تونس 5 ديسمبر 2009 (وات) انتظم يوم السبت بالعاصمة اليوم الوطني الثاني عشر للتبرع بالاعضاء تحت شعار /دور الصيدلي فى التحسيس بالتبرع بالاعضاء/ ببادرة من الجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالاعضاء والمركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء. ويتنزل تنظيم هذه التظاهرة فى اطار تكثيف فرص التحسيس والتوعية باهمية التبرع بالاعضاء تكريسا لقيم الحق فى الحياة ومبادىء التضامن بين التونسيين والسعي الى مزيد نشر ثقافة التبرع لدى الناشئة والشباب والتعريف بالضمانات الاخلاقية والطبية والتشريعية والدينية التى اقرت فى تونس بهدف تحسين الاطار العام لاخذ ونقل الاعضاء البشرية. وياتي اختيار/دور الصيدلي فى التحسيس بالتبرع بالاعضاء/ فى سياق تعبئة مكونات المنظومة الطبية والمهنية لابراز ابعاد هذه العمل انسانيا واخلاقيا واجتماعيا واستغلال اشعاع الصيدلي وقربه من كل المواطنين لتعزيز جهود التحسيس واقناع المرضى والعائلات بجدوى التبرع بالاعضاء. وفى كلمة بالمناسبة اشار السيد منذر الزنايدى وزير الصحة العمومية الى ان تونس بادرت منذ بداية التسعينات الى تنظيم نشاط زرع الاعضاء من خلال وضع الاليات والاطر القانونية والموءسساتية الملائمة مثل قانون مارس 1991 المتعلق بتنظيم عمليات اخذ وزرع الاعضاء واحداث المركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء الى جانب مبادرة رئيس الدولة بتخصيص يوم وطني للتحسيس بالتبرع بالاعضاء. وذكر ان الوزارة اقرت خلال نفس السنة خطة لمزيد الارتقاء بعدد عمليات زرع الاعضاء يتواصل تنفيذها الى سنة 2012 وتتمحور بالخصوص حول دعم ديناميكية ونجاعة البرامج والاليات التحسيسية ومزيد دعم المركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء بالامكانيات الضرورية وتاهيل الهياكل المتدخلة وتوسيع شبكة وحدات زرع الاعضاء ودعمها بالموارد البشرية والتجهيزات الضروية الى جانب تعزيز علاقات التعاون الدولي للاستفادة من فرص تبادل الخبرات بهدف الرفع من عدد عمليات زرع الكلى الى ما بين 250 و300 عملية سنويا وما بين 20 و30 عملية زرع كبد. واكد الوزير على تنمية ثقافة التبرع بالاعضاء وزيادة وعي المواطن بنبل هذه العملية بما يمكن من ارتفاع عدد المتبرعين الاحياء والعمل على الحد من ظاهرة اعتراض العائلة على اخذ الاعضاء. وختم بالتاكيد على اهمية دور الصيدلي فى معاضدة جهود التحسيس والتوعوية بالابعاد الانسانية والاخلاقية لعمليات التبرع بالاعضاء ومزيد ترسيخها كسلوك اجتماعي. من ناحيته اوضح السيد محمد قديش الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية الرئيس الشرفي للجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالاعضاء ان تونس جعلت من زرع الاعضاء والحث عليه دليلا على تطورها العلمي والطبي ورقي مجتمعها وقيمها الحضارية والانسانية من اجل مزيد نشر ثقافة التبرع وتكريسها على ارض الواقع واذكاء الوعي الاجتماعي بمزاياها. وذكر ان رئيس الدولة نزل هذه المسالة مرتبة محورية فى سياسة البلاد الصحية حيث تم وضع الاطر القانونية والتشريعية التى تنظم العملية واعتماد خطط وبرامج واليات تحسيسية لمسالة التبرع بالاعضاء ونقلها وبالتالي بناء وعي اجتماعي يساعد على جعل مسالة التبرع بالاعضاء امرا ممكنا وقناعة عامة. وبين ان الفجوة بين الحاجة للزرع وبين ما يزرع ما زالت واسعة وهو ما يتطلب جهدا اضافيا من اجل تغطية النقص الحاصل ومزيد نشر الوعي بين افراد المجتمع واضفاء مزيد من الفاعلية على النظم الوطنية للتبرع وتشريك اوسع القطاعات والفئات لبلوغ الاهداف المرسومة. ولاحظ ان الصيادلة يحتلون مكانة متقدمة فى اداء هذا الدور واشاعة ثقافة التبرع بالاعضاء وترسيخها لقرب الصيدلي من المواطن قياسا بسائر القطاعات الطبية والصحية فضلا عن الثقة التى يحظى بها الصيدلي لدى المواطن واضطلاعه بدور هام فى ترويج المعلومة والثقافة الصحية السلمية. وفى مداخلة حول الضمانات القانونية والاخلاقية والطبية لعمليات زرع الاعضاء فى تونس ذكر السيد مصطفى الفرجاني رئيس الجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالاعضاء ان المشرع التونسي كفل كل الشروط بالنسبة الى المتبرع الذى يكون دخل مرحلة الموت الدماغي بان فرض حضور طبيبين مختصين للتاكد من حالة الوفاة واجراء الفحوصات الضرورية الى جانب تحجير القيام بعمليات الزرع بالمصحات الخاصة وحصرها فى المركز الوطني لزرع الاعضاء والاقسام الاستشفائية فى المستشفيات الجامعية. واكد ان القانون التونسي يعاقب كل المخالفين لشروط نقل واخذ الاعضاء وزرعها الى جانب اصدار الفتاوى الدينية التى تجيز وتحدد الاطر الملائمة لمثل هذا النوع من العمليات. وتشير المعطيات التى تم تقديمها بمناسبة هذه التظاهرة التحسيسية الى ان عدد عمليات زرع الكلى بلغ 127 عملية سنة 2008 مقابل 42 عملية فقد سنة 2005 وهذا يعود بالاساس الى الجهود الكبيرة التي يبذلها الاطباء لدى عائلات المرضى وتحسيسهم بجدوى وهب اعضائهم لاقربائهم الذى يحتاجون لها. ويناهز عدد المرسمين بقائمات الانتظار لزرع كلى حوالي 3500 شخص سنويا من بين 8000 مريض يرتادون سنويا مراكز تصفية الدم بكلفة تقارب 120 مليون دينار. كما يبلغ عدد عمليات زرع الكبد 5 عمليات سنويا ويناهز عدد المحتاجين لذلك 95 مريضا.كما تم سنة 2008 احصاء 800 عملية زرع قرنية. ومن اهم اسباب تواضع عدد عمليات زرع الاعضاء فى تونس اعتراض العائلة حيث ان 66 فى المائة من العائلات لا توافق على نقل اعضاء من اقاربهم الموتى الى مرضى فى حاجة اليها. وحضر فعاليات هذا اليوم الوطني للتحسيس بالتبرع بالاعضاء وزير الشؤون الدينية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ووزير الثقافة والمحافظة على التراث الى جانب جمع كبير من الاطباء والباحثين ومسؤولي الهياكل الصحية والطبية المعنية والشباب التلمذى والطلابي.