دعاها الى عدم التدخل في شؤون تونس : نجيب الدزيري يكشف عن الدول التي لمح لها قيس سعيد    أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني عمل إرهابي    طقس الثلاثاء: أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 17 و28 درجة    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    قيس سعيد عن الصلح الجزائي: لا نريد التنكيل بأحد    خطير/ حجز 70 صفيحة "زطلة" لدى مسافر تونسي بميناء حلق الوادي..    آخر زلات بايدن: أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا    الامارات: سحب ركامية وأمطار غزيرة مرفوقة بنزول البرد    الكيان الصهيوني : الرد على طهران لن يعرض دول المنطقة الى الخطر    بالفيديو.. شجار 3 من لاعبي تشلسي حول تنفيذ ركلة الجزاء    عاجل: قيس سعيد: آن الأوان لمحاكمة عدد من المتآمرين على أمن الدولة محاكمة عادلة    دربي مصر: الجزيري يقود الزمالك الى الفوز على الاهلي    البطولة الوطنية لكرة السلة(مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة التاسعة    رابطة أبطال أوروبا: مباريات في قمة الإثارة في إياب الدور ربع النهائي    وزارة التشغيل: قريبا اطلاق برنامج "كاب التشغيل" لمرافقة المؤسسات الصغرى والمتوسطة    حركة المسافرين تزيد بنسبة 6،2 بالمائة عبر المطارات التونسية خلال الثلاثي الأوّل من 2024    زغوان: تكثيف التدخلات الميدانية لمقاومة الحشرة القرمزية والاصابة لا تتجاوز 1 بالمائة من المساحة الجملية (المندوب الجهوي للفلاحة)    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    دار الثقافة بمساكن تحتضن الدورة الأولى لمهرجان مساكن لفيلم التراث من 19 الى 21 افريل    تونس تشارك في اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.    قرطاج: القبض على منحرف خطير محل أحكام قضائية تصل إلى 20 سنة سجنا    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة: فوز ثاني لمولدية بوسالم    عاجل/ الكيان الصهيونى يتوعد بالرد على ايران..    فتح بحث تحقيقي ضدّ رئيس جمهورية سابق وصاحب قناة خاصّة ومقدم برنامج    الاتحاد الجهوي للفلاحة بجندوبة يدعو إلى وقفة احتجاجية    وزير الشؤون الاجتماعية يزور مقر CNRPS ويصدر هذه التوصيات    والية نابل تواكب اختبارات التربية البدنية لتلاميذ الباكالوريا    هكذا سيكون الطقس هذه الليلة    وزير الدفاع يستقبل رئيس اللجنة العسكرية للناتو    استدراج أطفال عبر الأنترنات: وزارة المرأة والطفولة تلجأ إلى القضاء    معرض تونس الدولي للكتاب.. 25 دولة تسجل مشاركتها و 314 جناح عرض    القصرين: وفاة شابة أضرمت النار في جسدها    منظمة الأعراف تُراسل رئيس الجمهورية بخصوص مخابز هذه الجهة    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    اضطراب و انقطاع في توزيع الماء في إطار مشروع تزويد الثكنة العسكرية بفندق الجديد من ولاية نابل بالماء الصالح للشرب    الدورة السادسة لملتقى "معا" للفن المعاصر بالحمامات يستضيف 35 فنانا تشكيليا من 21 بلدا    وزارة الفلاحة: الحشرة القرمزية طالت 9 ولايات وهي تقضي على التين الشوكي.    بهدف في الوقت بدل الضائع ... محمد علي بن رمضان يقود فرينكفاروش للفوز على زالاغيرسيغي 3-2    أنس جابر تبقى في المركز التاسع في التصنيف العالمي لرابطة محترفات التنس    قتيل وجرحى في حادث مروع بنابل..    إيران تحتجز سفينة إسرائيلية في مضيق هرمز    نصائح للمساعدة في تقليل وقت الشاشة عند الأطفال    المؤتمر الدولي "حديث الروح" : تونس منارة للحب والسلام والتشافي    صفاقس .. رغم المجهودات المبذولة ...