فقدت الساحة الفنية، السينمائية والتلفزية، مساء أول أمس الخميس 27 ديسمبر 2018، أحد أبرز مديري التصوير في تونس وفي العالم العربي، الفنان يوسف بن يوسف، بعد صراع مع المرض منذ مدة. تونس الشروق: ويعتبر الفقيد يوسف بن يوسف أبرز الكفاءات في مجال إدارة التصوير في تونس وحتى في العالم العربي ومن مؤسسي ورواد هذا القطاع في تونس، ولا أدل على ذلك من عمله في أبرز الأفلام التونسية في التسعينات مع عدد من المخرجين التونسيين على غرار رشيد فرشيو ومنصف ذويب والنوري بوزيد ومفيدة التلاتلي وفريد بوغدير، وبلغ صداه العالم العربي والإفريقي فعمل مع المخرج السوري محمد ملص في فيلمه «الليل» الذي تُوّج في أيام قرطاج السينمائية وكذلك في فيلمه «حلب مقامات المسرة»، كما تعامل مع عبد الرحمان سيساكو في فيلمه «صبرية» سنة 1997. ترجل «الفارس» وإضافة إلى قيمته المهنية والحرفية الكبيرة التي كان يتمتع بها، كان أيضا إنسانا طيبا، أحبه كل من عمل أو تعامل معه، وممن ربطتهم علاقة صداقة بالفقيد، مدير المركز الوطني للسينما والصورة، فتحي الخراط الذي اختار أن يؤبنه كاللآتي: «ترجّل الفارس يوسف بن يوسف لينأى بنفسه عن الضجيج الذي ملأ حياتنا، وهو فارس بما تحمله كلمة فروسية من نبل وشهامة وأصالة. هو بلا جدال أكثر مدير تصوير سينمائي تونسي حاصل على جوائز: «ريح السد» للنوري بوزيد سنة 1986 و»صمت القصور» لمفيدة التلاتلي سنة 1994 و»الليل» لمحمد ملص المتوج سنة 1992 بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية، وقد عمل خارج الحدود مع المخرج السوري محمد ملص في فيلميه الطويلين الأخّاذين (الليل وباب المقام) ورغم كفاءته العالية كان خفيض النبرة، يتجنّب الظهور الإعلامي، تماما كأي فارس حقيقي وأصيل له رحمة الله الواسعة ولذويه وأصدقائه الصبر الجميل.». من جانبه اعتبر الناقد السينمائي خميس الخياطي، أنه لا يوجد ما يقال في حضرة الفقيد يوسف بن يوسف، لكنه بنبرة حزن لخص مسيرة يوسف بن يوسف بقوله: «هو مدير تصوير في التلفزة، ودخل للسينما بقوة مع موجة جديدة في التسعينات، مع ثلة من السينمائيين التونسيين على غرار النوري بوزيد ومفيدة التلاتلي وفريد بوغدير ومنصف ذويب، وهو باختصار أفضل مدير تصوير عرفته تونس. «فلتة من فلتات الزمان» ومن الممثلين الذين تعاملوا مع الفنان الراحل يوسف بن يوسف، الممثل جمال العروي، وكان ذلك في فيلم «خريف 86» لرشيد فرشيو، وفي مسلسل «حكم الأيام» إخراج عبد القادر الجربي، وعنه قال محدثنا: «يوسف بن يوسف، موهبة كبيرة وحرفية كبيرة، وليس ثمة منه إثنان في تونس وفي العالم العربي، وقد وصل صيته إلى سوريا ومصر والجزائر، وهو باختصار فلتة من فلتات الزمان، لأنه فضلا عن حرفيته موهوب، وصنايعي بما تحمله الكلمة من معنى، يقدم الإضافة، ويجعل الممثل يعمل معه بأريحية.ومن بين الأعمال التي قد لا يعلم البعض أن يوسف بن يوسف كان مدير تصويرها، مسلسل «مكتوب» لسامي الفهري في جزئه الأول، في حين كان الممثل عاطف بن حسين في إدارة الممثلين، وجمعته بالفقيد لحظات رائعة وممتعة، على حد تعبيره، وعنه قال عاطف بن حسين: «يوسف بن يوسف فنان كبير بما تحمله الكلمة من معنى وهو من أفضل مديري التصوير في تونس ومعترف به حتى في العالم، هو فنان وإنسان حساس يحب عمله إلى درجة أنه عبقري في مهنته، لقد خسرناه، فهو ثروة في البلاد رحل دون أن نستغل إمكانياته..». رحم الله الفقيد يوسف بن يوسف، هكذا ردد الجميع و»إنّا لله وإنّا إليه راجعون».