مع اقتراب السنة الإدارية الجديدة يتم عرض أطنان من المرطبات والدجاج الذي اعدّ في ظروف لا تحترم أدنى قواعد الصحة. وكما هو الحال في جل المناسبات تم تكثيف الرقابة للتصدي لعصابات الغذاء الفاسد. غياب القوانين الرادعة وانتشار عقلية الاستهلاك يزيد من استفحال الغش حجز أطنان من المرطبات الملوثة والدجاج الفاسد تونس (الشروق) توسّعت ظاهرة الغش في المناسبات وتنوعت اساليبه من استعمال لمواد فاسدة ومنتهية الصلاحية الى اعداد المرطبات والدجاج في فضاءات غير مهيئة في ظل غياب قوانين ردعية تضمن عدم عودة عصابات الغش لممارسة تجاوزاتهم في كل مناسبة مايدعو للتساؤل عن كيفية حماية المستهلك من المواد الملوثة. مخالفات اعتادت الأسر التونسية في ليلة رأس السنة اقتناء الدجاج والمرطبات ولكن أمام حجم المخالفات المرصودة عبّر عدد كبير منهم عن مخاوفهم من خطورة السلع المروجة على صحتهم وسلامة اسرهم خاصة وان قسطا كبيرا من هذه المرطبات مضى على إعدادها أسابيع وأخرى أُعدّت بطريقة عشوائية وفي أماكن أقل ما يقال إنها مخالفة لتراتيب السلامة الصحية، كما اعتبر العديد منهم ان جزءا كبيرا من الدجاج المعروض في رأس السنة فاسد وقد مضى على خزنه فترة طويلة. ويعتبر العديد من الحرفاء ان وجود مخالفات لا ينفي سلامة بعض المنتوجات في المحلات ذات السمعة الجيدة لكن من الصعب التعرف عليها في ظل اختلاط الحابل بالنابل. ويرى المراقبون انه نظرا لكثرة الإقبال في المناسبات على بعض المنتوجات يلجأ بعض المستكرشين الى الغش لجني المال غير عابئين بصحة المستهلك. ونظرا الى غلاء المعيشة ينصح عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي ومنظمات ارشاد المستهلك التونسيين بإعداد المرطبات والدجاج في المنزل حفاظا على الصحة والجيب وقد انتشرت صفحات عديدة ترشد ربات البيوت لأدق الوصفات بأقل التكاليف. وأشار عدد من التونسيين خلال حديثنا معهم ان كلفة السهر خارج المنزل في راس السنة باهظة في المطاعم والنزل وهي بالتالي ليست في متناول جميع الفئات لذلك فان البقاء في البيت وإعداد أكلات منزلية قد لا يكلّف التونسي الكثير ويظلّ أضمن من الناحية الصحية خاصة في ظل ما يظهر للعيان من حالات الغشّ. مصانع عشوائية يبدو أنه رغم أهمية حملات المراقبة التي تنفذها المصالح المعنية من صحة و تجارة وأمن الا ان التجاوزات تفوق الامكانيات التي تسخرها الأجهزة المختصة والتي لا تتجاوز 600 مراقب صحي و120 عون مخابر مقابل آلاف المحلات المعدة لصنع الحلويات والدجاج منها المنظم والعشوائي. ويشار الى انه استعدادا للاحتفالات براس السنة الميلادية انطلق منذ فترة العمل ببرنامج مراقبة محلات صنع المرطبات وبيعها والمخازن المعدة لحفظ مستلزمات صنع المرطبات علما وان جزءا هاما منها يتم في مصانع عشوائية في الاحياء الشعبية ذات الكثافة السكنية العالية. ثم إن نسق المراقبة تكثف في اطار حملات مشتركة مع مصالح التجارة والأمن بداية من 20 ديسمبر الماضي للوقاية من التسممات المرتبطة باستهلاك المرطبات. مع الملاحظة ان سنة 2018 سجلت 1800 حالة تسمم غذائي اي بزيادة ب 800 حالة مقارنة بسنة 2017. ويشار الى ان أغلب الاصابات ناتجة عن استهلاك مواد غذائية غير صالحة في الوسط العائلي بما يؤكد اهمية تكثيف جهود التوعية والتحسيس على مستوى الاسرة للتوقي من الامراض والاصابات الفيروسية. علما وان مسألة التسمم الغذائي مرتبطة بعدة اشكاليات تتمثل خاصة في وفرة وتنوع المنتجات الغذائية المعروضة بالسوق في مقابل تعدد وتشتيت النصوص القانونية المتعلقة بالمواد الغذائية وأغذية الحيوانات وتعدد هياكل الرقابة وتشتتها بين عدة وزارات علاوة على محدودية القدرة التحليلية الحالية التي لا تساعد على الاستجابة للحاجيات والخصوصيات المتعلقة بالوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بالتغذية. وللإشارة فان من اهم خصوصيات المواد الغذائية الفاسدة استعمال مواد أولية متدنية الجودة او منتهية الصلوحية واحتوائها على جراثيم ضارة و مواد سامة وعدم احترام الشروط الاساسية لحفظ الصحة. 163 مراقبا يؤمنون الحملة الوطنية لمراقبة الحلويات والدجاج في رأس السنة موزعين على كل الولايات. 12 ٪ من حالات التسمم الغذائية التي يتم تسجيلها سنويا تتسبب فيها المرطبات. 21 طنا من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك تم حجزها خلال نفس الفترة 4 آلاف زيارة مراقبة أجريت للمحلات التجارية خلال الفترة بين 12 و24 ديسمبر الجاري 11 يوما هي مدة تنفيذ قرار غلق المحلات المخالفة وقد تم تقليصها بعد أن كانت هذه العملية تستغرق عدة أشهر. 13 طنا من لحوم الدواجن تم حجزها في الفترة الأخيرة وحوالي 2 طن من المرطبات.