الحشرة القرمزية تنتشر بقوة    من «طاح تخبل هز حزامك» إلى «وينك وقت البرد كلاني» .. الأغنية التونسية في غرفة الإنعاش !    القيروان .. مدينة العلوم تساهم في تنشيط مهرجان الإبداع الطلابي بجامعة القيروان    ايطاليا ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب 2024    الكاف ... قطعان بلا تلاقيح .. الفلاح يستغيث.. الطبيب البيطري يتذمّر والمندوبيّة توضّح    خالد عبيد: "هجوم إيران أسقط أسطورة إسرائيل التي لا يمكن لأيّ قوّة أن تطالها.."    بطولة إيطاليا : توقف لقاء روما وأودينيزي بسبب إصابة خطيرة للمدافع نديكا    المقاومة ترد على عرض الصهاينة: لا تنازل في صفقة التبادل    تألق المندوبية الجهوية للتربية صفاقس1 في الملتقى الاقليمي للموسيقى    تونس: التدخين وراء إصابة 90 بالمائة من مرضى سرطان الرئة    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    أولا وأخيرا... الضحك الباكي    تونس تحتضن الدورة 4 للمؤتمر الأفريقي لأمراض الروماتيزم عند الأطفال    فتوى جديدة تثير الجدل..    الزرع والثمار والفواكه من فضل الله .. الفلاحة والزراعة في القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخراج والمخرجون جيل قديم جفت ينابيعه وجيل جديد يغمر الساحة بخيال خصب ورؤية شجاعة
لنفتح ملف السينما(7): عبد الكريم قابوس
نشر في الشعب يوم 27 - 11 - 2010

بعد التاريخ والواقع والتوزيع والاستغلال في السينما التونسية، وهي جلّها أوجه اجتماعية، واقتصاديّة، سنحاول تحليل الاوجه الاخرى وهي الاخراج، والافلام ثم في حلقات لاحقة الارشيف والنقد وعلاقة السينما بالتلفزيون.
وعندما نتناول موضوع الاخراج فذلك ليس من باب تصنيف المخرجين على مستوى الابداع والخلق بل بحثا عن الدّواعي التي أدّت الى اختيار هؤلاء المخرجين مهنة الاخراج السينمائي بما فيها من غموض وعدم استقرار على المستوى المهني وما يطمح اليه المخرج التونسي، كما اننا سنحاول تصنيف المخرجين من حيث التكوين والانجاز والاسلوب والمواضيع المتناولة وذلك بحثا عن امكانية اكتشاف مدارس أو أجيال.
❊ من هو المخرج وماهي مهمته؟
يعرف الكتاب القيّم »معجم الفنّ السينمائي« تأليف أحمد كامل مرسي ومجدي وهبة المخرج كما يلي:
»المخرج هو المسؤول عن تحقيق الفلم في صورته النهائية، وهذه المسؤولية لها وجهان متباينان: الأوّل خلاق والثاني اداري، فمن الناحية الاولى يعتبر المخرج بمثابة الفكر والاحساس الموحّد لكل العناصر الفنية التي تتعاون في تشكيل الفلم في صورته النهائية، ومن الناحية الاخرى، فالمخرج هو المدير الفني لجميع الفنيين والفنانين، الذين يعملون في الفلم، مثل المؤلف السينمائي (كاتب السيناريو)، والممثلين، ومهندس المناظر ومدير التصوير ومهندس الصوت، والقائمين بالتأليف السينمائي وتشكيل الوجوه (المنتاج والمكياج).. والمخرج مثله مثل قائد الفرق الموسيقية (الأوركسترا) التي تتكون من عشرات العازفين البارعين، ولكن قائد الأوركسترا هو الذي يربط بينهم جميعًا، ويضفي على اللحن الموسيقي وروحه واحساسه الشيء الكثير، وأهم واجبات المخرج أن يتولّى الاشراف على تصوير الفلم، في اثناء عملية التنفيذ، وهو يقوم بقيادة الممثلين وتدريبهم على أدوارهم وتحديد كل لقطة من اللقطات وهو المسؤول الاول والاخير عن ترجمة القصة الى صور متحرّكة وصوت أي »الفلم«... ويمتد نفوذه ليؤثر في الخطوات الابتدائية والمراحل النهائية للفلم، يجب عليه ان يعمل في تعاون تام مع جميع العناصر الفنية واذا اعتبر البعض ان المنتج أو مدير الانتاج هو القائد العام فالمخرج هو قائد الميدان ولا جدال ان الاثنين يشتركان في مسؤولية نجاح الفلم أو فشله«.
من هذا التعريف ينطلق تحليلنا للمخرجين التونسيين من خلال أعمالهم.
وفي هذه الحلقة سنقتصر على مخرجي الافلام الطويلة والروائية اي التي توزّع في القاعات... وفي حلقة قادمة سنتناول عمل ومسيرة مخرجي الافلام القصيرة... والافلام التسجيلية... والافلام الوثائقية ثم مخرجي التلفزيون.
❊ من أين يأتي المخرج؟
الاخراج ككل إبداع هو أولا رغبة ثم ابداع وبعدها مغامرة فالمخرج السينمائي المحترف، أي الذي يقتصر دوره على الاخراج هو كالشاعر المحترف والكاتب المحترف، والموسيقي والمغنّي، والراقص، ولاعب كرة القدم أو التنس أو أي رياضة أخرى...
يحترف مهنة دون ان يعرف هل يجد في مسيرته فرص العمل لما لتلك الحرف من احتمالات عدّة ترتبط بواقع مهنته في بلده وبعدّة معطيات اجتماعية واقتصادية فكثيرا من هؤلاء الذين يمارسون المهن التي ذكرنا يردفون عملهم الابداعي بمهنة أخرى فالرياضي يقوم في بلادنا ببعث مشاريع (مقهى، مطعم في أكثر الاحيان) أو العمل في غير ابداع بالنسبة للمخرج السنمائي (تصوير أفلام دعائية، أو أفلام مؤسسات أو مناسبات) كما الكاتب والشاعر يقوم بالتدريس أو الترجمة أو أي عمل إداري ومن هنا فإن عمل المخرج في بلدان العالم الثالث مرتبط بعدّة مكوّنات غير مضمونة الا في مصر حين بعثت السينما على أسس متينة اذ أنّ طلعت حرب مؤسس السينما المصرية قام بتحديد أسس السينما على أنها صناعة فبعث الشبان للتكوين في أمريكا وأوروبا، و بنى الاستوديو هات وأسس المخابر واستورد المعدّات وبعث المدارس... ومصر سباقة في بعث مدارس السينما.
غير أننا في تونس في وضع آخر فماهو واقع المخرج وماهي انتاجاته وكيف أتى الى السينما ومن أين والى أي رغبة يتجه؟
❊ شيء من التاريخ...
كما قدمنا في الحلقات السابقة (الشعب عدد 1091 11/9/2010 و1092 18/9/2010) كانت تونس في عهد الحماية مجرّد ستوديو تغمره الشمس وتصور فيه الافلام الفرنسية... ويرجع أوّل مبادرة لأخراج فلم تونسي الى مبادرة التونسي اليهودي الذي كان يحمل الجنسية الفرنسية »البير شمامة شكلى« عندما أخرج فلمين »عين الغزال« و»زهرة« وهي مبادرات غرائبية تظهر الجانب الفولكلوري للبلاد وباسلوب سنمائي مؤخوذا عن الافلام الاستشراقية الامريكية المنحدرة أصلا من قراءة ساذجة لتاريخ العرب والمسلمين على أنه مدون في »ألف ليلة وليلة«... ورغم أنّ المصور الفوتوغرافي »ديكونكلوا« حاول أخراج أفلام »تونسيّة« لم تصلنا (وقيل أن من بين الباحثين من عثر على نسخ منها) وهي فلمي »سرّ فطومة« و»أسطورة قربص«... فإن أوّل محاولة للأخراج التونسي كانت على يد الممثل التونسي »العربي التونسي« الذي مثل في فلم »عرس الرمال« بالمغرب من اخراج »اندري زفوبودا« والذي رجع الى البلاد يحلم بأخراج فلم تونسي وقد كتب موضوع الفيلم وعنوانه »السراب« وطلب من الصحافيين ومؤلف الاغاني الشهير »نورالدين بن محمود« يد المساعدة فأشار اليه بالبشير الرحّال ونورالدين بن عمر من مشاهير رجال المسرح وقد طلب وضع الموسيقي والاغاني من علي الرياحي وقدور الصرارفي وصالح المهدي غير أنّ الفيلم لم ير النّور وغاب وراء »السراب« لقلّة ذات اليد.
