على عكس الصورة التي يروجها لنفسه، يعيش حزب العمال اليساري صراعات داخلية ونزاعات بين القيادة المركزية وقواعد الحركة ومناضليها في الجهات، ووجّه الاتهام إلى أمين عام حزب العمال حمة الهمامي ب”البيروقراطية” وتغييب أساليب الديمقراطية في ادارة الحزب، ما أفضى إلى مقاطعة نحو 130 قياديا وطنيا وجهويا للمؤتمر . وفجّر المؤتمر الخامس لحزب العمال الذي عُقد بالحمامات من 19 إلى 23 ديسمبر 2018 أزمة خانقة بسبب ما اعتبرته القيادات المستقيلة “انخرام الوضع التنظيمي وعجز القيادة عن تنظيم عديد المناضلين فضلا عن غياب النقاش الديمقراطي”. وفي اختتام المؤتمر الوطني الخامس لحزب العمال تم انتخاب حمّة الهمامي، أمينا عاما للحزب وذلك من قبل أعضاء اللجنة المركزية الجديدة التي انتخبت في إطار اعمال المؤتمر والمتكونة من 19 عضوا، من بينهم حمّة الهمامي الذي تحصّل على أعلى عدد من أصوات المنتخبين، وفق ما أكده علي الجلولي رئيس المؤتمر، لمراسل وات بالجهة. وشارك في هذا المؤتمر 180 مؤتمرا. وبالتزامن مع انطلاق المؤتمر الخامس لحزب العمال أصدرت قيادات جهوية ووطنية عريضة أعلنوا فيه قرار مقاطعتهم لأشغال المؤتمر بسبب ما اعتبروه بيروقراطية التسيير وغياب الأساليب الديمقراطية في إدارة الاختلاف صلب الحزب. و قد عبر المؤتمرون في العريضة على احتجاجهم مما اعتبروه البيروقراطية داخل الحزب وتوجهه إلى تجميد وطرد عدد من قياداته. في المقابل أكد حمة الهمامي، أن المؤتمر كان “ناجحا” وحضره 171 نائبا ونائبة من مختلف الجهات لمدة 5 لأيام ناقشوا خلالها السياسة والتنظيم وخطة النشاط، وفق قوله. وفي إشارة منه إلى العريضة، قال إن الحزب سيوضح ذلك، متابعا أنه “سمع بذكر العريضة” وأن “الأشخاص المعنيون بالأمر سيوضحون”. ويواصل حمة الهمامي قيادة الحزب منذ تأسيسه في جانفي 1986 تحت اسم حزب العمال الشيوعي