أفضى المؤتمر الخامس لحزب العمال الى تجديد قيادته المركزية وتثبيت حمة الهمامي على رأس الامانة العامة مجددا وسط انتقادات واسعة واتهامات للقيادة بممارسة نهج البيروقراطية. تونس- الشروق- : وأسدل الستار مساء الاحد المنقضي على اشغال المؤتمر الخامس لحزب العمال الذي افضى الى مواصلة قيادة حمة الهمامي لأمانته العامة بعد 32 سنة من التأسيس. تحيين برنامج الحزب وناقش المؤتمرون في هذا المؤتمر الذي حمل عنوان « الى الثورة» جملة من اللوائح من بينها التقرير السياسي المصادق عليه والذي تعرض إلى أهم القضايا السياسية والفكرية والعملية المطروحة في البلاد وما تستوجبه من مهمات ملحة تتعلق أساسا باسترجاع الشعب لثورته وقراره وسيادته علاوة على تعميق خط الحزب الفكري والسياسي وتحيين برنامجه العام وضبط خطته التكتيكية المباشرة وتطوير خطه التنظيمي بما يؤهله للقيام بدوره كاملا، كحزب وكفصيل في الجبهة الشعبية، في الالتحام بقضايا عموم الشعب . كما صادق المؤتمرون على لوائح اخرى تعلقت بموضوع الحريات الفردية والعامة والمساواة وخاصة ما يتصل منها بالمساواة في الإرث والتحركات والنضالات الاجتماعية في مختلف الجهات والقطاعات وخاصة قطاع الأساتذة، وبقضايا قومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. انتقادات وخلافات كما شهد المؤتمر انتقادات واسعة بخصوص اعادة انتخاب حمة الهمامي على رأس الأمانة العامة فعلى الرغم من تأكيد عمروسية ان اللجنة المركزية المنتخبة والمتركبة من 19 عضوا قد انتخبت بالاجماع حمة الهمامي أمينا عاما للحزب فان بعض الاخبار المتواترة من المؤتمر تؤكد حصول النائب عمار عمروسية على 161 صوتا من جملة الاصوات المشاركة في انتخابات مركزية حزب العمال يليه حمة الهمامي ب 160صوتا غير انه تم تجديد الثقة في الهمامي لولاية خامسة في قيادة الحزب لقيمته الاعتبارية. ولم تخف هذه الانتقادات الخلافات الموجودة داخل الحزب والتحفظات حيث كشفت الوثيقة المسربة مقاطعة اكثر من 120 مؤتمرا لأشغال المؤتمر الخامس يتقدمهم النائب عبد المومن بالعانس حيث طالبوا بفتح نقاش جدي من أجل النهوض بأوضاع الحزب المتردية وبتعميم هذا النقاش ليشمل جميع المناضلات والمناضلين دون إقصاء واصفين مايجري داخل الحزب باستفحال مظاهر البيروقراطية وتراجع أداء الحزب على جميع المستويات وخاصة فشله في الانغراس في الطبقة العاملة وفي صفوف الشعب وكذلك فشله في الحفاظ على وحدة الجبهة وتطوير أدائها. اللجنة المركزية الجديدة للحزب انتخب المؤتمرات والمؤتمرون في حزب العمال اللجنة المركزية الجديدة والتي ضمت 19 عضوا وهم:ألفة بعزاوي، حبيب الزموري، ايمن الغالي، علي الجلولي، وائل نوار، مرتضى لعبيدي، بلقاسم بن عبد الله، علي البعزاوي، كمال عمروسية، حمة الهمامي، جيلاني الهمامي، عمار عمروسية، سهى ميعادي، الناصر بن رمضان، راضية عمدوني، منذر خلفاوي، عادل ثابت ومحمد مزام. وإثر إعلان النتائج، اجتمعت اللجنة المركزية المنتخبة مباشرة وانتخبت الرفيق حمة الهمامي أمينا عامّاً للحزب. من حزب العمال الشيوعي الى حزب العمال تأسس حزب العمال يوم 3 جانفي 1986 من قبل عدد من المناضلين السابقين في منظمة العامل التونسي حيث حمل اسم حزب العمال الشيوعي التونسي الذي يتبنى الاطروحات الماركسية اللينينية. وعرف الحزب نشاطات عديدة في السرية وتاريخا زاخرا بالنضالات ضد الديكتاتورية والاستبداد مستندا الى امتداده الواسع داخل الاتحاد العام لطلبة تونس و صلب الاتحاد العام التونسي للشغل، وتزخر مسيرته بعدة محطات اهمها انه الحزب الوحيد الذي رفض الامضاء على الميثاق الوطني الذي قدمه الرئيس السابق زين العابدين بن علي سنة 1988 وكذلك المشاركة سنة 2005 في هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات التي دعت الى بلورة عهد ديمقراطي يكفل لكل المواطنين المساواة والحريات والحقوق الأساسية. ووقع الاعتراف بالحزب رسميا في 18 مارس 2011 حيث عقد مؤتمره العلني الاول في جويلية 2011، وفي اكتوبر 2012 غيّر الحزب تسميته الى حزب العمال معللا اسقاط عبارة «الشيوعي» بكون الاوساط الشعبية تحمل افكارا سلبية مسبقة عن الشيوعية خاصة في علاقة بالدين. وبعد الثورة شارك في انتخابات المجلس الوطني التاسيسي لينال 3 مقاعد وكان شريكا رئيسيا في تكوين ائتلاف الجبهة الشعبية في اكتوبر 2012 وهو الائتلاف الحائز على 15 مقعدا في البرلمان الحالي.