وقد برز اسم شخص كان قد مثل في فيلم »سبعة من سان سير« واسمه الفني »شكري باي« وكان قد كتب مقالا شهيرا ينادي فيه بانتاج افلام ناطقة بالفرنسية خاتما مقاله: »يجب على فرنسا ان تعطي دروسا للتونسيين في لغتهم« واكتشفنا في ما بعد ان شكري باي هو »عابد بوحافة« الذي كان يعيش في فرنسا وأمريكا وقد ساعد الزعيم الحبيب بورقيبة بالاقامة عندما قدم لامريكا ليعرف بالقضية التونسية غير أنّ قبيل الاستقلال بادرت مجموعة من التونسيين بانشاء شركة »العهد الجديد« لتصوير أفلام تونسية كان همها انتاج افلام وثائقية (الشعب 1096 16 اكتوبر 2010).
ولم يبرز من المجموعة مخرج واحد... ولم تكن الافلام موقعة باسماء مخرجيها وسوف يبرز شاب تونسي كان يعمل في اذاعة لندن ثم في صوت امريكا وهو محمد القويضي الذي انتج 15 فلما وقد التقينا به أخيرا في جنازة الطاهر الشريعة ويؤكد انه يحتفظ بتلك الافلام.
وعندما بعثت الشركة التونسية للانتاج والتنمية السينمائية (الساتبيك) قامت الدولة بإرسال مجموعة من الشبان لدراسة السينما في فرنسا وإيطاليا وتواصلت المنح الى حدّ آخر السبعينات وهكذا تخرج العديد من المخرجين من مدارس ذات صيت كبير مثل المعهد الاعلى للدراسات السينمائية المشهورة »بالايداك« التي تخرج منها العديد من السينمائيين في ميادين الانتاج والتصوير والاخراج والتركيب ومدارس اخرى مختصة مثل »مدرسة فوجيرار« المختصة في التصوير والصوت وتخرج منها »يوسف بن يوسف« و»الحبيب المسروقي« وكذلك »ببلجيكا« وذلك على سبيل الصدفة في المعهد الوطني العالي للفنون الركحية INSAS العديد من الشبان وتخرج منها عدد لا بأس به من المخرجين الهامين.
❊ المخرجون أجيال...
لو قرأنا قائمة المائة فلم الروائية الطويلة وقمنا بتصنيف للمخرجين حسب تاريخ انتاج أفلامهم وعددها وطريقة انتاجها ومواضيعها لوصلنا الى بعض الاستنتاجات غير أنّه من الصعب الحديث عن مدارس سينمائية في تونس لأنّ كل فلم هو تجربة منفردة ولها خصوصياتها منها ظروف الانتاج وطرقه.
أولا: التواتر الزمني منذ إخراج أوّل فلم روائي طويل عام 1966 تتوزع الافلام التونسية حسب ظهور مخرجيها على النحو التالي:
❊ الستينيات جيل الحشرجات الاولى: حسب تاريخ اخراج أول فلم:
عمار الخليفي (1966) / حمودة بن حليمة (1968) الصادق بن عائشة (1968) / عبد اللطيف بن عمّار (1968) إذن هؤلاء هم الرّواد.
