يواجه قطاع التبرع بالأعضاء في تونس مشاكل وصعوبات كثيرة وتراجعا ملحوظا لعل أهمها بالنسبة للأستاذ الطاهر قرقاح هو غياب الثقة في المؤسسات الصحية العمومية وكثرة الاشاعات وعدم التثبت من المعلومات من قبل الاعلام وخاصة في ما يتعلق بحادثة خروج كلية مريضة من جسمها بعد عملية الزرع. كما أن العائلة في لحظة وفاة أحد أفرادها تعيش لحظة الألم الأخلاقي Douleur morale فعند الحالة العادية يتقلّص في بعض أسابيع أو أشهر وعندما ''يكون عمل الحداد طبيعيا قد انتهى‘‘ أما في حالة التأثر فيكون هناك ''اكتئاب حقيقي سوداوي‘‘ فيصعب ''التمييز في بداية الردود العادية بين الحالة السويّة والحالة المرضية. كما أن موت الذات الفردية لا تخلف مشكلا إلاّ عند موت الآخر المحبوب الذي تربطنا به علاقة مما يعني أن الموت هو موت شخص ينتمي إلى علاقات اجتماعية ومن الصعب أن نجد اللامبالاة أو عدم الاكتراث من موت الآخر. مؤكدا الحاجة الى مضاعفة جهود التحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء وبضرورة المساهمة في الحد من معاناة الاف المرضى وانقاذ حياة عدد هام منهم. و مزيد تحسيس التونسيين بأهمية التبرع بالأعضاء وانقاذ حياة عديد المرضى الذين يعانون من القصور فى وظائف القلب أو فى وظائف الكبد أو الرئة خاصة وأن عملية الزرع تبقى الامل الوحيد في انقاذ حياتهم. وأكد على ضرورة تكثيف جهود التوعية والحملات التحسيسية لحث التونسيين على الاقبال على تسجيل عبارة متبرع على بطاقات التعريف خاصة وأن هذه العبارة تمكن الشخص المتوفى دماغيا من اعطاء فرصة حياة لشخص مريض. وأكد الطاهر قرقاح على عدم وجود أي مجال للإتجار بالاعضاء في تونس خلافا لما يتم الترويج له مشددا على أن عملية الزرع تتم وفقا لضوابط قانونية وطبية واخلاقية. لعدة أسباب أهمها أن العضو لا يمكن زرعه إذا تجاوز الوقت المحدد له ويقدر ب 4 ساعات للقلب و 6 ساعات للكبد و 24 ساعة للكلى. كما أنه لا يمكن زرع الأعضاء الا في المستشفيات العمومية المرخص لها والتي تتوفر فيها الامكانيات اللوجستية والكفاءات الطبية. ولذلك على التونسي الاقتناع بأنه لا يوجد عمليات سرقة للأعضاء ولا يمكن أن تحدث لعدة اعتبارات خاصة وان من يقوم بعملية نقل وزرع الأعضاء دون ترخيص قانوني يعرض نفسه إلى الشطب من عمادة الأطباء ودفع خطية مالية تقدر ب 100 الف دينار. كما أشار إلى ضرورة تكاتف الجهود بين المركز باشراف وزارة الصحة والإعلام ووزارة التربية ووزارة الشؤون الدينية للنهوض بالتبرع بالأعضاء للتوعية والتحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء.