* تونس – «الشروق» – : يشهد مهرجان فرحان يامون الدولي للمسرح بجربة، صعوبات كبيرة قد تحول دون تنظيم الدورة 28، بسبب غلق دار الثقافة فريد غازي، والحل الوحيد لاستمرار المهرجان هو تدخل الوزير شخصيا. أكد مدير مهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بجربة، المسرحي زهير بن تردايت، أن هيئة تنظيم الدورة 28 للمهرجان في ورطة حقيقية لم تشهدها سابقا، وذلك جراء غلق دار الثقافة فريد غازي بحومة السوق بجربة بقرار من مكتب دراسات أ:ب انها مهددة بالسقوط و شدد المكتب على غلق هذا الفضاء الحاضن للمهرجان طيلة 27 سنة كان بمثابة الضربة القاصمة، حسب تعبيره. وكشف مدير مهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بجربة، عن أن هيئته، درست كل السبل الممكنة لإقامة الدورة 28، واختارت بالإجماع، الحل الأنسب للجميع وهو وضع تصور جديد، لا يخرج بالمهرجان من مكانه الطبيعي، حومة السوق، لكن بتغيير ظرفي في خصوصية المهرجان، لأنه من شبه المستحيل تقديم عروض مسرحية في غياب فضاءات عرض مهيأة بالمنطقة. هذا التصريح، جعلنا نتوجه إلى السيد زهير بن تردايت، بالسؤال التالي: «يمكن للهيئة أن تتفق مع أحد النزل بالمنطقة وتلتئم العروض بقاعة النزل؟» فأجاب دون تردد: «فكرنا في هذا الموضوع، لكنها ستجابه بالرفض من قبل جمهورنا، وستعتبر الفكرة على أن المهرجان حاد عن سياقه وخصوصيته وتوجه للنخبة، فالمهرجان لديه قاعدة جماهيرية قارة تتكون من 300 شخص يقتنون تذاكرهم كل دورة لمتابعة مختلف العروض». وأضاف محدثنا، أن هيئة المهرجان فكرت أيضا في تنظيم المهرجان في دار الثقافة ميدون، لكن هذا الحل غير ممكن لسببين، الأول أن دار الثقافة ميدون تبعد عن حومة السوق 23 كلم، والثاني، قاعة العروض بها صغيرة، ولا يمكن أن تحتضن العروض المسرحية الكبيرة، وبالتالي تم التخلي عن هذا الاقتراح على حد تعبيره. تصور جديد وللخروج من هذه الأزمة التي قد تلغي الدورة 28 من مهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بجربة، عملت الهيئة جاهدة على وضع تصور جديد، يراعي خصوصية الظرف الراهن، وأزمة الفضاء، وقال الدكتور زهير بن تردايت، إن هذا التصور سيحافظ على الصبغة الدولية للمهرجان، وستكون الدورة، دورة عياد السويسي، وتحت شعار «منابت الإبداع المسرحي» وذلك ببرمجة عروض تجمع بين فن الحكاية والموسيقى. قد يبدو هذا التصور صعبا، على مستوى ندرة مثل هذه العروض، لكن هيئة المهرجان، وضعت تصورها بعد اختيار العروض – طبعا دون التفاوض مع أصحابها – والتي ستكون من 08 دول وهي تونس، والجزائر، والمغرب، ومصر، والكويت، وسلطنة عمان، وفرنسا، واختارت الهيئة مبدئيا فضاءي المركز المتوسطي والمكتبة العمومية، إلى جانب إمكانية برمجة عرض مسرحي كبير في الافتتاح. وإلى جانب العروض التي تفرد بها تصور الدورة 28 لمهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بجربة، للخروج من عنق الزجاجة، تعتزم هيئة المهرجان برمجة عروض حكواتية تونسية للأطفال بمختلف العمادات بمعتمدية حومة السوق بجربة، إلى جانب تنظيم ندوة علمية دولية بعنوان «منابت الإبداع المسرحي وفضاءات التكوين»، فضلا عن تكريم فنانين من تونس والفنان السوري رشيد عسّاف، وفضلا عن جداريات على أسوار المدارس والمؤسسات الثقافية تحت عنوان «نرسم مسرحا». الحل موجود والمال مفقود وعلى صعيد متصل، شدد مدير الدورة 28 لمهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بجربة، على أن التصور الجديد، وإن يعتبر حلا وقتيا، فإنه يتطلب موارد مالية كبيرة، وصرفا خاصا لا يجب أن يدخل تحت طائلة البيروقراطية الإدارية، وقال في هذا السياق: «حقيقة نحن في ورطة، واستمرار المهرجان يتطلب تدخلا من وزير الشؤون الثقافية شخصيا في الموضوع، وذلك بإقرار الدعم المبكر، ولإعطاء كل ذي حق حقه، فإن المهرجان لم يتمتع بالدعم منذ تأسيسه سوى في الدورتين الماضيتين، بفضل السيد محمد زين العابدين، لذلك أملنا كبير في الوزير لإنقاذ المهرجان..». وفي سياق متصل أبرز محدثنا، أنه باستثناء وزارة الشؤون الثقافية، أغلب المنح في الدورة الفارطة لم يتم رصدها كما كان متفقا عليه، داعيا السلط الجهوية من ولاية وبلدية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمدنين...، إلى الوقوف إلى جانب مهرجانهم.