❊ السبعينيات جيل سينما الدولة: وهو ما نسميه جيل الشركة الوطنية وبمساعدة أو مشاركة التلفزيون وهم:
علي عبد الوهاب (1970)/ أحمد الخشين (1971) رشيد فرشيو (1973) / ابراهيم باباي (1973)/ فريد بوغدير (1974) / الهادي بن خليفة (1974) / عبد الرزاق الحمامي (1975) / الناصر الكتاري (1975) / سلمى بكّار (1976)/ رضا الباهي (1976)/ محمد علي العقبي (1978)/ الفاضل الجعايبي، الفاضل الجزيري، جليلة بكّار، الحبيب المسروقي (1978) / علي منصور (1979).
❊ الثمانينات: جيل العائدين من أوروبا: وهم محمد الهمامي 1980 (تكوين الاتحاد السوفياتي)/ عبد الحفيظ بوعصيدة 1980 (تكوين تشيكلوسلوفاكيا) / الطيب الوحيشي (تكوين فرنسا) / لطفي الصيد 1981 (عصامي عائد من فرنسا)/ محمود بن محمود 1982 (تكوين بلجيكا)/ الناصر خمير (1984) (عصامي عائد من فرنسا)/ ناحية بن مبروك 1986 (تكوين بلجيكا)/ النوري بوزيد 1986 (تكوين بلجيكا)/ محمد دمق 1986 (تكوين فرنسا).
❊ التسعينات جيل ما بعد سينما الدولة
وهي حقية تميزت بذبذبة نتيجة حلّ الشركة الوطنية برزت فيها أرهاط من المخرجين مختلفي المشارب وهم »الفيتوري بلهيبة 1990« / (عصامي قادم من فرنسا) / أحمد الجميعي 1990 (مجهول عائد أوروبا) / علي العبيدي 1990 (عائد من رومانيا) / المنصف ذويب 1992 (عصامي عائد من فرنسا) / مفيدة التلاتلي 1994 (أصلها مركبة أفلام)/ كلثوم برناز 1996 (أصلها مركبة) / محمد الزرن 1996 (عصامي قادم من فرنسا)/ محمد بن اسماعيل 1998 (ممثل عائد من فرنسا)/ وهكذا تتأكد في هذه الحقيقة انتاجات النساء.
❊ جيل القرن الواحد والعشرين
نضال شطّا (مصور غطس البحار عائد من فرنسا)/ رجاء العماري 2001 (عائدة من فرنسا) / نوفل صاحب الطابع 2003 (عائد من كندا) / خالد غربال 2003 (عصامي مسرحي عائد من فرنسا) / نادية الفاني 2004 (عصامية بين فرنسا وتونس) / مختار العجيمي 2004 (عائد من فرنسا)/ معزّ كمون 2004 (عائد من فرنسا ومتعامل مع انكلترا) / خالد البرصاوي 2006 (قادم من الهواة عائد من فرنسا) / نجيب بالقاضي 2006 (عصامي قادم من قناة أفق التلفزيونية) / إلياس بكار 2006 (مسرحي)/ عبد القادر بالهادي 2006 / ابراهيم اللطيف 2008 (عصامي قادم من فرنسا).
❊ هل من استنتاج
الاستنتاج الأوّل هو أن جلّ المخرجين التونسيين تم تكوينهم في المدارس الاوروبية اذا استثنينا فتحي الخراط الذي درس السينما في القاهرة وأخرج فلما قصيرا واحدا واهتم بالادارة...
ان العديد من المخرجين هم عصاميون قادمون من المسرح أو الهواية أو أي نشاط آخر...
أن المخرجات النساء أتين من مهن التركيب أو التلفزيون.
❊ المخرجون التونسيون حسب الدرجة العلمية
من بين المخرجين الأكادميين أي الذين باشروا دروسا في معاهد عليا نجد ان 20 مخرجا على الخمسين هم:
1) من خريجي المعاهد العليا
ومنهم من المعهد الاعلى للدراسات السينمائية في فرنسا IDMEC
حمودة بن حليمة (اخراج) / الصادق بن عائشة (تركيب) / عبد اللطيف بن عمار (مدير تصوير) / الهادي بن خليفة (اخراج) / الناصر الكتاري (لم يتم وتحوّل الى ايطاليا) / محمد علي العقبي (اخراج) / مفيدة التلاتلي (تركيب) / كلثوم برناز (تركيب) / رجاء العماري (اخراج) / مختار العجيمي (اخراج) ومنهم من لم يكمل دراسته مثل ابراهيم باباي.
