أثار الحوار الذي أدلى به وزير السياحة روني الطرابلسي جدلا كبيرا واعتبرته أحزاب ومجتمع مدني خطوة نحو التطبيع تستوجب إقالته وقد استغرب الوزير هذه الضجّة قائلا: في حوار أجراه مع «وات». إن مقطع الفيديو الخاص بهذا اللقاء التلفزي، والذي أحدث جدلا واسعا، يتضمن حوارا خصّ به الصحفي الفلسطيني المقيم بتونس ومدير مكتب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينيةبتونس، طاهر الشيخ الخالد، وذلك بطلب من سفير فلسطينبتونس، هائل الفاهوم، خلال تظاهرة الخمسة الذهبية. وأوضح أن اللقاء التلفزي، تم تصويره من قبل فريق عمل تونسي الجنسية لفائدة منصة الأخبار والمعلومات المتواجدة في بريطانيا «سكوبال» ليقع بثّه في القنوات البريطانية باللغة العربية. وأضاف «لقد قامت القناة «إي 24»، المتواجدة بالولايات المتحدةالأمريكية والتي تبث عبر الأنترنات في إسرائيل باللغات العربية والفرنسية والانقليزية، بإعادة بث اللقاء التلفزي لاهتمامهم بالوزير اليهودي، الذي تقلد منصبا وزاريا في بلد عربي مسلم». ودعا إلى الكف عن «التلاعب ونشر الإشاعات المتواصلة والمغرضة، التي تضر بتقدم عمل الوزارة لتنفيذ البرامج المحددة» مشددا على ضرورة «التحرّي مسبقا حول صحة الأخبار ومصادرها قبل تناقلها». وأشار إلى نشر عدد من المواقع الالكترونية في تونس للفيديو المذكور مع حذف شعار «سكوبال»، المسؤول عن توزيع هذا الحوار، والابقاء على شعار القناة «إي 24»، التي أعادت اقتناء الحوار التلفزي. يذكر ان بعض القنوات الأجنبية قد أعادت بث هذا الحوار على غرار احدى القنوات الكندية. يذكر أنه تم، خلال الحوار، طرح سؤال على وزير السياحة روني الطرابلسي بخصوص امكانية ارساء علاقات ديبلوماسية رسمية بين تونس واسرائيل فأجاب قائلا «إن موضوع التطبيع حساس جدا وهو شأن سياسي» مضيفا «أنا كوزير سياحة مطالب باتباع الخط العام للدولة للتونسية، الذي يتمثل منذ عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في دعم وتبنى القضية الفلسطينية وإرساء السلام في الشرق الأوسط». وحسب معلومات متطابقة حصلت عليها "الشروق " فان صحفيا فلسطينيا مقيما في بلادنا منذ عقود هو الذي استغل وجوده مع روني الطرابلسي في حفل «الخمسة الذهبية» ليطلب من وزير السياحة و الصناعات التقليدية اجراء حوار صحفي لفائدة شركة انتاج بريطانية مؤكدا أن هذا الحوار سيقع ترويجه في دول امريكا الجنوبية و الدول العربية . و اضاف المصدر أنّه من هذا المنطلق و بعد أن علم روني الطرابلسي بأن الصحفي فلسطيني الاصل فوجئ بعد أيام بأن قناة اسرائيلية تولت بث الحوار . و لا يستبعد مصدر مقرب من وزير السياحة و الصناعات التقليدية ان يكون روني الطرابلسي قد وقع ضحية عملية «استدراج تنفيذا لحملة منظمة تستهدفه و رصدت لها اموال طائلة و تقف خلفها جهات متنفذة في السلطة هدفها عدم تخطي الارقام التي وقع تحقيقها في السنة الفارطة في مستوى استقطاب السياح الاجانب» حسب قوله . واعتبر المصدر "أنّ هؤلاء تحركهم حسابات انتخابية و معطيات مغلوطة تجعلهم يعتقدون ان روني الطرابلسي هو طرف في الصراع بين حركة نداء تونس و يوسف الشاهد " . ولكن الجدل الذي تفجر امس حول ما راج من منح روني الطرابلسي حوارا صحفيا لقناة i24 الاسرائيلية منح معارضي وزير السياحة ورقة قرروا استعمالها للمطالبة بابعاده من الحكومة معتبرين أنّ ما قام به هو تطبيع اعلامي مع اداة اعلام صهيونية . ودعا حزب التيار الشعبي ، إلى ‹التعجيل بإعفاء وزير السياحة من مهامه احتراما لقيم وثوابت الشعب التونسي في رفضه ومقاومته للصهيونية›. واعتبر التيار الشعبي في بيان أصدره، أنّ "الحكومة بكل مكوناتها متواطئة في التطبيع وتعمل على إخضاع تونس وشعبها للإرادة الصهيونية". وأكد الحزب، استمراره "في الملاحقة القضائية لكل من يتورط في التطبيع مع الكيان الصهيوني بمن فيهم وزير السياحة الحالي الذي سترفع في حقه قضايا بتهم التطبيع والتعامل مع كيان العدو الصهيوني". كما أشار الحزب إلى أنّه منذ تولي روني الطرابلسي وزارة السياحة تكثفت زيارات بعض الفنانين التونسيين للكيان الصهيوني لأحياء احتفالات أعياد الميلاد وتوالت تصريحات وزير السياحة لوسائل الإعلام الصهيونية" وفق ما ورد في نص البيان. بدورها طالبت الجبهة الشعبية، ، أمس ، بإقالة وزير السياحة روني الطرابلسي، على خلفية إجرائه مقابلة مع قناة إسرائيلية، واصفة الحوار بأنّه إهانة للشعب التونسي. كما اعتبرت ان الائتلاف الحاكم بكل مكوناته منخرط في سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني ويدوس على مشاعر الشعب التونسي المناهض للتطبيع والمنتصر لقضية الشعب الفلسطيني والرافض لتصفيتها في إطار ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية. كما دعا حزب العمال كل القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية من أحزاب وجمعيات ومنظمات مهنية وحقوقية وثقافية وفعاليات نسائية وشبابية معادية للصهيونية ومناصرة للقضية الفلسطينية إلى إدانة هذه الخطوة والمطالبة برحيل وزير السياحة.