منذ فترة سلسلة من التحركات الاحتجاجية انطلقت بمقاطعة امتحانات الثلاثي الاول والدخول في اعتصامات بالمندوبيات الجهوية للتربية لتنتهي بتجمع وطني غدا 19 ديسمبر الجاري امام مقر وزارة التربية مرفوق بمسيرة سلمية الى الشارع الرمز الحبيب بورقيبة في انتظار انعقاد الهيئة الادارية القطاعية واتخاذ القرارات الجديدة التي وصفت "بالمحرجة والموجعة "للحكومة عقابا لها على اهمالها لهذا القطاع الحيوي . ولعل الأمر الذي زاد في تأجيج الغضب في صفوف المدرسين هوما قدمته الحكومة من مقترحات وصفوها بالهزيلة وغير المسؤولة لما تضمنته من "تراجعات " الغاية منها وفق تعبيرهم استهداف الاستقرار الاجتماعي والتربوي وتأليب الرأي العام ضدهم وشيطنة تحركاتهم وإخراجهم في صورة المتمردين عن الدولة والظالمين للتلاميذ . واكد الأساتذة المحتجون خلال اجتماعاتهم العامة التي شهدتها مختلف الاتحادات الجهوية بتأطير نقابي وبحضور أعضاء من الجامعة العامة للتعليم الثانوي تمسكهم بجملة المطالب التي تضمنتها لوائحهم المهنية ورفضهم القطعي ل «أنصاف الحلول» مؤكدين ان «المعركة» الْيَوْمَ تحولت من مجرد خلاف بين النقابة والوزير لتصبح «معركة» قطاع ضد حكومة تسعى جاهدة الى ضرب احد اهم أعمدة القطاع العمومي والقضاء على أقوى قطاع هوبمثابة» ماكينة» صنع المعرفة وصنع الأجيال . وكان اساتذة التعليم الثانوي قد طالبوا بحقهم في التقاعد الاختياري في سن ال55 سنة و30 سنة عملا مع التنفيل ب 5 سنوات تفعيلا لما نصت عليه اتفاقية 21 اكتوبر 2011 في بندها العاشر القاضي بتصنيف مهنة مدرسي التعليم الثانوي والإعدادي بجميع رتبهم والراجعين بالنظر الى وزارة التربية ضمن المهن الشاقة والمرهقة وسد الشغورات الحاصلة في أغلب المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية الى جانب المطالبة بتسوية وضعية آلاف النواب الموزعين على مختلف المؤسسات التربوية بكامل تراب الجمهورية ووضع حد لتدهور الوضع التربوي وسن قانون يجرم الاعتداء على المربين وعلى العاملين بالمؤسسات التعليمية .