❊ ومن المعهد العالي للفنون المشهدية »ببروكسل بلجيكا« (INSAS) وهو يصنف كأهم معهد في العالم في ميدان السينما مخرجين: محمود بن محمود، النوري بوزيد، ناجيةبن مبروك (وهم الذين قاموا بأخراج أفلام طويلة) غير أنّ ذلك المعهد كون العديد من المخرجين سنتطرق لهم لاحقا.
2) من مدارس السينما في البلدان الاشتراكية
سنجد محمد الهمامي (فكيك في الاتحاد السوفياتي) وعبد الحفيظ بوعصيدة (تشيكوسلوفاكيا) وعلي العبيدي (معهد مسرح وسينما برومانيا).
❊ أمّا المدارس المتوسطة فقد تخرج منها محمد دمق وإلياس بكار وسلمى بكار (سويسرا) ومعزّ كمّون وغيرهم.
❊ وسنجد العديد من المخرجين عصامين قادمين من مشارب مختلفة عمار الخليفي (من الهواة) وكذلك أحمد الخشين الفيتوري بلهية والجيلاني السعدي ومحمد الزرن وخالد غربال، (نوادي السينما) وآخرون قادمون من تكوين جامعي كشهادات مكملة لعلوم الاجتماع أو غيرها مثل فريد بوغدير (دكتوراه عن السينما الافريقية) رضا الباهي والطيب الوحيشي (علوم اجتاع والعمل مع جان روش في السينما ) ولطفي الصيد ومنهم من قدم من المسرح مثل علي عبد الوهاب ومنصف ذويب وفاضل الجزيري وفاضل الجعايبي وجليلة بكّار ونجيب بالقاضي أو من الرسم مثل الناصر خمير.
❊ درجات التميّز للمخرجين التونسيين
بماذا تقاس درجة التميز لاي مخرج في العالم؟
أساسا الشباك اي عدد المتفرجين بالنسبة لكل فلم من انتاج مخرج ما.
الجوائز في المهرجانات المحلية والعالمية
المشاركة في المهرجانات المحلية والدولية
اهتمام النقاد والصحافة والدّراسات الجامعيّة.
وأخيرا ثقة المنتجين ويبرز ذلك بعديد الافلام المنتجة لكل مخرج.
❊ الجمهور والاقبال
أمّا بالنسبة للجمهور والاقبال عن الافلام فقد فتح الباب أمام الجمهور وخلق ما يسمى »باعادة الثقة بين الجمهور التونسي والسينما الوطنية، هو بلا منازع النوري بوزيد« بفيلم »ريح السدّ« ثم كان ذلك الاقبال مماثلا لافلامه اللاحقة »صفائح الذهب« »بزناس«، »بنت فاميليا« »عرائس الطين« و»آخر فلم«.
ويليه فريد بوغدير وربما تعدّاه في فلم »عصفور السطح« الذي حطّم الرقم القياسي في عدد المتفرجين لكن يأتي بعد النوري بوزيد في العدد الجملي بالنسبة لمجمل الافلام.
❊ ثم يأتي محمد »الزرن« الذي جلب فلم »السيدة« جمهورا غفيرا غير ان فلمه »الامير« لم يحقق ارادات كبيرة كذلك فلمه الوثائقي »زرزيس«.
❊ ورغم أهمية افلام، عبد اللطيف بن عمّار ورضا الباهي والناصر خمير والطب الوحيشي والجيلاني السعدي والناصر الكتاري ومحمود بن محمود فالإقبال عليها كان متوسطا جدا دون المأمول.
❊ أما بالنسبة للسينما النسائية (من أخراج نساء) فقد تميزت مفيدة التلاتلي بجلب جمهور غفير بفلم »صمت القصور« غير أن فلمها الثاني »موسم الرجال» لم يحقق مداخيل هامة أما رجاء العماري فقد جلبت جمهورا معقولا في حين أن أفلام »كلثوم برناز« وسلمى بكار ونادية الفامي لم تحقق الاقبال المنتظر.
أمّا الظّاهرة الاخرى فهي أنّ بعض المخرجين يخرجون أفلاما وتبقى في الصناديق وكأنها أفلام سرّية ويتصدّرهم علي العبيدي الذي لم يحقق أي اقبال على أفلامه ان وزعت ومثلا »برق الليل« بقي في علبه والرديف 54 واللمبارة سحبت من القاعات بعد أيام«
ومن المؤشرات الأخرى هو التوزيع الخارجي وخاصة في فرنسا فكان هنالك زمن توزع فيه الافلام التونسية في قاعات فرنسا وتبث في التلفزيونات الفرنسية خاصة »قناة+« و»آرتي« ومن بينها افلام النوري بوزيد، مفيدة التلاتلي والناصر خمير ومحمود بن محمود ورجاء العماري.
❊ الجوائز والمشاركة في المهرجانات
فأول وآخر مرة يشارك فيها مخرج تونسي في مهرجان »كان« هو عبد اللطيف بن عمار نعلم »حكاية بسيطة« واما النوري بوزيد فقد اختير فلماه »ريح السدّ« و»صفائح الذهب« في برنامج »نظرة ما« في مهرجان »كان« وقد عرضت افلام الناصر القطاري ومفيدة التلاتلي، ورضا الباهي والطيب الوحيشي في اقسام اخرى من المهرجان نفسه اما بالنسبة للمهرجانات العالمية فالى غاية متوسط العقد الاول من القرن الواحد والعشرين كان حضور المخرجين التونسيين متميزا وكثيرا ما تتحصل الافلام التونسية على جوائز عربية وافريقية واوروبية.
المخرج الأكثر اشعاعا هو النوري بوزيد وذلك بعدد افلامه والجوائز المتحصل عليها محليا »التانيت الذهبي« عام 1986 عن »ريح السدّ« كذلك 2006 عن آخر فلم و»التانيت الفضي« عام 2002 عن »عرائس الطين« وجوائز أحسن دور نسائي عام 98 عن »بنت فاميليا« وأحسن دور رجالي عام 2002 لاحمد الحفيان و2006 للطفي العبدلي.
هذا علاوة عن مشاركاته العديدة في مهرجان »كان« وجوائز في »فالنسيا« عام 1990 و»خوريبقا« عام 1990 وفي مهرجانات »نامور بلجيكا« والقارات الثلاث ويليه فريد بوغدير المتحصل على العديد من الجوائز في قرطاج عن »عصفور السطح« وفي مهرجان »فالنسيا« (اسبانيا) و»لاس فيقاس وشيكاغو في أمريكا وكندا وباستيا والقاهرة وفرنسا«. ثم يليه عبد اللطيف بن عمار متحصل على جائزتين في قرطاج وشارك في مهرجان »كان« وتعرض أفلامه في جلّ مهرجانات العالم.
وتليهم مفيدة التلاتلي ثم رضا الباهي ثم الناصر الكتاري ومحمود بن محمود والناصر خمير وناجية بن مبروك ومحمد الزرن والجيلاني السعدي.
وفي آخر القائمة يأتي المخرجون الذين لم يقدّموا أي قيمة مضافة وعلى رأسهم علي العبيدي الذي نتساءل لماذا يخرج أفلاما وهي تكاد تكون سرية ومعه المنصف ذويب السينمائي لم تحرك أفلامه ساكنا... ويليه رشيد فرشيو الذي يخرج أفلاما دون أسلوب أو روح، غير أن هنالك العديد من الظواهر مثل علي منصور الذي جلب الجماهير بفلم »فردة ولقات أختها« ورجاء العماري التي يحبّذ أفلامها الغرباء والمهرجانات الاوروبية ولا نستطع الحكم على أصحاب الفلم اليتيم مثل خالد البرصاوي ومحمد بن اسماعيل والمختار العجيمي والفيتوري بلهيبة ومحمد دمّق ونضال شطا ونوفل صاحب الطابع وابراهيم اللطيف والفاضل الجزيري غيرأنّ الملحوظة الهامة هو أنّ تونس تنفرد تونس بعدد هائل من المخرجات النساء وهن صاحبات أعمال هامة وتجلب الانتباه وقد أفردنا لهنّ كتابا كاملا باللغة الفرنسية وهو قيد الترجمة ويجب التنويه بهنّ مثل: سلمى بكّار ومفيدة التلاتلي وناجية بن مبروك وكلثوم برناز ونادية الفاني ورجا العماري وهذا في ميدان الافلام الروائية الطويلة وأحدثهنّ عايدة بن عليه التي شاركت في مهرجان ايام قرطاج السينمائية 2010 بفلمين روائيين »سجل احتضار« وفيلم »دار جواد« من انتاجها الخاص.
3) أمّا النقد والصحافة والدراسات فيتصدّرها النوري بوزيد ثم فريد بوغدير فعبد اللطيف بن عمار ثم مفيدة التلاتلي ورضا الباهي في غزارة المدونة النقدية وذلك اما لاهمية افلامهم أو لطبيعة المواضيع المطروحة.
4) وأمّا عن ثقة المنتجين فيحوز عليها المخرجون المتعددو الافلام النوري بوزيد (6 أفلام) ثم رضا الباهي وهو منتج نفسه وعمر الخليفي الذي توقف عن الانتاج وعبد اللطيف بن عمار (5 أفلام كل واحد) وعلي العبيدي (أربعة افلام) وتليهم مجموعة كبيرة بفلمين ثم مخرجو الافلام اليتيمة.
❊ ❊ ❊
هذه هي »بانوراما« المخرجين التونسيين الذين تحول جلّهم الى مخرجين منتجين إذ 25 من 50 أصبحوا منتجين لافلامهم وهي ظاهرة غير صحيّة كظاهرة أن جل المخرجين يكتبون سيناريوهاتهم بانفسهم وهي احدى معضلات السينما التونسية والتي تمس من مستوى عملية التطرق للمواضيع والتي حبست مواضيع السينما التونسية في خانات لا تتعدّى أربعة أو خمس محاور أساسية وهي المدينة، والذاكرة، والأب الغائب والام الخاطئة أو مصائب الدّهر.
والسؤال؟
ماهو مصير هؤلاء المخرجين الذين يتعدى اليوم معدّل أعمارهم أكثر من 50 سنة؟
هل هم مطالبون بالركون الى الراحة اذ أن جيلا جديدا من السينمائيين الشبان بدأ يدخل الساحة بجرأة جديدة ومخيال اكثر غزارة وبطرق مواضيع في أساليب حداثية علاوة على تمكن كبير من أدوات التعبير فنيا وتقنيا؟ هل نعيش موت جيل قديم من المخرجين وميلاد جيل جديد؟
❊ الناصر القطاري (جائزة »التانيب الذهبي« عن فيلم السفراء قرطاج 1976).
❊ عبد اللطيف بن عمار (»التانيت الذهبي« عن فيلم عزيزة قرطاج 1980)
❊ الناصر خمير (جائزة العمل الاول عن فيلم الهائمون قرطاج 1982).
❊ النوري بوزيد يتحصل مرتين على »التانيب الذهبي« بقرطاج 86 عن »ريح السدّ« قرطاج 2002 عن آخر فلم..
❊ الفاضل الجزيري والفاصل الجعايبي »التانيت البرنزي« عن فيلم عرب قرطاج 88
❊ فريد بوغدير »التانيب الذهبي« عن فيلم »عصفور السطح« قرطاج 90
❊ مفيدة التلاتلي »تانيت ذهبي« قرطاج 92 عن فلم صمت القصور
❊ رضا الباهي جائزة لجنة التحكيم عن فيلم »صندوق عجب« قرطاج 2002.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.